عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Apr-2019

عبدالمطلب ترسم أحلامها بالرمل الملون في ”ملیح“

 

عمان-الغد-  لم تقف صفیة عبدالمطلب مكتوفة الیدین أمام احتیاجات أسرتھا التي تزداد یوما بعد یوم
والوضع الاقتصادي الصعب؛ إذ أطلقت العنان لطموحھا الكبیر الذي یسكنھا، لإیجاد مشروع تقف
من خلالھ إلى جانب زوجھا.
لطالما راودت الأربعینیة صفیة عبدالمطلب أفكار كثیرة لمشاریع تحقق من خلالھا حلمھا، فسرعة
البدیھة التي عرفت بھا منذ صغرھا وشغفھا بالعمل والفن كانا وقود عزیمتھا وإصرارھا على أن
تكون أول امرأة في ملیح تملك مشروعا سیاحیا.
حیاة عبدالمطلب وزوجھا وأبناؤھا الثلاثة في ملیح كانت لھا صبغتھا الخاصة على مشروع ”دكان
نضال“، الذي أصبح وجھة سیاحیة لكثیر من زوار محافظة مادبا.
”علبة الرمل التي صنعھا زوجي لي كانت شرارة تحقیق الحلم“، كما تقول، فالحس الفني الذي تنفرد
بھ صفیة عن غیرھا جعلھا تتأمل علبة الرمل كثیرا، فوجدت في نفسھا الشغف والإصرار على أنھا
قادرة على عمل واحدة مثلھا، ومن ھنا بدأت حكایة ”دكان نضال“.
عندما علمت صفیة بموھبة زوجھا بالرسم على الرمل وكیف تعلمھا بسرعة بحكم عملھ في منطقة
وادي رم التي اشتھرت بھذا الفن؛ اقترحت على زوجھا بأن یخصص لھا الوقت لكي یعلمھا، وبدوره قدم الدعم الكبیر لھا.
ُ ”من حلم الى حقیقة.. طعم النجاح لا یحدده العمر“، بدأت صفیة بمشروعھا وھي في العقد الرابع
من العمر لم یثنھا شيء عن طوحھا لا عن حلمھا، فالعمر بالنسبة لھا مجرد رقم.
وتقول إن الأمل الكبیر الذي یسكن داخلھا والطاقة الكامنة في نفسھا جعلاھا تمضي قدما في تحقیق حلمھا والإصرار على أن تكمل طریقھا وتقف إلى جانب أسرتھا وتدعمھا مادیا.
بدأت صفیة تتعلم الرسم بالرمل، فأصبحت الرمال الملونة رفیقة لھا والزجاجات ذات الأشكال والألوان المختلفة أول اھتماماتھا وباشرت بمشروعھا من المنزل، فشكلت عینات من رسم الرمل في الزجاج وقامت بعرضھا على الأقارب والأصدقاء.
مع مرور الوقت والرسم المتواصل، أصبح لدى صفیة القدرة على الرسم بأشكال وألوان مختلفة
تلفت انتباه السیاح والسكان المحلیین الذین یتھافتون على منتجاتھا التي تبیعھا بأسعار رمزیة.
طموح صفیة لم یتوقف، بدأ یكبر شیئا فشیئا واستمرت في التخطیط لبناء المشروع الخاص بھا
بإرادتھا وعزیمتھا وإصرارھا على فتح محل صغیر ملائم لعملھا في محافظة مادبا.
حصول صفیة على التمویل لفكرة مشروعھا في العام 2017 ،لموھبتھا الممیزة في الرسم وإتقانھا،
صنع فارقا كبیرا في حیاتھا العملیة، لاسیما وأن مشروعھا كان بحاجة لدعم وتمویل، وتمكنت من
خلال منظمة ”فینكا“ لتمویل المشاریع الصغیرة من أن تكبر مشروعھا ویصبح نافذة سیاحیة.
التمویل الذي حصلت علیھ صفیة مكنھا من افتتاح مشغل خاص لتعبئة الرمال أطلقت علیھ اسم ”مشغل نضال“، إلا أنھا لم تكتف فقط بتعبئتھ بالرمل في الزجاج، بل استثمرت مشغلھا للترویج عن دمى القماش البدویة التي تصنعھا بیدیھا، فأضافت بذلك شیئا مبتكرا ومختلفا، لاقى إقبالا كبیرا من
قبل السیاح الذین لم یترددوا بشرائھا.
أصبح ”مشغل نضال“ معلما سیاحیا ممیزا وقصة نجاح سطرتھا إحدى نساء منطقة ملیح في مادبا،
فتح الطریق أمام صفیة لیكون نافذة للمجتمع المحلي عبر التواصل مع سیدات ورجال الأعمال في منطقتھا، فضلا عن مشاركتھا في العدید من المعارض والبازارات المختلفة لعرض أعمالھا وبیعھا.
حصدت صفیة جائزة سیتي لأفضل المشاریع الصغیرة للعام 2018 ،سطرت من خلال ھذه الجائزة قصة نجاح نسویة ممیزة وأصبحت نموذجا للأردنیات في محافظات المملكة كافة.
لم یكن طریق صفیة سھلا، إلا أن عزیمتھا الكبیرة ودعم زوجھا وأسرتھا لھا كانا أقوى من أي صعاب واجھتھا، وذللا أمامھا كل العقبات؛ إذ إن تقبل المجتمع القروي مشروعا نسائیا سیاحیا لم یكن سھلا أبدا، وإن إقناع المجتمع المحلي والسیاح بما تنتجھ صفیة وتعرضھ أخذ منھا الكثیر من الوقت والجھد.
وتقول ”دعم زوجي لي وإیمانھ بطموحي ودعم المجتمع المحلي صنعت فارقا كبیرا“، فالنجاح لا
یتوقف عند عقبة والطموح كبیر لمواصلة العمل بمشروعھا حتى یصبح وجھة سیاحیة أردنیة، مفتخرة بنفسھا كثیراً لأنھا أصبحت أول امرأة تبدأ بمشروع خاص بھا في منطقتھا ولن تتوقف ھنا بل ستعمل على تطویر محلھا للأفضل.