الراي
يوم السبت الماضي، اعلنت جماعة عمان لحوارات المستقبل عن مبادرتها لحماية تماسكنا الاحتماعي وللحفاظ على اصالة عاداتنا الاحتماعية، خاصة مايتعلق منها بمراسم الافراح والاتراح، وهذه ليست مبادرة جديدة بالنسبة لجماعة عمان لحوارات المستقبل، ولكنها تنشيط لمبادرة كانت الجماعة قد اعلنت عنها عام ٢٠١٥ وطبعتها بكتيب مسجل لدى المكتبة الوطنية بعنوان وثيقة التماسك الاجتماعي وتحت الرقم ٢٠١٥/٨/٣٧١٥ِ.اي قبل عشر سنوات من الجدل الجاري هذه الايام حول عاداتنا وسلوكنا الاجتماعيين، خاصة في الجاهات مراسم الزواج والعزاء. وهنا لابد من الاعتراف باننا في جماعة عمان لحوارات المستقبل لم نواصل حواراتنا ولقاءاتنا مع المجتمعات المحلية، لاننا في حينها انشغلنا بمواجهة موجة التعصب والتطرف وسبل حماية مجتمعنا الاردني منها، حيث جبنا أنحاء المملكة من شمالها وجنوبها في ندوات وحوارات توعية من مخاطر التعصب و التطرف، شاركنا فيها صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال، ودولة المرحوم الاستاذ الدكتور عبد السلام المجالي، ودولة الدكتور هاني الملقي وكان حينها رئيس سلطة إقليم العقبة، وكذلك اصحاب المعالي الدكتور جواد العناني، والسيد عبد الإله الخطيب، وسماحة الدكتور عبدالناصر ابو البصل والدكتور هايل داود، حيث التقينا بمختلف شرائح المجتمع الاردني في مقدمتهم طلبة الجامعات الاردنية، وأئمة وخطباء المساجد ووعاظها، ورعاة الكنائس، وابناء الكثير من العشائر في دواوينهم، مما شغلنا في حينه عن مواصلة العمل في وثيقة حماية تماسكنا الاحتماعي، من خلال بناء الوعي حول الممارسات الخاطئة التي دخلت عليها كالمبالغة في الجاهات خاصة من حيث عدد المشاركين بها، وكذلك في تكاليف الافراح والاتراح، وهي ليست قضية حرية شخصية لاسباب كثيرة انها تسبب هدرا لاقتصادنا الوطني، لان معظم ما ينفق في هذه المناسبات بما في ذلك اللحوم والرز وكذلك وقود السيارات هو مما نستورده بالعملة الصعبة لنهدره في ممارسات خاطئة هدفها المباهاة والرياء الاجتماعي، ومما يدخل في باب السفه مما تعالجه القوانين بالحجر على من يمارسه حتى لو كان يفعل ذلك من ماله الخاص.
لقد ادت هذه الممارسات المشوهة في طقوس الفرح والترح في مجتمعنا الى ارتفاع صاروخي في تكاليفهما، ادى الى عزوف نسبة متصاعدة من شباب الاردن عن الزواج، رفقه تصاعد في نسبة العنوسة لدى صبايا الاردن، وما ينتج عن ذلك من انحرافات أخلاقية بدأ محتمعنا يعاني منها وبدأت تركيبته بالاختلال خاصة مع تزايد زواح الاردنيين من غير الاردنيات.
لكل ما سلف لا تتوقف مبادرة جماعة عمان لحوارات المستقبل عند حدود وصف المشكلة، بل تطرح حلولا بديلة لمواجهتها. ليس هذا مكانا للحديث عنها.