الراي
منذ ثلاثة وسبعين عاما تكشف الأيام عن الوجه القبيح لإسرائيل الذي يفوق قبحه جميع الوجوه القبيحة لكثير من الدول الاستعمارية والاستبدادية في هذا العالم الواسع!!.
فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تفرض عقوبات على جثث أعدائها من المقاتلين الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا في مراحل مختلفة من الكفاح القومي العربي ضد الغزوة الصهيونية لفلسطين منذ قيامها 1948 وحتى الآن.
احدى صفقات «مقابر الأرقام» للشهداء الفلسطينيين كشفت الكثير من وجه القبيح لهذه الدولة «إسرائيل» والتي كانت تُغطيه هي وأصدقاؤها الكثر.. بكثير من المساحيق والأصباغ لتجميله ودون جدوى.
لقد كشفت هذه المقابر عن وجه هذه الدولة الحقيقي والوحشي حيث كانت تقوم بوضع شهدائنا الفلسطينيين والعرب في «مقابر سرية» وفي مناطق عسكرية مغلقة ونائية أعلنت عن أربع منها لكن ما يزال هناك «مقابر أرقام» أخرى لم يكشف عدونا عنها لشهداء فلسطينيين وعرباً قتلتهم اسرائيل داخل فلسطين وعلى حدودها وبعيداً عن هذه الحدود في العالم كله والشيء المؤلم والمحزن معاً في مقابر الأرقام هذه.
إن هؤلاء الشهداء الأبطال وبعضهم تم دفنهم في سيناء أثناء حرب (1967) أسرى جرحى وأحياء.. ويزيد عددهم عن 40 الفاً ودون طقوس دينية لأصحابها وفي مقابر بسيطة ومهملة وفي أماكن نائية لا يزيد عمقها عن نصف متر مما عرض الجثث لشهدائنا الأبطال الى الجرف من سيول الأمطار والرياح الشديدة أو نبشها من قبل الحيوانات المفترسة وهذا كله مخالف لجميع التقاليد للجيوش المحترمة في العالم وتعتبر جرائم ضد الإنسانية.
لقد مرت فترة طويلة على الإعلان الإسرائيلي عن «مقابر الأرقام» للشهداء الفلسطينيين والعرب.. لكن لم يتحرك العالم الذي يتباكى كل يوم على حقوق الإنسان ومن هؤلاء المتباكين السيد «بان كي مون» الأمين العام للأمم المتحدة.. كما لم يتحرك مجلس الأمن هذا أيضاً وحتى الان ولا السيد جون كيري ولا أي وزير خارجية واحد للولايات المتحدة الأميركية وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان يعتقد الكثيرون أنه سيكون رئيساً مميزاً وسيسعى الى حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، كما لم تتحرك الجامعة العربية وجميع الحكومات العربية.
وفي هذه المناسبة نطالب جميع الحكومات العربية وبجهد عربي جماعي فك أسر شهدائنا الفلسطينيين والأردنيين والمصريين والسوريين واللبنانيين وغيرهم من «مقابر الأرقام الإسرائيلية» ودفنهم مرة ثانية بكرامة تليق بالشهداء والمناضلين الأبطال وفي ديارهم.