عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Aug-2020

قلق أولياء الأمور ينتقل للطلبة ويفقدهم حماسة العودة للمدارس

 

منى أبوحمور
 
عمان-الغد-  حالة التوتر التي يعيشها العديد من أولياء الأمور اليوم، بسبب الحالة الوبائية وتزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وما قد ينتج عنها من العودة إلى التعليم عن بعد مرة أخرى؛ كلها أمور تضع العديد من الطلبة أمام مشهد ضبابي يدخلهم في حالة من الإحباط والقلق أيضا، لاسيما في ظل وجود خلافات بين أولياء الأمور والمدارس الخاصة التي أصرت على دفع المبالغ المستحقة كاملة، وسيناريو الانتقال إلى المدارس الحكومية.
الانتقال إلى مدرسة جديدة ونظام تعليمي جديد وبيئة مدرسية مختلفة، في ظل ظروف وبائية غير مستقرة، تحديات تواجه العديد من أولياء الأمور الذين ينوون نقل أبنائهم إلى التعليم الحكومي لمواجهة “تغول” بعض المدارس الخاصة على جيوبهم.
وبالرغم من توجه نسبة قليلة من المدارس للوقوف إلى جانب أولياء الأمور وتقديم خصومات على المستحقات المالية، إلا أن عددا كبيرا من المدارس تعاملت بطريقة مادية بحتة أجبرت العديد من أولياء الأمور على اتخاذ موقف قد يصل إلى نقل أبنائهم لمدارس أخرى.
وما بين “فوضى” قلق أولياء الأمور وقرارات المدارس الخاصة وحيادية “الوزارة” من التعليم الخاص، يقع الطالب ضحية ضبابية المشهد، فلم يعد ذلك الحماس في الاستعداد للمدرسة وشراء القرطاسية وترتيب الزي والكتب، فالطلبة يختبرون ما يبثه ذووهم من قلق وحيرة واستياء وخوف على مصائر أبنائهم التعليمية.
وما يثير القلق الحقيقي، وفق أخصائي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة، هو التخبط، فالأصل أن لا ينظر الأهالي للوضع المادي في اتخاذ قرار مصائر أبنائهم، أما ما يتعلق بقرار النقل فعلى الأهل أن يدركوا إن كان أبناؤهم مستعدين، ومدى تقبل الأبناء فكرة الانتقال للمدارس الحكومية أو الخاصة الأخرى.
أما تحديات التعليم عن بعد، وفق مطارنة، فليست في التحصيل الأكاديمي، وإنما في التفاعل الاجتماعي والإنمائي للشخص وبناء شخصية الطالب، مشددا على ضرورة أن يكون أولياء الأمور موضوعيين ومنطقيين، فالخيارات مفتوحة أمام أولياء الأمور سواء كانت في المدارس الحكومية أو الخاصة، ومنها ما هو منخفض أو مرتفع التكلفة.
ويقول مطارنة “على الأسرة أن تعود للتفكير بمنطقية، وتحدد أولوياتها، لأن التخبط ينعكس على الطالب”، موضحا “فيصبح بحالة من عدم التوازن، وقد يتسبب النقل بإشكالية كبيرة، ويجب دراسة جميع هذه المعطيات والمؤثرات على الطالب، وعلى الأهل توفير الراحة لأبنائهم الطلبة وتهيئتهم للعام الدراسي الجديد”.
ويضيف مطارنة “إذا أردنا أن نعالج مشاكلنا بواقعية وموضوعية، على الأهل أن يدركوا أن ما يواجهونه من مشاكل وصعوبات في تعليم أبنائهم عن بعد ناجم عن عدم القدرة على ضبط أبنائهم، ومتابعة تعليمهم، لأن هذا الدور بالأساس كانت تتولاه المدرسة، بحيث اذا استطاعت توجيه الطالب وبناء مفاهيمه ومبادئه تدفعه هو لتحمله المسؤولية في الحالة الاستثنائية والوبائية، وأن نكون على قدر المسؤولية والالتزام”.
في حين يشير التربوي الدكتور عايش نوايسة إلى أن أزمة “كوفيد 19” قد أفرزت تحدياً كبيراً أمام وزارة التربية والتعليم منذ بدء الأزمة، فلجأت الوزارة إلى التعلم عن بعد وفق وسائل تقليدية، وغيرت من شكل اختبار الثانوية العامة، وحولته إلى نمط واحد يعتمد نظام الاختيار من متعدد واعتمدت الماسح الضوئي لإجراء عمليات التصحيح الإلكتروني للاختبار.
ويقول “كل ذلك أشغل الوزارة وقيادتها عن التفكير في شكل التعليم في العام الدراسي 2020-2021 ودخلت الوزارة في دراسة سيناريوهات متعددة، وطرح من خلال الوزير والأمناء العامين أكثر من وجهة نظر، وكل ذلك أربك المعنيين وأولياء الأمور والقطاع الخاص، وأسهم في حدوث حالة ضبابية أمام الجميع”.
ويضيف “لكن أخيراً ألغت الوزارة كل الاحتمالات، وأعلن أن العام الدراسي سيكون في موعده في الأول من أيلول (سبتمبر)، وبدوام اعتيادي يراعي الوضع الوبائي في حينه”.
ويوضح “والمتتبع يجد أن السبب وراء هذا القرار هو تراجع القدرات الاقتصادية لأولياء الأمور، وبالتالي النقل من المدارس الخاصة إلى الحكومة بمعدل عال يفوق قدرات المدارس الحكومية؛ إذ من المتوقع أن ينتقل أكثر من 120 ألف طالب من القطاع الخاص إلى الحكومي، وهذه معظلة كبيرة ولا قدرة للوزارة عليها في ظل عدم التوسع في إنشاء مدارس جديدة واتباع نظام التعلم التقليدي”.
ويبين “وتواجه الوزارة معضلة أخرى تتعلق بوقف التعيين بموجب أمر الدفاع، وهذا تحد كبير أمام الوزارة؛ إذ شهد هذا العام حالات كبيرة على التقاعد بين المعلمين بموجب نظام تحفيز أتبعته الحكومة، وهذا كله أدى إلى إرباك المدارس الحكومية، التي لم تعد قادرة على استقبال طلبة جدد، وبشكل خاص من القطاع الخاص”.
لقد أربكت الوزارة، بحسب النوايسة، في توجهاتها وقراراتها وتصريحات المسؤولين فيها الكل؛ “أولياء الأمور والطلبة والمدارس الخاصة والتجار”، فالكل ينتظر بداية العام الدراسي بشكل طبيعي، بالنسبة لأولياء الأمور فهم غير قادرين على اتخاذ قرار بالنسبة لتسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة، وبشكل خاص بعد ارتفاع وتيرة الوضع الوبائي، وتشكل جوا عاما يشير إلى السير نحو التعلم عن بعد.
ويتابع “والمدارس الخاصة التي وقعت تحت سندان الجائحة لم تعد قادرة على جذب أولياء الأمور ودعوتهم لتسجيل أبنائهم، وتعمل على منح خصومات كبيرة على الرسوم الدراسية، كما أربكت الوزارة تجار القرطاسية الذين يتسابقون في كل عام في مثل هذه الفترة لعرض القرطاسية وتقديم عروض عليها”.
المشهد ضبابي، وفق النوايسة، على الرغم من بدء الوزارة بتدريب مديري المدارس على تطبيق البروتوكول الصحي تمهيداً لتدريب معلميهم عليه الأسبوع المقبل، الكل يأمل بأن يبدأ العام الدراسي بشكله الطبيعي، ويعود الطلبة إلى نشاطهم المعهود.