عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Nov-2019

صواريخ الانتخابات من غزة - اليكس فيشمان

 

يديعوت أحرنوت
 
قبل بضعة ايام من صلية الصواريخ في نهاية الاسبوع الماضي على سديروت، وقع في قطاع غزة حدث سياسي من الصعب التقليل من أهميته: فقد استجابت حماس لدعوة رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن ووافقت على المشاركة في الانتخابات للبرلمان الفلسطيني. من هذه اللحظة فصاعدا كل المجريات السياسية والامنية حول قطاع غزة وحول الضفة اصبحت متأثرة ليس فقط بحملة انتخابات واحدة بل باثنتين – في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية. وتماما، مثلما هي السياسة في اسرائيل غارقة وأسيرة في حملة الانتخابات، فان السياسة الفلسطينية ايضا تعمل تحت قرارات شعبوية لعشية الانتخابات. ويتضمن هذا اطلاق النار في نهاية الاسبوع، وكذا امكانية أن تسخن حدود غزة.
في منتصف الاسبوع الماضي بعث رئيس حركة حماس اسماعيل هنية برقية رد ايجابي لابو مازن على اعلان الرئيس عن الانتخابات للبرلمان، بعيدا عن الانتخابات للرئاسة التي ستجرى بعد ثلاثة اشهر من ذلك. هنا، في واقع الامر، فاجأت حماس عندما تخلت عن موقفها التقليدي في اجراء الانتخابات لكل المؤسسات الفلسطينية في وقت لاحق. فضلا عن ذلك، وقعت على رسالة هنية كل المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة، بما فيها الجهاد الاسلامي. ان القوة التي ابدتها حماس عندما نجحت في توحيد الصفوف واتخاذ مثل هذا التعهد السياسي من كل المنظمات، تضع في علامة استفهام الاعلان القاطع من جانب جهاز الامن الاسرائيلي بوضع كل المسؤولية عن النار في نهاية الاسبوع على قائد لواء ما عاق متأثر بإيران ويطلق النار متى يروق له: في افضل الاحوال، هذه ذريعة مريحة لمواجهة الضغط الجماهيري وعدم تجاوز ذلك بآثار مضاعفة. حتى لو كان الجهاد الاسلامي مسؤولا عن اطلاق النار مباشرة، لا شك أنه جرى بتنسيق، بعلم وحتى بتشجيع من قيادة حماس. وعليه، فصحيح فعل الجيش حين رد بضرب اهداف لحماس – وذلك ايضا لأن الجهاد الاسلامي لا يوفر على ما يبدو ما يكفي من الاهداف النوعية وكذا لأن هذه الهجمات هي فرصة لسحق قوة عسكرية ذات مغزى. فإطلاق طائرة الى الجو هو موضوع اقتصادي باهظ الثمن، واذا لم يكن الهدف نوعيا بما يكفي – فخسارة على المال.
تتحدث حماس مع اسرائيل بواسطة الصواريخ. في الشهرين الاخيرين سجل انخفاض جوهري في حجم العنف من كل الانواع من قطاع غزة، ولم يحصل هذا بفضل الردع الاسرائيلي – وهو مفهوم اخترعته اسرائيل في سياق القتال كي تشرح نجاحاتها وتبرر قصوراتها. الردع هو مفهوم يرتبط بسباق التسلح غير التقليدي. اما الهدوء فيسود لأنه لجيش، أي لحماس، كانت مصلحة في الحفاظ عليه: فقد أظهرت اسرائيل استعدادا لتنفيذ ما فهمته حماس كتعهداتها في اطار وقف النار بين الطرفين، سجلت تطورات ايجابية حول اقامة مستشفى ميداني في شمال القطاع، اجريت جولات قبيل اقامة خط الكهرباء الجديد الى القطاع، وكانت عدة تسهيلات اخرى في المجال الاقتصادي. غير أن المباحثات المباشرة او غير المباشرة بين اسرائيل وحماس علقت اغلب الظن في الاسبوع الماضي، وعندها حرصت حماس على ان يطلق احد ما الى اسرائيل رسالة عدم رضا. والآن، على خلفية الانتخابات القريبة، فإن المطالب من اسرائيل ستزداد فقط. لحماس ايضا توجد قاعدة يجب ارضاؤها، وبالتالي تزداد ايضا احتمالية ان تكون مواجهات أكثر فأكثر على طول الجدار.
مثلما هو الحال عندنا، عند الفلسطينيين ايضا هناك احتمال لأن تعمل القيادات بخلاف ارادة الجمهور: في اسرائيل كانت انتخابات، وفي الجانب الفلسطيني حماس وفتح لن تصلا في نهاية المطاف الى التوافق على الانتخابات. في هذه الاثناء، حتى نقاط الانكسار، ستكون حماسة شعبوية في الطرفين، من شأنها أن تؤدي الى مواجهة عسكرية.