عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Feb-2020

خطوات تغير الواقع - نداف شرغاي

 

إسرائيل هيوم
 
بعد سبع سنوات من التجميد في جفعات همتوس و15 سنة تجميد في E1، بين معاليه ادوميم وبين القدس – وهي أراض ضمن الاجماع الإسرائيلي – اعلن رئيس الوزراء نتنياهو عن حل تجميد البناء هناك.
ان اهمية الخطوة هائلة وبعيدة الأثر تتجاوز سياسة عشية الانتخابات بل وتتجاوز الاستجابة لضائقة السكن في القدس. بل انها تشذ عن الفرضية الواضحة بان دولة تحترم نفسها لا يفترض أن تسلم باملاءات من رئيس أميركي (اوباما) ومن مستشارة المانية (ميركل) على مدى سنوات طويلة بهذا القدر. فالخطوتان هما على اهمية استراتيجية عظيمة؛ خطوات تغير الواقع وتحطم التعادل في الصراع السياسي على مستقبل القدس.
ان بناء حي اسرائيلي في جفعات همتوس، على مسافة 300 متر فقط من الخط الاخضر الذي قطع القدس ذات مرة، سيمنع الربط بين بيت صفافا وصور باهر. وسيحبط البناء لامكانية ان يصبح نسيج مديني فلسطيني في هذا المقطع في المستقبل جزء من المجال الذي يخصصه الفلسطينيون لعاصمتهم. فالحلم الفلسطيني الذي لم يخفَ ابدا هو ربط شرفات وبيت صفافا اللتان تطلان على منطقة حي المالحة، بل وقطع وعزل حي غيلو عن تلبيوت والبقعة.
ان جفعات همتوس هي “الثقوب” الاخيرة في المجال المقدسي – الاسرائيلي الذي أمل زعماء الفلسطينيين بربطه ببيت لحم، وهكذا خلق رواق يبقي على قياد الحياة خيار شرقي القدس كعاصمة الدولة الفلسطينية. وساعد الرئيس براك اوباما والاتحاد الأوروبي في ذلك لسنوات طويلة. اما العطاء لبناء 1077 وحدة سكن اولى في جفعات همتوس، والذي نشر هذا الاسبوع، فانه يخلق، هكذا كان ينبغي الامل، هذا الحلم، حلم تقسيم القدس.
تسعى دولة اسرائيل لخلق تواصل خاص بها على طول حدود الحكم الجنوبي للقدس – من هار حوما عبر جفعات همتوس وحتى غيلو وتلبيوت. والهدف واضح: الحفاظ على وحدة القدس ومنع تقسيمها.
كما أن بناء الحي اليهودي بين معاليه ادوميم والقدس في (E1) – اذا ما تحقق بعد إيداع واستكمال إجراءات الإقرار – هو بشرى كبرى لـ “القدس الكبرى”. هنا أيضا، يسعى الفلسطينيون لخلق تواصل مديني خاص بهم، يربط شمال الضفة بجنوبها. هذا التواصل الفلسيطيني المخطط له يقطع التواصل الإسرائيلي من الغرب الى الشرق ومن شأنه أن يحبط ربط معاليه ادوميم بالقدس.
ان المفتاح بين المدينتين، حيث يمر أيضا طريق الشريان المركزي بين القدس وبين معاليه ادوميم، آخذ في التقلص مع السنين. زعيم وعناتا تقتربان الواحدة من الأخرى في ميل لوقف المنطقة E1، وكذا البدو يقضمون من الأرض. ورغم ذلك، وبسبب الضغط الأمريكي، تمتنع إسرائيل منذ سنين عن البناء في E1، “الجسر” بين معاليه ادوميم والقدس.
وحتى في خريطة اهود أولمرت، المتنازل بين رؤساء الوزراء بالنسبة للقدس ومحيطها، كان يفترض بهذه المنطقة ان تبقى إسرائيلية. “انا أرى في حلمي”، قال أولمرت ذات مرة، “ليس كأمر بعيد بل كواقع حياة، كل الطريق من معاليه ادوميم الى القدس وكل الطريق من القدس الى معاليه ادوميم كتواصل مديني واحد، لا يتوقف”. وبسط رئيس الوزراء الحالي نتنياهو الأمور حتى أكثر من ذلك: “اريد أن اخلق تواصلا للقدس الكبرى من الغرب الى الشرق، والفلسطينيون يريدون ان يخلقوا تواصل بناء من الشمال الى الجنوب، واحد ما سيتغلب على احد ما. هم لن يتنازلوا، هم يسعون الى خنق القدس من جهة وفصلها عن معاليه ادوميم من جهة أخرى. نحن ملزمون بان نتغلب عليهم وان نبي E1”.
لقد كان الجمود في E1 هو الأطول، الأكثر ايلاما واهانة من كل حالات الجمود. ينبغي فقط الامل في أن ينتهي حقا، والا يبقى بيان نتنياهو هذا الأسبوع مثابة وعد انتخابي وكلمات تطير في الهواء، بل تترجمم الى أفعال حقيقية، على الأرض.