عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Nov-2019

يجبرونهم على حب إيران - عودة بشارات

 

هآرتس
 
بإعادة صياغة لمقولة غولدا مئير المشهورة يمكن القول “الفلسطينيون لن يغفروا في أي يوم لاسرائيل أنها تجبرهم على حب ايران”. حيث في ايران تسيطر ديكتاتورية ظلامية تقمع شعبها وتعزله عن العالم، وتحت شعارات مناهضة لاميركا واسرائيل تحاول السيطرة على المنطقة، ومن اجل ذلك هي مستعدة لتأييد انظمة دموية في المنطقة.
مع ذلك، الفلسطينيون هم الى جانب ايران، لأنه في بحر الفشل العربي والعالمي ازاء المعاملة الوحشية لاسرائيل تجاه شعبهم، فقط ايران تبدو المتحدية لها. بعد ذلك، اسرائيل مندهشة من أن الفلسطينيين يكرهون جدا دولة اليهود ويسارعون الى التشبث بهذه التعويذة البالية التي تسمى “اللاسامية”.
اذهب واشرح لعائلة معتقل اداري فلسطيني، ابنها نخرت عظامه في السجن الاسرائيلي بدون محاكمة، بأنهم في ايران لا يحترمون حقوق الانسان. اذهب وتحدث مع أحد الرعاة الفلسطينيين الذي يهاجم المستوطنون قطيعه، عن أن النظام في ايران يقمع حرية التعبير. اذهب واهمس في أذن فلسطيني من سكان المناطق ج، والذي يصارع ضد التطهير العرقي الزاحف بأن يتظاهر من اجل حقوق النساء في ايران.
اسهام اسرائيل خلال السنين في هذه التوجهات غير الديمقراطية في اوساط الشعوب العربية هو وصمة اخلاقية. حيث أن الرجعية العربية على اشكالها، المتعصبة، القومية والاجتماعية، استغلت حتى النهاية القمع الاسرائيلي من اجل صرف الانظار عما تفعله ضد شعوبها.
أنا أتذكر شمعون بيرس المتوفى وهو يشرح في عرض متعجرف له في التلفزيون بأن الاحتلال الاسرائيلي يختلف عن أي احتلال آخر عرفته المنطقة، بفضل الديمقراطية التي يجلبها لمن يحتلونهم. لا يوجد تشويه اكبر من هذا للواقع، حيث أنه تحت اجنحة الاحتلال الاسرائيلي زرعت وما تزال تزرع بذور التطرف في كل المجالات. بالضبط اسرائيل هي التي خلقت اسم سيئ للديمقراطية كمحتلة ومهجرة ومحاصِرة.
اسرائيل لم تجلب أي نور لشعوب المنطقة، إلا اذا اعتبر الاعتقال الاداري نور، أو القناصة الذين يقتلون عن بعد مئات الامتار. في كل مرة كان فيها احتمال للتغيير في احدى الدول، استبدال ديكتاتورية بقوى ديمقراطية، اسرائيل حاولت منع ذلك من خلال تأييد الديكتاتوريين. وعندما حدثت رغم ذلك الثورة، الثوار كانوا أقل ديمقراطية وأقل تسامح حتى مع أبناء شعبهم واشتبهوا في كل ديمقراطية غربية، بالاساس لأن اسرائيل صديقة الديمقراطيين، وضعت نفسها كوكيلة للديمقراطية الغربية في الشرق الاوسط أو حسب تعبير الكثيرون هنا “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط”.
اليوم، بدلا من أن تتعلم الزعامة الاسرائيلية الدرس من فشل مشروع حياة بنيامين نتنياهو، الغاء الاتفاق النووي ورد فعل ايران (التي خرقت الاتفاق، الذي تم خرقه في السابق بسبب نضال نتنياهو وانسحاب ترامب من كل هذه الصفقة التي فقط تسبب وجع الرأس له)، وبدلا من أن يقول معارضو نتنياهو ومن يؤيدونه أي كلمة ازاء هذا التحطم، يسود هناك صمت وكأنه لم يتم تبديد عشرين سنة تقريبا على التحريض والتخويف، وكأنه لم يتم تبذير اموال ضخمة وكأنه لم يتم تفويت فرص ثمينة للذهاب في مسار آخر، مسار الحوار مع شعوب المنطقة، حتى مع الشعب الايراني – الذي فيه اشخاص كثيرون ساهموا بدورهم في ترسيخ الاتفاق النووي الذي كان يشكل انتصار للمعتدلين في ايران وهزيمة للخط المتشدد هناك.
في هذه الاثناء، بالضبط نتنياهو، الذي هذا الفشل الذريع مسجل على اسمه، يستغل الوضع ويستعد للمرحلة ب، عشرين سنة اخرى من حرب باردة في الشرق الاوسط. ولكن في هذه المرة لا يوجد القديس اوباما، مع 38 مليار دولار. الآن، في فترة الجفاف لترامب، حتى طلب نتنياهو لـ 12.5 مليون دولار من اجل تسليح قوات الامن الفلسطينية، رفض. حيث قال “يجب على اسرائيل أن تدفع”. يبدو أن ترامب وحده هو الذي يمكنه اعادة اسرائيل الى واقع الشرق الاوسط.