عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Mar-2020

شاشتنا الوطنية: إنجاز يستحق التقدير - حسين الرواشدة

 

الدستور - مرة أخرى، نكتشف «شاشاتنا» الوطنية، هذه التي شكلت على امتداد اكثر من خمسين عاماً مدرسة في الاعلام المهني النظيف، وها هي تواصل أداءها المتميز في مواجهة ازمة كورونا التي افرزت من الأردنيين، مواطنين ومؤسسات، أفضل ما لديهم، وها هم جنود الإذاعة والتلفزيون الأردني ينتشرون على مساحات الوطن العزيز للمساهمة في الجهد الوطني، ويواصلون الليل بالنهار لتقديم المعلومة الصحيحة، وتوجيه الرأي العام، بكل صدقية ومهنية. 
 
أعادنا التلفزيون الأردني الى شاشته التي لطالما ظلت لدى بعض الذين أدمنوا انتقادها «كخبز الشعير» ، وقدم لنا نموذجا للمؤسسة الأردنية العريقة التي لا نعرف فضلها الا حين تداهمنا أزمة أو كارثة، فنتوجه اليها على مركب القناعة والرضى والاعتراف بالجميل، ونستسقي منها الخبر الصحيح، باعتبارها المصدر الأوثق حين تتضارب «أجندات « الإعلام وأولوياته.
 
في غضون أيام، أطلق التلفزيون الأردني قناتين للتعليم عن بعد، بالإضافة الى قناته العامة ،مع إذاعاته الخمسة العاملة ،  وحشد كل طاقاته الفنية وكوادره المهنية لمواكبة الحدث، سواء في «الاستديوهات» وغرف الأخبار أو في الميدان ، حيث يغطي مراسلوه كل محافظات المملكة، وتحول العاملون فيه الى «خلية» نحل لا تهدأ حركتها الاّ حين تنجز واجبها، فشكراً لكل هذه الطواقم الوطنية ولإدارتها ولكل الجنود المجهولين الذين يقفون خلف الشاشات والميكروفونات، سواءً في الإذاعة أو في التلفزيون، فهم فعلاً يستحقون التحية والتقدير، كما يستحقها إخوانهم في مؤسساتنا الوطنية الأخرى الذين انتدبوا أنفسهم - بالنيابة عنا - لخدمة الناس ومساعدتهم، وإبراز صورة الأردن الحضارية التي أصبحت محل فخر واعتزاز لنا جميعاً ، ولغيرنا أيضا. 
 
مناخاتنا العامة، متى كانت في عافيتها ، هي التي تصنع أداء التلفزيون، وهي التي تتيح لإدارته ان تمارس مهمتها كما يجب، وتشجعها على الإبداع والالتزام بمهنيتها، واعتقد ان إدامة هذه المناخات التي أفرزتها أزمة هذا الوباء، بكل ما شهدناه من التحام وطني، ستتوقف على مدى استثمار شاشتنا والعاملين فيها لهذا الأداء المميز، فاستمرارهم في تسجيل هذه النجاحات يعني أننا أمام نموذج يمكن ان يعمم على باقي وسائلنا الإعلامية، الرسمية والخاصة منها. 
 
نسجل لإدارة مؤسستنا الوطنية في الإذاعة والتلفزيون، انها استطاعت ان تخترق الحواجز التي كانت تحرم المشاهد من معرفة ما يدور في مجتمعنا وما يهمه من قضايا، ونجحت في دفع مواطنينا لإدارة «لواقطهم»  نحو ذبذبات  شاشاتهم الوطنية، وهذا بحد ذاته انجاز نتمنى ان يؤسس لمرحلة قادمة عنوانها «الثقة» والاحترام المتبادل. 
 
يستحق هؤلاء الزملاء الأعزاء الذين يقفون على حدود الخير والمعلومة، ويعبرون عن ضمائرنا الحية ويحرسون قيم الدولة والمجتمع، أن نتذكرهم بكلمة شكر ووفاء،  وأن نبادلهم التحية بمثلها او بأحسن منها...فهم يعكسون صورتنا المشرقة، في وطن عزيز يثبت كل يوم انه يستحق ان نضحي من أجله بكل شيء.