عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Apr-2020

حـكـومـة فـسـاد وطـنـي

 

أسرة التحرير
 
صب رئيس معسكر «كله إلا بيبي»، بيني غانتس،قبل أيام قليلة الأساسات للسابقة التاريخية التي يتمكن فيها نائب متهم بالجنايات من تشكيل الحكومة. اضافة الى ذلك، وافق غانتس على أن ينص الاتفاق الائتلافي على بند يلزمه بالموافقة على حل الكنيست، في حال تجرأت محكمة العدل العليا على التدخل لاستبعاد بنيامين نتنياهو. باسم مئات آلاف المواطنين، الذين انتخبوا «كله إلا بيبي»، سوّغ غانتس، أول من أمس، مفسدة نتنياهو وأعطى يده للتخريب في اساسات الديمقراطية، من أجل استثنائه للقانون.
 
دون ذرة وعي ذاتي، فإن الرجل الذي انتخب على اجنحة حملة عقد التشبيه بين نتنياهو واردوغان، وافق، أول من أمس، على أن يعين نائبا لاردوغان. ان محاولة غانتس وشريكه، رئيس الاركان الاسبق، غابي اشكنازي، غمز جمهور ناخبيهما من خلال عرض نفسيهما كنوع من «المستعربين»، الذين سيحمون الديمقراطية وسلطة القانون «من الداخل»، مثيرة للشفقة على خلفية استعدادهما للتوقيع على اتفاق منحا فيه عمليا المتهم حق الفيتو على تحديد هوية قضاة العليا، الذين قد يحسمون في المستقبل في قضيته.
 
ان محاولة قادة «أزرق ــ أبيض» تسويق اختيارهم كسبيل لتنفيذ وعدهم في الحفاظ على سلطة القانون هي اهانة للذكاء، وللحقيقة للجيش الإسرائيلي ايضا. فليست هوية القضاة في لجنة القضاة وحدها ستكون في يد المتهم. فجنرالا المؤامرات «نجحا» في حث خصمهما السياسي على التوقيع على اتفاق يمنحه الفيتو على تعيين المفتش العام للشرطة، والمستشار القانوني، والنائب العام للدولة ايضا. لقد نجح الجنرالان الداهيتان حتى في التخلي عن مندوب المعارضة في لجنة انتخاب القضاة.
 
في العذر المهزوز المتمثل بالاستجابة لـ»ارادة اغلبية الشعب»، اتفق نتنياهو وغانتس على اقامة الحكومة المنقطعة تماما عن الشعب. في ذروة أزمة «كورونا»، بينما اكثر من مليون إسرائيلي اضيف الى دائرة البطالة، وفي الوقت الذين تنهار فيه الاعمال التجارية ويتعثر الاقتصاد الإسرائيلي بخطى كبرى نحو نقطة اللاعودة سيقف هذان الرجلان على رأس الحكومة الاسمن في تاريخ الدولة مع اكثر من 30 وزيرا، 16 نائب وزير، ومنزلين لرئيس الوزراء، وقانون نرويجي واحد.
 
وإذا لم يكن كل هذا بكاف، فإن بطون مئات آلاف الإسرائيليين، الذين صوتوا من أجل منع الضم و»الابرتهايد»، تتلوى لسماع النبأ، في أن اصواتهم قد تسوغ الخطوة السياسية الاكثر تسيبا في تاريخ إسرائيل. ان تسمية خدعة الناخبين الجماهيرية هذه «حكومة طوارئ وطنية»، هي السخافة بعينها. هذه حكومة فساد وطني، وهذا يوم حزين للديمقراطية الإسرائيلية.
 
«هآرتس»