عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Aug-2020

المعجم التاريخي للغة العربية يوثق لـ17 قرنا من لغة الضاد

 

الشارقة – الغد – كثيرة هي الألفاظ العربية التي لا نعرف أول من استعملها؟ وكيف اكتسبت معناها؟ وكيف صارت تشير إلى شيء أو إلى فعل أو دلالة؟ ومتى صارت مفردة مثل (جلس) بمعنى اعتدل في قعدته؟ ومن أول من استخدم لفظة (طبيب) من العرب؟ وكيف دخلت بعض المفردات إلى العربية من لغات أخرى عبر القرون؟ وكيف تطورت بعض الألفاظ عبر التاريخ، وكيف هاجرت بعض الكلمات من لغة إلى لغات أخرى.
هذا ما تتولى مهمته المعاجم التاريخية للغات، وهذا ما ظلت تفتقر إليه اللغة العربية منذ نشوئها إلى اليوم، فعلى الرغم من المحاولات الأولى لتنفيذ هذا المشروع الكبير منذ بدايات القرن العشرين، إلا أنه تعطل ولم يرَ النور، وعلى الرغم من وجود جهات حاولت تبني هذا المشروع إلا أن تأريخها لمفردات اللغة العربية ظل مقتصرا على 3 قرون من الزمن.
المعجم الأول الشامل
في تاريخ لغة الضاد
اليوم تقود إمارة الشارقة برئاسة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المشروع المعرفي الأكبر للأمة العربية، وتكشف عن إتمام مراحل العمل الأولى من “المعجم التاريخي للغة العربية” الذي يشرف عليه اتحاد المجامع اللغوية والعلمية في القاهرة، بمشاركة عشرة مجامع عربية، ليكون المعجم الأول الشامل في تاريخ لغة الضاد.
يؤرخ لـ17 قرنا لأول مرة في تاريخ اللغة العربية
بعد سنوات من العمل، تمت خلالها أتمتة قرابة 20 ألف كتاب ومصدر ووثيقة تاريخية باللغة العربية، يفتح “المعجم التاريخي للغة العربية” الباب واسعا على 17 قرنا من الزمن ليصل في توثيقه لمفردات اللغة العربية إلى نقوش وآثار يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الإسلام، ويقود بذلك الباحثين إلى المصادر الأولى للغة ويكشف عبر تتبع منهجي كيف استخدمت كل مفردة عبر العصور: قبل الإسلام، والعصر الإسلامي من 1-132 هجري، والعباسي، والدول والإمارات، والعصر الحديث.
ستة أعوام المدة المقدرة لإتمامه كاملا
ويكشف المعجم عن الانتهاء من التأريخ للأحرف الأولى من اللغة العربية، ومن المقرر أن ترى المجلدات الأولى النور في نهاية العام 2020، معلنا أن المدة التقديرية للانتهاء من كامل المعجم تقدر بستة أعوام.
يشكل مكتبة تضم أكثر
من 40 ألف كتاب ومصدر ووثيقة
ويشكل المعجم إلى جانب أنه يبحث ويوثق لمفردات اللغة العربية مكتبة إلكترونية ضخمة مكونة من أمهات كتب اللغة والأدب والشعر والفلسفة والمعارف العلمية المتنوعة تمكن الباحثين والقراء بعد الانتهاء من مراحل إعداده كاملة، الوصول إلى أكثر من 40 ألف كتاب ومصدر ووثيقة يعرض بعضها إلكترونيا للمرة الأولى في تاريخ المحتوى المعرفي العربي.
ويعنى المعجم بإيضاح جملة من المعلومات الرئيسة هي: “تاريخ الألفاظ العربية”؛ حيث يبحث عن تاريخ الكلمة من حيث جذرها، ويبحث عن جميع الألفاظ المشتقة منها وتقلباتها الصوتية، ويقوم بتتبع تاريخ الكلمة الواحدة ورصد المستعمل الأول لها منذ الجاهلية إلى العصر الحديث، ويعمل على توضيح “تطور المصطلحات عبر العصور”.
إلى جانب ذلك يختص المعجم بالكشف عن تاريخ نشأة العلوم والفنون؛ إذ يبحث مثلا في علوم اللسان العربي عن جميع العلوم التي نشأت تحت ظل البحوث اللغوية قديما وحديثا من نحو وصرف وفقه لغة ولسانيات وصوتيات وعلوم البلاغة والعروض وغيرها، ويرصد المصطلحات التي ولدت ونشأت وترعرعت في رحاب هذه العلوم.
حول أهمية المعجم، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة: “مشروع المعجم التاريخي هو حُلم الأمة العربية الأكبر، ومشروعها الأعظم، وحامل ذاكرتها الجماعية، وإنجازه سيُحدث حركة عظيمة في ميدان المعجميات، وسيعود بالعربية إلى أمجادها، ويبعث فيها الحياة من جديد، وإن كانت العربية لم تمت ولن تموت لارتباطها بوحي السماء”.
تجدر الإشارة إلى أن المنصة الرقمية التي تم إعدادها لهذا الغرض تتميز بسهولة البحث، وسرعة الحصول على المعلومة واسترجاع النصوص وإظهار النتائج في سياقاتها التاريخية، إضافة إلى أنه يشتمل على قارئ آلي للنصوص المصورة، واعتماده على محلل صرفي يساعد الباحثين على الوصول إلى مبتغاهم في السياقات التاريخية المتنوعة.