عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jul-2020

“الغارديان”: الموجة الثانية من كوفيد لم تأت والمصطلح غير مفيد في فهم أنماط وسلوكيات الفيروس

 

لندن- “القدس العربي”: أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أنه لا يبدو وكأن جائحة كورونا ستشهد موجة ثانية، بل تبدو أكثر وكأنها موجة واحدة هائلة. واستشهد تقرير الصحيفة بتصريحات منظمة الصحة العالمية التي نفت وجود أي دليل على أن الفيروس يتبع الاختلافات الموسمية الشائعة للأنفلونزا وغيرها من فيروسات كورونا، مثل التي تتسبب بنزلات البرد. وبينما يستمر الجدل حول تعريف الموجة الثانية وما قد تتضمنه من تبدلات في أنماط انتشار الفيروس، مع انقسام الآراء بين من يرى أنها الارتفاع الشديد في الإصابات، ومن يعتبر أنها العودة الموسمية للفيروس، أصرت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، على أن هذه المناقشات ليست مفيدة لفهم انتشار المرض. وأشارت هاريس خلال كلمة ألقتها في جينيف، إلى أنه “ما زال الناس يفكرون بالمواسم، في حين أن على الجميع أن يفهموا أن الفيروس جديد وسلوكه مختلف” عن باقي الفيروسات التي نعرفها، مشددةً على ضرورة الحد من انتشاره عبر التجمعات البشرية. كما حذرت أيضًا من تصور كوفيد-19 بإطار موجات الفيروسات الأخرى قائلة: “ستكون موجة كبيرة. سوف ترتفع وتنخفض قليلاً. أفضل شيء يمكننا أن نفعله هو أن نخفضها ونثبتها على مستوى انتشار معين. وأشارت “الغارديان” إلى أن نظرية الموجات كانت مثيرة للجدل، ويتحدث عنها كثيرًا السياسيون ووسائل الإعلام، ولكن غالبًا لا يتسم حديثهم بالدقة العلمية. ويعود ذلك إلى عدم وجود تعريف علمي متفق عليه، وإلى استخدام مصطلح “الموجة الثانية” ليعني أي شيء من طفرات موضعية في العدوى إلى أزمات وطنية، مما دفع بعض الخبراء إلى تجنب استخدام المصطلح.
 
ما نشهده هو ارتفاع في العديد من البلدان. قد يسميها البعض موجات، ولكن في هذه الحالة، فنحن ننظر إلى “عشرات الموجات”.
 
ونقلت الصحيفة عن ليندا بولد، أستاذ الصحة العامة في جامعة إدنبرة، قولها إن “الموجة الثانية ليس مصطلحًا نستخدمه [في علم الأوبئة] في الوقت الحالي، حيث أن الفيروس لم يختف، إنه بين سكاننا، وانتشر إلى 188 دولة حتى الآن”، بل التوصيف الأدق في الوقت الحالي هو “طفرات موضعية” أو “عودة محلية” للإصابات. أما توم فريدن، المدير السابق للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض، فهو من بين الذين يجادلون بأن هذا المفهوم غير مفيد لأنه يوحي بأن سلوك كوفيد-19 سيتطابق مع سلوك الإنفلونزا. واعتبر التقرير أنه لا بد من إظهار تعقيدات الصورة كي نتوصل إلى تصور واقعي عن أنماط كوفيد-19. فمن وجهة نظر منظمة الصحة العالمية، فإن النمط حتى الآن، هو تفش واحد كبير ومتسارع، خاصة مع تضاعف الأعداد على مستوى العالم في الأسابيع الستة الماضية. وتتعقد الصورة بشكل إضافي على مستوى البلدان والمناطق، إذ ما قد يبدو وكأنه موجة ثانية في بلد ما قد يعبر في الواقع عن تفاوت في الانتشار بين المناطق المختلفة، كما الحال في الولايات المتحدة حيث تستمر موجة واحدة لكنها تتوزع بشكل غير متساو على الولايات. وقال كيث نيل، أستاذ فخري في وبائيات الأمراض المعدية في جامعة نوتنغهام، إنه أصبح مصطلحًا إعلاميًا، بالإضافة إلى مصطلح علمي. وتابع: “ما نشهده هو ارتفاع في العديد من البلدان. قد يسميها البعض موجات، ولكن في هذه الحالة، فنحن ننظر إلى عشرات الموجات”.
كما نقلت الصحيفة عن ميليسا هوكينز، أستاذة الصحة في الجامعة الأمريكية، أن الحديث عن موجات ثانية في البلدان التي تقدم فيها المرض بشكل غير متسق أو متساو أمر غير مناسب. وتابعت: “الولايات المتحدة ككل ليست في موجة ثانية لأن الموجة الأولى لم تنته بعد”. وكتبت في تعليق ينطبق على الدول الأخرى التي شهدت ارتفاعاً في الإصابات، أن الفيروس ينتشر ببساطة إلى مجموعات سكانية جديدة أو يعود إلى الأماكن التي فكت الحجر في وقت مبكر جداً.
ويشير مركز “الطب المبني على البراهين” التابع لجامعة أكسفورد، والذي درس 10 أوبئة لأمراض الجهاز التنفسي منذ عام 1889، إلى أن “معظم تفكيرنا في نظرية الموجة الثانية ينشأ من إنفلونزا 1918-1920 التي أصابت 500 مليون شخص حول العالم وبحسب ما ورد قتل ما يقدر بنحو 20 إلى 50 مليون شخص”.
وكتب الباحثان في المركز بأكسفورد، توم جيفرسون، وكارل هنغان، في وقت مبكر من تفشي المرض بالمملكة المتحدة: “الأمواج تعني نقصًا في الانتشار الفيروسي، الأمر الذي قد يكون وهمًا”. وتابعا: “الموجات مرئية ومعظمها إيقاعي. لا يبدو أن هناك أي نمط أو إيقاع للأوبئة الملخصة في الجدول (التي درسها المركز) فمسار الفيروس لا يظهر إلا عبر الآثار التي يتركها على جسم الإنسان وعلى المجتمع”. وأشارت “الغارديان” إلى أنه “لا يحترم المرض الحدود البرية إلا قليلاً حتى عندما قامت السلطات بإغلاقها؛ ولعل الدولة الوحيدة التي يبدو أنها قضت على المرض تمامًا هي نيوزيلندا، وهي جزيرة قد منعت السفر الداخلي بشكل كامل تقريباً.
واعتبر نيل أن الأهم من وصف أي ارتفاع في الحالات هو إدارة الصحة العامة للتعاطي مع هذه الإصابات المتزايدة، وحذر من أن تحديد موجة ثانية حقيقية قد لا يتحقق إلا بعد مرورها. وتابع أن حصول الموجة الثانية يعد حدثاً محورياً، إلا أنه “في الإنفلونزا الإسبانية لم يتضح إلا بعد الحدث”. وختم قائلاً إن “منظمة الصحة العالمية تنظر إلى الأرقام العالمية، وتقول إنها لا تزال في ارتفاع، لذا فنحن ما زلنا في الموجة الأولى”.