عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2021

«التمكين » لفــرســـان الــحـــق*محمد سلامة

 الدستور

صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله وجه رسالته الأولى إلى مدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، حاثا فيها على مواصلة ترسيخ مفهوم الأمن الشامل ومواصلة التحديث والتجديد الداخلي ليصار الى أسباب التمكين في الوصول إلى الامن الوطني والعمل الاستخباراتي المحترف، والرسالة بها ثلاثة عناوين مهمة نلخصها بالآتي:
- جلالة الملك أشار في رسالته بوضوح أن الدور الحالي لجهاز المخابرات العامة شهد تطورا في الاداء الداخلي وأن المرحلة الراهنة تتطلب إعادة تقيم ما جرى خلال الفترة الماضية ليصار الى التحديث في آليات العمل للتوائم مع وجود تشريعات ومؤسسات وطنية قادرة على مواجهة الملفات الإقتصادية والإدارية والتمكين هنا في أن العمل الاستخباراتي المحترف يجب أن يرافقه تفرغا لمواجهة الإرهاب وأدواته، ومقاومة التخريب المادي والفكري الذي نعيشه اليوم من اشكال الحرب النفسية الرامية إلى زعزعة الاستقرار الداخلي والنيل من وحدتنا الوطنية، وهو ما يتطلب رؤية شاملة لنهج جديد يحقق العدالة والمساواة وسيادة القانون.
- جلالة الملك أشاد بما تحقق خلال العامين الماضيين،وسد الفراغ الذي قصده لدائرة المخابرات كان بسبب عدم وجود مؤسسات ذات علاقة،وتشريعات يمكنها مراقبة ومحاسبة الفساد الإقتصادي والاستثمارات، وذات الأمر بالنسبة للقرارات الإدارية، والتمكين الذي يؤشر عليه يتمثل بالتفرغ للعمل الاستخباراتي ضمن رؤية توائم ولوج مملكتنا مئويتها الثانية، ففي الأولى كانت الأخطار والتحديات متمثلة بالانقلابات والهجرات القسرية والحروب و..الخ، لكن اليوم أخذت هذه الأخطار الخارجية والداخلية أشكالا مختلفة وتطورت أدواتها مثلما تطور خطابها ووسائل نقلها بوجود السوشال ميديا، والتمكين هنا يتمثل في أن تتجه إلى التنسيق مع الاجهزة الاخرى لمكافحة عمليات التسلل واختراق حدودنا ومراقبة العدو والعدو المحتمل (خلايا الإرهاب)، وغيرهما، ضمن مهنية واحتراف استخباراتي يواكب التطور الخارجي، وضرورة التنسيق بما يوصل إلى الهدف الأسمى لعمل المخابرات وهو جمع المعلومات وتبادلها مع الاخرين وإعداد تقارير دقيقية ووضعها أمام صانع القرار.
- جلالة الملك كان واضحا في نهاية رسالته أن التحديث والتجديد لا يعني التخلي عن المراقبة، وأن ما أراده من التمكين يتمثل في إعطاء المسؤولين والمؤسسات كافة الصلاحيات في إتخاذ القرارات،وبما يوصل إلى ترسيخ النزاهة ومحاربة الفساد،مؤشرا على تحقيق قدر كبير من الإنجاز على مسارات العمل الأمني لصون مكتسبات الوطن ودرء الأخطار الخارجية والداخلية على حد سواء.
«التمكين».. في الرسالة الملكية لجهاز المخابرات العامة هدفه الارتقاء بمستوى الأداء المهني، والتحول إلى مسارات جديدة في دوره والعمل الداخلي ضمن رؤية جديدة بعيدة عن عمل المؤسسات الوطنية الأخرى،والتركيز على جمع المعلومات والمراقبة لتعزيز امننا القومي، وأجراء مراجعة شاملة ترتقي به ليكون في الطليعة بين الأجهزة الاستخباراتية قدرة وكفاءة.