عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jan-2019

لیس مُسلما به - عاموس غلبوع

 

معاریف
 
الغد - في الإعلانات الانتخابیة الأولى لبیني غانتس ظھر الشعار المركزي الذي یقول: ”إسرائیل قبل كل شيء“. معقول جدا أنھ لساعات طویلة فكر فریقھ الدعائي بھذا الشعار. فھو بسیط وواضح:
لا الأنا، لا الأشخاص، لا كل الترھات التي اعتدنا علیھا جدا ھذه الایام. عندما، یقول رئیس الاركان السابق، لا تھم الا دولة إسرائیل. فھي فوق كل شيء وقبل كل شيء.
رأیي مختلف. فأنا اعتقد أنھ قبل كل شيء یقف الشعب الیھودي – والدولة بعده. لقد قیل ھذا بقوة
وشدة واحتفالیة في وثیقة الاستقلال: ”نعلن بذلك عن اقامة دولة یھودیة في بلاد إسرائیل، ھي
دولة إسرائیل“. الترتیب واضح ویشھد على نفسھ: قبل كل شيء دولة الشعب الیھودي؛ بعد ذلك
مكان السیادة للشعب الیھودي، الذي ھو مكان ولادتھ وتراثھ التاریخي والثقافي – بلاد إسرائیل؛ وفقط بعد ذلك الاطار، دولة إسرائیل.
ان كل غایة الدولة ھي منح وطن قومي للشعب الیھودي – لھ ولیس لاحد غیره. لقد قضت وثیقة
الاستقلال أیضا بذلك بشكل واضح: ”في الدولة القومیة للشعب الیھودي ستكون مساواة مدنیة وسیاسیة (بالمعنى الحزبي، الحق في الترشح والانتخاب) للجمیع، دون أي تمییز في الدین، العرق والجنس“. لا توجد مساواة في القومیة. لا یمكن أن تكون، لأنھ توجد قومیة واحدة.
ضحك التاریخ ھو انھ حتى العام 1966 ،لم تمنح دولة إسرائیل المساواة لعرب إسرائیل بل انتھجت نظاما عسكریا في اماكن تواجدھم. یحتمل أن یكون الكثیر من مواطني إسرائیل لا یعرفون انھ حتى تلك السنة یكاد یكون كل عربي اراد ان یسافر من ام الفحم إلى حیفا كان یحتاج إلى استصدار تصریح خاص لھذا الغرض من الحكم العسكري. نعم، كانت أزمنة.
برأیي، على قانون القومیة ان یكون أحد المواضیع المركزیة في حملة الانتخابات القریبة القادمة. نھجي الاساس ھو أن من یھاجم بغضب القانون بعمومھ ھو من یدق حربة في قلب وثیقة الاستقلال، لأسباب مختلفة ومتنوعة.
منتشرة جدا الحجة بان لا حاجة لھذا القانون الاساس لأنھ واضح ان دولة إسرائیل ھي دولة الشعب الیھودي والوطن القومي. ”ھذا واضح جدا، ولماذا نحتاجھ“، سألوا مؤخرا في القیادة الدرزیة لتغییر القانون الوزیرة أییلیت شكید. جوابي ھو أننا نحتاجھ جدا. لماذا احتجنا لان نعطي شعب إسرائیل وكل العالم الوصایا العشرة؟ الیس واضحا انھ ممنوع القتل؟ الیس واضحا انھ یجب احترام الآباء والأمھات؟
وعن ذلك معروفة القصة التالیة عن الحاخام الذي وصل ذات یوم إلى البلدة ورأى دكانا كبیرا تعلوه یافطة تقول: ”ھنا یباع السمك الطازج“. جاء الحاخام إلى صاحب الدكان وسألھ: ”لماذا تكتب ”ھنا“ في الیافطة؟ فواضح ان ھذا ھنا ولیس في مكان آخر“. فأزال صاحب الدكان كلمة ”ھنا“. وفي الغداة عاد حكیمنا إلى الدكان وسألھ: ”لماذا تكتب ”یباع“؟ فواضح أنك لا توزع بالمجان“. فأزیلت كلمة ”یباع“. عاد الحاخام إلى الدكان وسأل: ”لماذا كتب ان السمك ”طازج“؟
فواضح انھ لیس عفنا“. فأزیلت كلمة ”طازج“. ومرة اخرى عاد حكیمنا وشدد: ”لماذا كتب ”سمك“؟ فالكل یرى انھ لا یباع ھنا اللحم“. فأزیلت الكلمة وبقیت الیافطة فارغة.
برأیي، مثلما یقال ان شیئا لا یقال إلى أن یقال، ھكذا فإن شیئا لیس واضحا إلى ان یكون حقا واضحا، دون ظل من الشك. ما ھو واضح الیوم لن یكون واضحا غدا. وما ھو واضح في ظروف معینة لن یكون واضحا في ظروف اخرى. ولھذا فنحن نكتب، ولھذا فنحن نوقع.