عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jan-2019

علامات تدل علی إصابة طفلك بالاعتلال النفسي
الغد- رغم صعوبة اكتشاف بعض المرض النفسي في البدایة، فإن بعض علامات الاعتلال النفسي (سایكوباثي) قد تظھر مبكرا لدى الأطفال.
والسایكوباثیة ھي اضطراب في الشخصیة یتمیز صاحبھ بالعدید من الصفات، أھمھا سلوك ضد المجتمع (social-anti (والغطرسة والخیانة والتلاعب بالآخرین، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحایاه وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعالھ الخاطئة، وھو أمر غالبا ما یقود إلى سلوك إجرامي.
ویعتقد بعض الأطباء النفسیین أن الشخصیة السایكوباثیة تمثل قمة التطرف في ارتكاب الجرائم والموبقات، مع الاعتداء على الآخرین والكذب والسرقة، وتدعم اعتقادھم حقیقة شیوع ھذا الاضطراب لدى الأشخاص الموجودین في السجن، وذلك وفقا للمكتبة الوطنیة للصحة في الولایات المتحدة الأمیركیة، كما نقلت الجزیرة نت.
ویكمن أحد جوانب خطورة الشخصیة السایكوباثیة في أن صاحبھا قادر على التعامل بوداعة ولطف مع الآخرین، كما أنھ قادر على نیل مدح المحیطین بھ وثقتھم ثم استخدام ذلك في التلاعب بھم، وھو وإن كان في الظاھر یحب من یحیطون بھ إلا أن سلوكھ الحقیقي ھو أنھضدھم.
تقدر نسبة من یتصفون بشخصیة سایكوباثیة في المجتمع بـ1 ،%أما بین المساجین فھي ترتفع لتبلغ من 15 %إلى 25.% یوصم الكثیر من السفاحین والحكام المستبدین الذین قتلوا الآلاف بأنھم سایكوباثیون، ویستدل
الباحثون على ذلك بارتكابھم ھذه الجرائم مع عدم إبدائھم ذرة ندم، بل إنھم قد یشرعنون أفعالھم ویقولون إنھم حموا ”الدین“ أو ”الأمة“ أو ”الوطن“ أو أن ”الله دعاھم لھذه المھمة العظیمة“.
ویعتقد أن البالغین المصابین باضطراب الاعتلال النفسي یظھرون سمات ممیزة خلال مرحلة الطفولة أو المراھقة، التي یمكن اكتشافھا في سن مبكرة جدا.
لكن أین تتجلى ھذه السمات؟ وكیف یمكن اكتشافھا لدى الأطفال الصغار؟
قالت الكاتبة إستیفانیا غریخوتا، في تقریر نشرتھ صحیفة ألبایس الإسبانیة، إن من الواضح أن التربیة التي نتلقاھا من الوالدین والبیئة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي الذي نعیش فیھ، ھي
ّ عوامل مھمة جدا عند تشكل شخصیة الفرد.
في ھذا السیاق، جمعت باحثة علم النفس أبیغیل مارش في كتابھا ”لا ینفع لشيء: من محبي الخیر إلى السایكوباثیین وما بینھما“، قصصا لعدید الآباء والأمھات الذین ظھرت لدى أطفالھم سمات العنف الشدید.
في الحقیقة، لم یتلق ھؤلاء تنشئة أسریة سیئة أو عاشوا في أسرة متفككة، بل عادة ما كان أھلھم
محبین جدا ویركزون بشكل كبیر على تعلیم وتربیة أطفالھم.
وھناك العدید من النظریات حول ھذا الاضطراب النفسي. وأظھرت الدراسات الأخیرة المتعلقة بھ، التي نشرھا المركز الوطني للمعلومات التقنیة الحیویة، أنھ تم اكتشاف العلامات الأولى للاعتلال النفسي (سایكوباثي) لدى الأطفال بدءا من عمر السنتین. وتتجلى أبرز ھذه العلامات في:
عدم التعاطف.
عدم الشعور بالذنب.
المشاعر السطحیة أو الباردة.
في المقابل، یرى ثیلسو أرانجو نائب رئیس الجمعیة الإسبانیة للطب النفسي ورئیس قسم الطب النفسي في مستشفى غریغوریو مارانیون في مدرید، أن عوامل الخطر الرئیسیة تكمن في الشخصیة والمزاج. ویقول أرانجو ”تتشكل الشخصیة بمرور الوقت، ویأتي المزاج كنتاج للظروف الوراثیة التي لا یمكن تعدیلھا“.
من جھتھ، أكد الفیلسوف والأخصائي النفسي الشھیر ویلیام جیمس أن شخصیتنا لا تتشكل بشكل
كامل إلى حین بلوغ سن الثلاثین. لكن مزاجنا سیظل على ما ھو علیھ، ولا یمكن تغییره. وھو ما تحدثت عنھ أیضا أبیغیل مارش في كتابھا، حیث فسرت أن الأطفال قادرون على ممارسة العنف الشدید لمدة طویلة من الزمن، على عكس البالغین، الذین لا یمارسون القسوة طویلا.
ویؤكد أرانجو أن ھؤلاء الأطفال غیر قادرین على الشعور بالألم والمعاناة. إنھم باردون جدا، ویتصرفون بطریقة مدروسة، أي بطریقة مخالفة للنرجسیة، التي غالبا ما تظھر خلال مرحلة المراھقة. ولحسن الحظ أن ھذا النوع من الاعتلال النفسي تعاني منھ نسبة قلیلة من الأطفال.
ما ھي المیزات الرئیسیة للأشخاص المضطربین نفسیا؟
السمات الأكثر شیوعا التي نجدھا لدى الأطفال الذین یعانون من الاعتلال النفسي، والتي نشرھا
المركز الوطني للمعلومات التقنیة الحیویة، تكمن أساسا في:
الكذب.
الأطفال لا یعترفون قط بذنوبھم إذا أساؤوا التصرف.
العقاب غیر ناجع لتغییر سلوكھم.
كما یتمیز ھؤلاء الصغار بذكاء كبیر ویتجنبون التعامل مع كبار السن. ھؤلاء الأطفال أنانیون جدا.
على ضوء ذلك، یوضح أرانجو أن ھؤلاء الأطفال ھم قبل كل شيء غیر قادرین على التعاطف مع آلام الآخرین، وإنما یستمتعون بذلك، وھو ما یمیز الطفل السایكوباثي عن الأطفال الآخرین. فھم یستمتعون فقط عند القیام بأشیاء سیئة.
ویؤكد الخبیر أنھ على الرغم من إمكانیة التحكم في بعض السلوكیات ووجود علاجات فعالة قادرة على علاج معظم حالات الاضطرابات العقلیة الطفیفة، فإن ذلك قد یكون أمرا صعبا للغایة بالنسبة للحالات المعقدة. ویستوجب ذلك العمل على العلاقات والمھارات الاجتماعیة.
لكن، إذا كان المزاج وبعض الجوانب من شخصیة الفرد سیئة بطبیعتھا، فسیكون من الصعب جدا تعدیلھا. وبالتالي، إذا كان الشخص البالغ قد تصرف بھذه الطریقة في مرحلة الطفولة، فمن المرجح أن ینتھي بھ المطاف بأن یتم تشخیص المرض النفسي لدیھ.