رغم ذلك.. حزب العمل - عوزي برعام
معاریف
الغد- أنا أعترف بأن بیني غانتس ھو نبأ سار، لكن یبدو لي أننا موجودون في ذروة انجراف شاملة.
كانت ھناك حقا احزاب نزلت عن المنصة واخرى اختنقت في اعقاب التوحدات – الحزب اللیبرالي اختفى داخل حزب ”جاحل“، حزب العمال (مبام) الموحد ذاب داخل میرتس، لكن حزب العمل؟ ھل انقضى زمنھ؟ ھل حقا لم یعد ھناك مكان في النظام السیاسي في إسرائیل لحزب صھیوني یرفض قانون القومیة، ولھ ارتباط اشتراكي دیمقراطي؟ جدعون لیفي یعتقد أن لا. من جھة، لو أن الحزب سار في طریق جدعون لیفي، لما كان الـ 1500 مصوت الذین تبقوا لھ سیھرعون للتصویت لغانتس.
لنفترض أن غانتس سینجح جدا. كیف سیكون في حینھ وجھ النظام السیاسي؟ یمین مقرف – بنیامین نتنیاھو، اورن حزان، میري ریغیف ویاریف لفین. یمین جدید یمیل إلى الابیض ویسعى إلى الشر. یمین یغمز للوسط – غانتس وموشیھ یعلون وتسفي ھاوزر. ”یوجد مستقبل – حزب خیار الفشل؛ في كل مرة یصل فیھا مرشح یسعى للسلطة ینھار داخل نفسھ.
حزب العمل ھو بدون منتج جدید. الحزب یتفاخر بماض فاخر، مع كل الاخطاء التي تكتنف الماضي الفاخر. شبابھ المؤھلون یمكنھم احداث تغییرات، ستساعد في جھود صد روح الیمین السائدة. ھل الناخب الذي یفضل الیسار الصھیوني ویرید اسقاط نتنیاھو سیفعل ذلك بثمن تحطم حزب دافید بن غوریون ویتسحاق رابین؟.
یقولون إن حزب العمل لم یعد ذا صلة. من ھو بالضبط الذي لیس لھ صلة؟ عمیر بیرتس؟ شیلي یحیموفیتش؟ ستاف شبیر؟ ایتسیك شمولي؟ والكثیرون غیرھم من الجیدین. أیضا وجوه جدیدة.
حزب العمل ھو على شكل بیت آیل للسقوط، لكنھ بیت یجب عدم تجاھل اسسھ القویة التي تشكلت منذ اجیال.
بالنسبة لغانتس، أن أدعو كل شخص یمیني یصادفني في طریقي لأن یصوت لھ. غانتس ھو أمل
جمھور واسع، سئم من زعیم عدیم الضمیر ومن طاقمھ الفاسد، وھو یتوق لتنفس الھواء النقي.
ولكن لن یأتي أي تغییر حقیقي فقط بمساعدة جیوش غانتس، حتى لو انضم الیھ یائیر لبید. ھم بحاجة إلى یسار صھیوني حي وقوي، یساعد في الانقلاب الضروري جدا.
أنا أدعو من تركوا حزب العمل، الذین انفاسھم تحبس على مسامع خطوات غانتس: توقفوا قبل أن تخطوا، علیكم أن تروا وجھ الدولة بعد الحملة الانتخابیة، قبیل ایام العمل التي فیھا یكون ھناك مكان للنضال من اجل الطریق ومن اجل المبادئ ومن اجل التغییر.
الیمین نجح في وضع جدول الاعمال السیاسي، وبدرجة ما أیضا المدني. كل من یرید التغلب على الیمین المسیطر یصوغ شعارات تشبھ شعاراتھ. الیمین انتصر في المعركة على الوعي، لقد تمسك بمشاعر الخوف، الایمان بالقوة وبھا فقط. الیمین نجح أیضا في أن یغرس في اوساط مؤیدیھ شعار ”كل من ھو لیس معنا ھو یسار“، لأنھ ھكذا یقول بنیامین نتنیاھو.
غانتس ویعلون، وأنا على قناعة أن لبید أیضا، جاءوا من اجل وقف التحریض والانقسام واجتثاث الریغیفیة التي من شأنھا أن تزدھر في الانتخابات التمھیدیة للیكود. إن تصنیف یسار- یمین سیكون دائما، لكن فقط شخص ساذج یؤمن بأن حزب غانتس- یعلون- یوعز ھندل- ھاوزر ھو حزب یسار.
ُ الیسار یعرف نفسھ ولا یحتاج إلى تعریف من حاخامات نتنیاھو. رجال الیسار الصھیوني مجبرون على الحفاظ على الجمرة الممیزة لھم: ماض كبیر، سیأتي بمستقبل مشجع.