أحمد الشوابكة
مادبا –الغد- يؤكد المطرب والفنان “عبد الرحيم غزلان”، أن أزمة الفنان الأردني، تكمن في إيجاد قاعدة لوجستية متينة تكرس إبداعاته للعالم، فالفنان الأردني بحسبه، “يعارك في الساحة الفنية وحده، دون دعم معنوي ومادي”.
ويتمنى من كافة الجهات المسؤولة، بفتح المجال للفنان الأردني أن يكون شريكا استراتيجياً، وله حضور في كافة المهرجانات والحفلات الفنية، حتى يستطيع أن يقدم اللون الغنائي الأردني، ويعيد الأغنية الأردنية إلى مكانتها الطبيعية، كما كنت في عقدي الثمانينيات والتسعينيات، عندما كانت في الصفوف المتقدمة والمنافسة بقوة.
والفنان غزلان، مطرب من الزمن الجميل، غنى منذ نعومة أضفاره، وشارك في برنامج الهواة في الإذاعة الأردنية في بداية الثمانينات من القرن الفائت، بعد ذلك عين في الإذاعة الأردنية مطربا، وله ما يقارب عن مائة أغنية ما بين العاطفية والفلكلورية والتراثية والوطنية، وأحيا الكثير من الحفلات والمناسبات في جميع أنحاء البلاد، وحقق شهرة واسعة النطاق محليا وخارج البلاد، ويمتاز ويتحلى بصوت جميل، وعذب، ويعتبر من الأصوات الجميلة على الصعيد المحلي التي تميزت باللون البدوي والشعبي.
وأضاف غزلان، أنه لا يمكن أن يتقدم الفن الأردني للأمام، وينافس الحركات الفنية العربية المتقدمة، إلا بوجود مشروع نهضوي، يسهم في رفع سوية الحركة الفنية برمتها، وبخاصة الأغنية الأردنية، وإعطاء المطرب الأردني حقه في الاستمرارية وتطوير إبداعه وتقديمه للناس بالصورة المشرقة التي كانت بالسابق.
وتأثر “عزلان” باللون الغنائي البدوي والشعبي الأردني، نافيا في نفس الوقت تأثره بمطرب معين أو تقليده، مشيراً إلى أنه يمتلك خصوصية في صوته الذي ينتهجه في أدائه الغنائي، وهذا ما جعله مختلفاً عن باقي جيله على مدار أكثر من ثلاثين عاماً في عالم الغناء.
وقال صاحب أغنتني “يمه بشارع العشاق، البحر غدار”، أنه يسمع لجميع المطربين الجدد والقدامى، ويعجب بأصوات وأداء الكثير منهم، ولكل واحد منهم لونه وطابعه الخاص ومدرسته المميزة.
وصرح غزلان لـ “الغد”، أثناء مشاركته في الحفل الغنائي الذي أقامته مديرية ثقافة مادبا في الجامعة الألمانية الأردنية أنه يتميز باللون البدوي الشعبي، وينتمي للمدرسة الشعبية، وهو الأقرب لقلبه، مضيفا، “غنيت جميع الألوان، وأعتقد أنني أبدعت فيها، بيد أني تألقت كثيراً في اللون الغنائي الطربي الكلاسيكي الأصيل”.
وكرر أعجابه بكثير من المطربين المحليين، ومطربين من الدول العربية، بحسبه “أسمع الجميع كما ذكرت سابقا، وأختار دائما الأغاني التي لها إقبال وسوق كبير”. ومن المطرين الذين غنيت لهم ومن أغانيهم، مثل: عبد الحليم حافظ، محمد عبده، خالد عبد الرحمن، إضافة إلى الأغاني الفلكلورية والتراثية من البيئة الأردنية والوطنية التي تحاكي الإنسان والوطن”.
ويجد عزلان في هذا العصر، كافة المجالات مفتوحة أمام الشباب في جميع الميادين الإعلامية والفنية وغيرها، مثل: شبكات التواصل، محطات التلفزة، الراديو والاستوديوهات، المعاهد والجامعات التي تدرس الموسيقي، مبينا، ولأجل هذا أنا أنصح كل إنسان يود الالتحاق بهذا المجال(مجال الفن والغناء) عليه أولا دراسة موضوع الموسيقى وفهمها، وبهذا تكون خطى الفنان ثابتة، ويكون واثقاً من نفسه وحاله ويعرف ماذا يعمل، وحتى إذا كان معه لقاء أو مقابلة سيعرف ماذا يقول، وماذا يجيب ويكون واثقاً، ومتأكداً مما يحيكه وعن فهم ودراية، وإذا غنّى أو عزف يعرف أيضا أسسَ وأصول الموسيقا، والإنسان ليس بيوم أو يومين يصبح فنانا وعازفا، بل يحتاج هذا الامر إلى وقت وجهد وتعب.
ويعيد تأكيده بعدم وجود شركة تغامر بالإنتاج للفنانين الذين يستحقون تسليط الضوء عليهم؛ حيث يفتقر لوجود شركة إنتاج، وهذا يتطلب جهدا حكوميا، واستثمارا يجلب الفائدة الاقتصادية للدولة، وهناك دول عربية استثمرت طاقاتها الفنية، بمن فيهم الفنانون في خدمة اقتصادها ونجحت، ولكن في الأردن لا توجد هذه الآلية، ما أدى إلى عرقلة في تواجد اسم فنان أردني معروف على مستوى الوطن العربي. ودعا المحطات المتلفزة والسمعية الأردنية لأن تنتبه بشكل جدي إلى المطرب الأردني من خلال بث أغنياته وترويج فنه الإبداعي، معتبرا أن المحطات الفضائية والسمعية والإعلام برمته، ماكينة تساعد بشكل وافر في عملية ترويج الفنان، وتحسين مكانته لأنه سفير وطنه في الخارج.
وثمن غزلان دور وزارتي الثقافة والسياحة لمساهمتهما في إقامة العديد من المهرجانات التي أسهمت خلال هذا العام في تقديم الفنان الأردني للجمهور الأردني، لكن ذلك لا يكفي، وعلى نقابة الفنانين أن تقدم مشروعاً لإحياء الأغنية الأردنية ووضعها في الطريق الصحيح.
وتحسر وعيونه تنهر دمعاً حزن على فراق زميله ورفيق مهنته الراحل فارس عوض، الذي أعتبره من أهم المطربين الأردنيين الذين حملوا هم الأغنية الأردنية وروجوها للعالم، بالقول، “لم أوافق أبداً على غناء أغاني صديقي فارس، حتى يبقى صوته عائش بيننا”. ولا ينكر الفنان غزلان في ختام حديثه عن أهمية الأغنية المصورة على نظام الفيديو كليب، شريطة أن تتناسب مع كلمات الأغنية، مما يساهم في عملية ترويجها بالشكل الأمثل.