عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2025

انتصار إستراتيجي للدبلوماسية الأردنية*خالد دلال

 الغد

نجح الأردن مجددا، بقيادة وحكمة وحصافة جلالة الملك عبدالله الثاني، من تحقيق انتصار يحسب له في عالم الدبلوماسية العالمية، وبما يخدم مصالحه الوطنية العليا، بعد لقاء القمة الذي جمع جلالته، وهو أول زعيم عربي، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لعوامل عديدة.
 
 
ومنها أن الأردن، وكما تناقلت كبرى وسائل الإعلام العالمية الموثوقة، ومنها صحيفتا نيويورك تايمز الأميركية والغارديان البريطانية، نجح في التأكيد على موقفه القاطع ضد تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، كما شدد جلالته على ذلك بقوله على منصة إكس بعد اللقاء: "أعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وهذا هو الموقف العربي الموحد"، مضيفا أنه "يجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع".
 
ومنها أن جلالته، وفي تعامله مع تطورات الأحداث حاضرا ومستقبلا، وضع المصلحة الوطنية الأردنية العليا في مقدمة الأولويات بقوله بكل حزم: "أكدت أن مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار".
ومنها تأكيد جلالة الملك على أن حل الدولتين أساس لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة بقوله: "السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
ومنها أن جلالته كان حاسما في تناول الموقف الأردني من تطورات الأوضاع في الضفة الغربية باستباقية لها دلالات بقوله: "أكدت أهمية العمل لخفض التصعيد في الضفة الغربية لمنع تدهور الأوضاع هناك، والتي سيكون لها آثار سلبية على المنطقة بأكملها".
كل هذا، إضافة إلى ما تقوم به الدبلوماسية الأردنية على مدار الساعة من جهد نشط ومدروس في عواصم صنع القرار العالمي شرقا وغربا، وبما ينسجم مع القرارات الأممية ومبادئ القانون الدولي، يضع المملكة في موقف متقدم عند التعامل مع مجريات الأحداث مستقبلا، وهو ما ينبع من إستراتيجية شاملة وبعد نظر استنادا إلى شبكة تحالفات سياسية دولية قوية تمكنت قيادتنا الهاشمية من نسجها على مدار سنوات من الحنكة السياسية التي نجحت في الحفاظ على مصالح واستقرار الأردن ثابتة في إقليم يموج بالصراعات عبر تاريخه، حتى أضحت المملكة، وبحق، نموذجا في أمنها ومصداقيتها على مستوى المنطقة والعالم.
ولعل من اللافت مؤخرا، وبعد لقاء جلالة الملك مع ترامب، حدوث تغير إيجابي في نبرة العديد من صناع القرار في الكونغرس الأميركي لجهة مطالبة ترامب علنيا بالتراجع عن دعواته لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
يحمل القادم من الأيام فلسطينيا وعربيا تطورات على جبهات إقليمية وعالمية متعددة، لهذا يأتي توقيت ومضمون الرسائل الأردنية غاية في الأهمية لجهة تحديد الثوابت التي ينطلق منها الأردن في تعامله مع مسار الأحداث بما يتعلق بمستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي سيحمل بعدا وانخراطا عربيا، وهو ما سيعزز الوحدة العربية في وجه الأطماع الصهيونية المتطرفة التي لا تقف أيدولوجيا عند حدود فلسطين.
أما السجالات السطحية والمغالطات المسيسة وحملات التشكيك والتلفيق المشبوهة التي لا قيمة لها، والتي قام بها البعض للأسف بعد لقاء القمة بين جلالته والرئيس الأميركي، فهي ليست أكثر من زوبعة في فنجان لن ينجح من يقف ورائها في النيل من الأردن ومواقفه الثابتة الداعمة للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال وإقامة دولته المستقلة.
ولعل في الاستقبال الشعبي المهيب لجلالة الملك بعد عودته من واشنطن أوضح رسالة على المعدن الأصيل للأردن، قيادة وشعبا، عبر التاريخ في نصرتهم للقضية الفلسطينية، التي كانت وما تزال القضية المركزية الأولى عربيا وإسلاميا.