عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Apr-2019

«هيومن رايتس ووتش»: إدارة سجن عين بورجة في الدار البيضاء تحتجز الصحافي بو عشرين في نظام عزلة تعسفي منذ أكثر من عام

 

الرباط –« القدس العربي»: قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية إن إدارة سجن عين بورجة في الدار البيضاء، تحتجز الصحافي المغربي توفيق بوعشرين، في نظام عزلة تعسفي منذ أكثر من سنة.
وصرحت سارة ليا ويتسن، مُديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، ضمن بلاغ عممته المنظمة الدولية أمس الجمعة: «مهما كانت الجريمة المزعومة، لكل مُحتجز الحق في معاملة إنسانية. نظام العزلة القاسي المفروض على توفيق بوعشرين غير مبرر ويجب رفعه»، وأضافت: «الفرق شاسع بين منح سجين زنزانة فردية وعزله عن أي اتصال بشري حقيقي. يُمكن أن يكون الأول فعلاً إنسانياً، لكن الأخير إجراء غير إنساني».
واعتقلت السلطات الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس ورئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، في شباط/ فبراير 2018 بعد تهاطل شكايات من سيدات يتهمنه فيها بالاغتصاب المتكرر والعنف، ووجهت له النيابة العامة تهماً تتعلق بالاغتصاب والاتجار بالبشر واستغلال النفوذ، وحكمت عليه محكمة من الدرجة الأولى في الدار البيضاء بالسجن النافذ 12 سنة.
ويقول بوعشرين، ومعه منظمات حقوقية وصحفية مغربية ودولية، إن الاعتقال والحكم ضده يحمل طابعاً سياسياً وعقاباً له على افتتاحياته الناقدة لمراكز النفوذ في البلاد.
وأصدرت هيئة الأمم المتحدة لمكافحة الاعتقال التعسفي في شباط/ آذار الماضي، تقريراً خلص إلى الاعتقال التعسفي الذي يتعرض له بوعشرين، وهو ما أزعج السلطات المغربية، وقالت إن التقرير أعد بالاعتماد على وجهة نظر طرف واحد هو بوعشرين.
وأوضحت منظمة «هيومان رايتس» أنه منذ احتجاز بوعشرين في سجن عين البرجة بالدار البيضاء في شباط/ فبراير 2018، لم تسمح له السلطات بلقاء السجناء الآخرين وتبادل الحديث مع موظفي السجن، و»هذا الإجراء قاس ولاإنساني بموجب قواعد الأمم المتحدة».
وأفادت «رايتس ووتش» أن السلطات تسمح لبوعشرين بزيارة عائلية أسبوعية مدتها 45 دقيقة، وبزيارة محاميه، وبمكالمتين هاتفيتين لخمس دقائق أسبوعياً. لكنها لا تسمح له بلقاء السجناء الآخرين، وأعطيت تعليمات للحراس بعدم التحدث إليه، و»أن زنزانته مفتوحة خلال فترات من اليوم، ما يسمح له بولوج ساحة إضافية لا يوجد فيها أي شخص آخر. يُسمح له بساعتين من الفسحة يومياً في ساحة من السجن، لكنه دائماً وحده».
وأوضحت «أن بوعشرين طلب زنزانة فردية ومُنحت له بدلاً من زنزانة مُشتركة، غير أنه، بحسب ما قالت زوجته أسماء مساوي لـ»هيومن رايتس ووتش «، يُصر على أنه لم يطلب ولم يوافق إطلاقاً على نظام لا يسمح له بلقاء المعتقلين الآخرين ويحظر على الحراس الحديث معه». وقالت المنظمة إنها توصلت في 29 آذار/ مارس2019، برد من المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان على استفسار بشأن عزل بوعشرين، بتعداد الامتيازات التي يحظى بها في السجن، منها حصوله على تلفزيون وراديو، والصحف اليومية، والاستحمام بالماء الساخن، وخدمة البريد، وإن بوعشرين «طلب الاختلاط مع باقي السجناء، وحين طُلب منه جمع أغراضه والانتقال إلى الغرفة الجماعية رفض ذلك وفضل البقاء بغرفته». ولم ترد المندوبية على سؤال حول نظام العزلة الذي تفرضه إدارة السجن على بوعشرين.
وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن اختيار بوعشرين البقاء في زنزانة فردية، رغم منحه خياراً آخر، لا يُفسر ولا يُبرر سياسة منعه من لقاء السجناء الآخرين ومنع الحراس من التحدث إليه لأن «قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء»، والمعروفة أيضاً بـ «قواعد نيلسون مانديلا»، تُعرّف الحبس الانفرادي على أنه قضاء 22 ساعة أو أكثر يومياً دون أي «اتصال إنساني حقيقي»، وأن الحبس الانفرادي لفترات طويلة – أكثر من 15 يوماً متتالياً – يُعتبر معاملة قاسية أو لاإنسانية أو مهينة. وأضافت أن «ورقة إسيكس»، وهي وثيقة توجيهية وضعها خبراء لقواعد نيلسون مانديلا، «تُعرّف “الاتصال الإنساني الحقيقي” بأنه كمية ونوعية التفاعل الاجتماعي والتحفيز النفسي الضروري لأي إنسان من أجل صحته العقلية». رغم أن التفاعل مع أفراد الأسرة يُحتسب ضمن «الاتصال الحقيقي»، إلا أن الـ 45 دقيقة الممنوحة لبوعشرين أسبوعياً لمثل هذه الزيارات لا ترقى إلى الحد الأدنى بموجب قواعد مانديلا، والمُحدد بساعتين يومياً.
ونبهت «رايتس ووتش» إلى أن «اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب والمعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة» لاحظت أنه «من المعترف به عموماً أن جميع أشكال الحبس الانفرادي دون تحفيز عقلي مناسب من المحتمل أن تكون له، على المدى البعيد، آثار ضارة تؤدي إلى تدهور الأهلية العقلية والقدرات الاجتماعية».
ونقلت المنظمة عن زوجة بوعشرين أنها «قلقة إزاء إشارات فقدان الذاكرة التي قالت إنها لمستها خلال تفاعلها مع زوجها في الأسابيع الماضية».