عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jul-2020

مناضلون ومثقفون ورجالات الدولة الأردنية بيوت الكرك العتيقة...

 

الدستور- خالد سامح - (في الكركِ؛ وقربَ قلعتها التي تنامُ وتَصحو على أنينِ القدسِ وصَدْحِ نَواقيسِها؛ وحيثُ مَداميكُ حجارةٍ تسبقُ الشَمسَ في فَجرِ صَباحاتِها؛ هناكَ، يُقَدِّمون المحبّةَ لكَ على أنّها من حواضرِ البيتِ، ويعتذرونَ لأنّهم لا يملكون أكثر؛ حينها، لا تقوى إلا على كَسرِ وعاءِ المِسكِ كُلِّهِ؛ كَي تتشَمّمَ (عِقبانُ السَماءِ) رائحةَ طيبِ المكانِ وأهلِهْ في الكرك..)
 
بتلك الكلمات أختتمت الأسبوع الماضي الحلقة المخصصة لبيوت كركية قديمة من برنامج «عمران» الذي يعرض أسبوعياً على شاشة التلفزيون الأردني منذ أشهر، وهو من اخراج أحمد عدنان الرمحي واعداد الأديب والباحث محمد رفيع الذي يصوغ بلغة شعرية رفيعه وغنية بجمالياتها وايحاءاتها كل المعلومات التي يتضمنها البرنامج عن بيوت أردنية عريقة وتاريخها القديم وساكنيها، اضافة لارتباطها بالتحولات السياسية والاجتماعية على مدى قرن.
 
منازل الأحرار
 
تناول البرنامج في – محطته الكركية - بيوت عائلات: الحدادين والمجالي والطراونة والجمل، والتي سكنها المناضل العربي سلطان باشا الأطرش عند لجوئه للأردن عشرينيات القرن الفائت، بسبب ملاحقة سلطات الاستعمار الفرنسي في سوريا له ،وقد اتخذ من الأردن قاعدة لقيادة الحركة الوطنية السورية، وقدمت له الأردنيون الأحرار كل الدعم والمؤازرة.
 
من ابناء الكرك استضاف البرنامج للحديث عن تلك البيوت وأهميتها هندسيا وتاريخيا كلا من: المهندسة المعمارية نهلة نصراوين، الأديب والباحث نايف النوايسة والفنانة التشكيلية إزدهار الصعوب، وقد تناولكل منهم وبحسب اختصاصه مميزات المعمار الكركي وتناغمه مع بيئة المنطقة، وأهمية هذه البيوت في تاريخ الأردن المعاصر حيث ترعرع فيها وسكنها كبار رجالات الدولة الأردنية من رؤساء وزراء ووزراء ومثقفين ومناضلين في سبيل الحرية والاستقلال.
 
قصة المكان والانسان 
 
يجول برنامج «عمران» الأول من نوعه على شاشاتنا المحلية في فضاءات التراث العمراني العريق في الأردن، بدءاً من العاصمة وأحيائها العتيقة كجبل اللويبدة وجبل عمّان ووسط البلد وغيرها من المواقع، ويتنقل كذلك في الكرك والسلط واربد وجرش ومادبا وغيرها من الحواضر التي استوطنها الانسان منذ آلاف السنوات وازدهرت في عهد الدولة المدنية الحديثة، فيرصد تاريخ كل بيت وساكنيه وخصائصه العمرانية والجمالية، كما يستضيف مهندسين وأدباء وفنانين تشكيليين للإضاءة أكثر على أجواء المكان وخصائصه وانعكاساته في خيالهم.
 
يقول المخرج أحمد عدنان الرمحي إن البرنامج بالأساس جاء بفكرة من الباحث محمد رفيع الذي اشتغل طويلا على التراثيات العمرانية وسعى لتوثيقها عبر مؤلفات مهمة، ويتابع « يجمعني مع الكاتب محمد رفيع عشق تلك الأماكن القديمة والسعي لتوثيق حكاياها الغنية».
 
على امتداد الأردن
 
وتمنى الرمحي أن لايتوقف البرنامج عند 16 حلقة، وأن يطلق موسم جديد منه يوثق أيضا لغير البيوت، كالمساجد والكنائس ومباني الدوائر الحكومية وغيرها من المواقع والمعالم على امتداد الأردن.
 
ما يميز البرنامج أيضا أنه خرج من العاصمة ليوثق حكايا بيوتات باقي المدن الأردنية، التي تضم أيضا تراثا عمرانيا جميلا متأثرا بفنون العمارة العربية والعثمانية ونمط البناء العريق في بلاد الشام، للأسف الكثير منها يعاني من الاهمال، وقد كانت مأدبا محطة البرنامج الاولى خارج عمان حيث خصصت حلقة حول مبنى سرايا مادبا العريق العائد للعهد العثماني، أما في عمّان فقد عرضت حلقات تناولت بيت حبيب الزيودي «بيت الشعر» في جبل الجوفة، وبيت الفن الأردني في شارع الأمير محمد وغيرها من الأبنية التي كانت بالأساس منازل لشخصيات سياسية كبيرة، وتعرض الحلقة الأخيرة منه تاريخ منزل البيروتي في جبل اللويبدة.