عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2025

الكاتبة سمر الزعبي تشهر روايتها «وانشقّ القمر»

 الدستور

برعاية الدكتور صلاح جرّار وقعت القاصّة والروائية الأردنية سمر الزعبي روايتها «وانشق القمر»، في المكتبة الوطنية مساء يوم الخميس الماضي.
وتحدث د. جرار حول الرواية متناولًا عدة جوانب منها، وقدم كلٌّ من الناقدة وداد أبو شنب والدكتور أمجد الفاعوري قراءة نقدية، كما أدارت اللقاء الروائية فداء الحديدي.
وقال د. جرار إن الرواية كانت تتحلى بكسر للتوقع وهو شكل من أشكال المفارقة في العمل الروائي والبناء الروائي أيضًا، ويعتقد أن هذا سر من أسرار نجاحها، وإنها تتسم بدقة تصوير الواقع والقدرة على معالجته، فهي تنهل من الواقع لكن بدقة متناهية، تجعل القارئ شريكا في الحدث.
إن إتقان سمر الزعبي للنص القصصي كان حجرًا أساسًا لانطلاقة الرواية، وأضاف: «حينما بدأت أقرأ الرواية ظننت أن كل فصل فيها منفصل عن الآخر، وبدت لي أن الأحداث تنتهي بنهايته في بادئ الأمر، لكن سرعان ما اتضح لي أنها جميعها نسيج واحد تربطها تفاصيل مشتركة وعوالم متشابكة».
وأفادت الناقدة وداد أبو شنب أن «وانشق القمر» تنتمي لجنس الرواية الحديثة، ورغم واقعيتها إلا أنها جنحت للغرائبية في بعض المشاهد مثل ما كان يحدث مع إحدى شخصيات الرواية وهي منار حينما كان يأتي فقيدها الرضيع ويجثو فوقها، يحدثها عن جرش التي ستتحول لبحيرة كبيرة، وأنه تُوِّج حارسًا عليها، ومشاهد كثيرة مثل ذلك. نزلت الروائية إلى متن الرواية فغدت ساردة من الدرجة الأولى متحدية أحد أبطال القصة وهي رهف التي صارت بدورها هي وبقية الرواة ساردين من الدرجة الثانية. إذ تناقش سمرُ (الساردةُ من الدرجة الأولى) الساردةَ الأخرى (رهف) التي من الدرجة الثانية في بعض المواقف والأحداث، وتهددها بحذف مقاطع أو إضافة أخرى، وتفرض عليها تفاصيل معينة بينما تبدي البطلة استياءها منها فقد عايشتها آلاف المرات خلال مراحل كتابة الرواية بين شطب وحذف وتعديل، وتجادلها بأنها صاحبة القصة وهي المخولة بالتغيرات التي يجب حدوثها، وتختم الساردتان الحكاية بمشهد صادم اتحدتا فيه وكانت رهف من تدير الدفة بإحكام معلنة عن أحداث لم تكن تعرفها سمر بعد،  هكذا تسربت إدارة السرد منها للبطلة (الراوية من الدرجة الثانية)، وأعطت الكاميرا لسمر كي تسجل النهاية غير المتوقعة، بينما تنسحب سمر بكامل
إرادتها، مؤكدة أنها قد تنهي كل ما اجتهدت به رهف بجرّة قلم.. لكنها اكتفت منها.
وتحدث الدكتور أمجد الفاعوري حول العنوان معتبرًا إياه رمزًا للأمل والتفاؤل أو ربما التغير والتحول وهو يضعنا أمام تفسيرات متعددة وربط وثيق بالقران، لكنه يرتبط بموضوعات الرواية أيما ارتباط، ما يضع القارئ ويقحمه في دائرة التفكير بكيفية وآلية ارتباط العنوان بقصة الرواية وشخصياتها، وغالبًا ما يشير للتحول والتغيير في حياة الشخصيات وتوجهاتها، ما يؤثر على سرد الأحداث ومصائر الشخصيات.
وأضاف الفاعوري: «رواية وانشق القمر هي رواية إنسانية اجتماعية تحمل رسائل فلسفية، تعكس واقع المجتمع الأردني والعربي بشكل عام، تثير تساؤلات حول قضايا إنسانية كثيرة، تشد القارئ فلا ينفك يقرأ حتى ينهيها، تجعله يتفاعل معها مفكرًا متسائلًا باحثا عن الحلول، إضافة لجمال الأسلوب السردي وجمال اللغة ورشاقتها في التنقل بين الأحداث دون ملل. إن دراسة العلاقات بين الشخصيات تقود لكشف ديناميكية القصة ما يكشف رؤية الكاتبة وأهدافها من الرواية التي تحمل رسالة فلسفية حول الحياة والوجود والعلاقات الإنسانية التي تبرز أهمية التعاطف وتفهم الآخر لدفع عجلة الحياة.
خُتمت الأمسية بتقديم الروائية سمر الزعبي لشهادتها الإبداعية، التي بدأتها بـ(منذ عصر النبضة الأولى لم يبرأ الحرف)، وقد استعرضت بها أجواء منتجها الأدبي وبضع تفاصيل منه، وحالات الكتابة التي مرت بها، وتعلقها بالرواية الذي حدا بها ليكون سببًا من أسباب الخوف من النشر، إضافة لأسباب أخرى، وقالت انه بعد رحلة كتابة طويلة لهذه الرواية (إنها علمتني: إن أجمل حبٍّ هو ذاك الذي كلما تذكره المرء ابتسم).
ويذكر أن الروائية سمر الزعبي حاصلة على شهادة بكالوريوس صحافة وإعلام من جامعة اليرموك، وقد أصدرت ثلاث مجموعات قصصية هي على التوالي: (تنازلات)، (شيء عابر)، (ب ت ر). ورواية (عودة رصاصي) للفتيان، و(كريستال) شعر هايكو، وأخيرا أصدرت روايتها (وانشق القمر). وقد حصلت سابقًا على جائزة رابطة الكتاب لغير الأعضاء في حقل الرواية- المركز الثالث، وجائزة سواليف للقصة القصيرة- المركز الأول، وترشحت مجموعتها القصصية (لا تغرق) لمسابقة راشد بن حمد، وأخيرًا حصدت روايتها (عودة رصاصي) المركز الأول في جائزة صندوق الحسين للإبداع، وقد ترجم عدد من نصوصها للإسبانية والإنجليزية.