علاء علي عبد

عمان–الغد-  بالنسبة للكثیرین، وأنا منھم، فإن فنجان القھوة الأول في الیوم ھو الأفضل من بین باقي الفناجین. ھذا الأمر لا ینطبق على كل ما یمكن أن یمنحنا السعادة، فعلى سبیل المثال، یجد البعض أن لذة اللقمة الأخیرة في البوظة ھي الأشھى، وھناك الكثیر من الأمثلة الأخرى.

ما سبق یضعنا أمام تساؤل واحد؛ ما الذي یجعل فنجان القھوة الأول الأفضل؟ والجواب یمكن الحصول علیھ من خلال النقاط الآتیة:

متعة الانتظار: غالبا ما یكون فنجان القھوة الأول عند الاستیقاظ، وبالتالي یكون وقتھ معروفاإلى حد كبیر، بما أن  المرء یستیقظ یومیا في الوقت نفسھ تقریبا. وبما أن العقل یعي موعد شرب القھوة، فإنھ یعطي إشارة الترقب لباقي الجسم، الأمر الذي یحفز نظام الغدد الصماء في الجسم بإنتاج وإطلاق ھرمون السعادة ”الدوبامین“. لذا، فإن المرء یشعر بالسعادة لمجرد أنھ یعلم بأنھ على وشك الحصول على فنجانھ الأول من القھوة.

متعة التحضیر: نظرا لربط الكثیر من الناس القھوة بالسعادة، فإن مجرد قیام المرء بخطوات تسبق حصولھ على فنجان القھوة؛ كأن یبدأ بإعدادھا بنفسھ أو یقود سیارتھ نحو المقھى المفضل الذي اعتاد شرب قھوتھ الصباحیة عنده، مجرد القیام بمثل ھذه الأشیاء یمنح المرأ قدرا إضافیا من المتعة.

رائحة القھوة تحفز الذكریات الجمیلة: صنفت الروائح بأنھا منبھات دماغیة قویة جدا. وبما أن المرء یربط بین القھوة والسعادة، فإن مجرد شم رائحة القھوة في الصباح كفیل بتحفیز ذكریات جمیلة لدى المرء یمكن أن تساعد على جعل یومھ أفضل من المتوقع.

النشاط: یستطیع الجسم امتصاص مادة الكافیین بشكل سریع، وبالتالي فإن الجسم یمتص ھذه المادة خلال دقائق والتي تقوم بدورھا بالالتصاق بالخلایا العصبیة التي تجذب ھرمون ”الأدینوزین“ المسؤول عن شعور المرء بالنعاس. ولكون ھذا الھرمون لا یستطیع الانجذاب للخلایا العصبیة بسبب التصاق الكافیین علیھا، فإن المرء یبدأ بالشعور بالتنبھ والنشاط.

وبسبب فقدان ھرمون ”الأدینوزین“ تقوم الغدد بإطلاق نوع من النواقل العصبیة التي تنشط قدرة المرء على التذكر والتعلم.

وبمجرد إنھاء المرء فنجان قھوتھ الأول، یفترض أن یكون قد وصل لقمة یقظتھ. ھذه التأثیرات تحصل في الفناجین اللاحقة من القھوة، لكن بدرجة قوة أقل نظرا لكون الجسد یكون قد بدأ بالفعل باستھلاك طاقاتھ وربما یكون قد تناول وجبة دسمة تؤثر أكثر على نشاطھ بشكل عام.