عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Aug-2019

غیر مخلصین - جدعون لیفي
ھآرتس
 
دونالد ترامب محق: الیھود حقا غیر مخلصین. دونالد ترامب مخطئ: غالبیتھم مخلصون للقیم غیر
الصحیحة. عندما یعتبر الرئیس الامیركي معظم الیھود في امیركا، مصوتو الحزب الدیمقراطي
”جاھلین“ و“غیر مخلصین“ فلیس واضحا اذا كان یقصد اخلاصھم لدولتھم أم لشعبھم، للولایات
المتحدة أو لاسرائیل. یمكن الافتراض أنھ یرید القول بأن من یصوت لحزب رشیدة طلیب والھان
عمر غیر مخلص لاسرائیل والیھود وأمیركا. ولكن للاسف الشدید، فقط عدد قلیل جدا من یھود
امیركا یؤیدون مواقف العضوتین. ھذا ھو ضعف الولاء لدیھم، عدم الاخلاص لمبدأ العدل والاخلاق وروح اللیبرالیة التقلیدیة لیھود امیركا، وعدم الاخلاص لمصالح دولتھم المناقضة للمصالح التي قصدھا الرئیس. یھود امیركا بتأییدھم أو صمتھم، بالعمى أو بالجھل، ھم مخلصون للاحتلال الاسرائیلي أكثر من أي قیمة اخرى. یمكن بسھولة القاء أي تھمة على الاقلیات – خونة أو جاھلین، في اسرائیل مثلما ھي الحال في امیركا. عرب اسرائیل لا یمكنھم أن یحلموا بمكانة مثل مكانة یھود الولایات المتحدة؛ ھناك قاسم مشترك بینھم وھو الاتھام بعدم الولاء، العصب الحساس جدا بالنسبة لھم. ھذه التھمة في امیركا یوجد لھا مرجعیة. الدعم التلقائي للمؤسسة الیھودیة لكل حكومة اسرائیلیة. وتقریبا لكل مواقفھا، ھو الدلیل على على الولاء المزدوج. خیار المؤسسة الیھودیة واضح واوتوماتیكي: اسرائیل أولا، اسرائیل فوق كل شيء، أداء التحیة العمیاء لاسرائیل، إلا اذا كان الامر یتعلق بشؤون یھودیة داخلیة مثل مكانة الاصلاحیین والصلاة في حائط المبكى(البراق).
ھذا الولاء، ولن نقول الركوع، ھم ولاء مدمر، عاصفة ستضرب الجمیع – الیھود في امیركا وفي
اسرائیل ایضا. ترامب یرید بالضبط المزید منھا. لا أحد یتوقع أن یفھم معنى الاحتلال، جرائمھ واضراره، لكن من یھود امیركا، الذین یعتبرون لیبرالیین في معظمھم، یمكن ویجب أن نتوقع أكثر.
أن یعرفوا أن اسرائیل لیست فقط ما یبیعونھ لھم في ”تغلیت“، مع المرافقین المسلحین، الذین تم
اعدادھم لتعظیم الشعور بالخطر والظھور كضحیة في اوساط جیل الشباب، وفي احتفالات جمع
التبرعات لمنظمة ”اصدقاء الجیش الاسرائیلي“ لحاییم سبان، ومع الجنود المعاقین الذین یصعدون
على المنصة وسط تصفیق الجمھور. اسرائیل ھي ایضا ما أرادت كل من طلیب وعمر مشاھدتھ.
یوجد لاسرائیل جانب مظلم وظالم جدا. معظم یھود امیركا یؤیدونھ أو یتجاھلونھ.
ھذا لا یقتضیھ الواقع. في جنوب افریقیا وقف الكثیرون من الجالیة الیھودیة الى جانب العدل والى
جانب السود وحاربوا واصیبوا واعتقلوا معھم. ایضا في امیركا أید الكثیر من الیھود نضال السود
من اجل المساواة في الحقوق. وفقط في النضال على المساواة في اسرائیل صمت صوتھم. صحیح
أنھ یوجد في اوساط یھود امیركا اشخاص افراد ومنظمات، شباب وشیوخ، یناضلون بشجاعة ضد
الابرتھاید الاسرائیلي، لكن عددھم ضئیل، وھم یتعرضون لنزع الشرعیة عنھم. ما كان مسموح
وحتى مشجع لدى التماھي مع نلسون ماندیلا ومارتن لوثر كینغ، ممنوع الوقوف الى جانب مروان
البرغوثي وعمر البرغوثي وطلیب وعمر الذین یناضلون على نفس المبادئ ونفس العدل. حقیقة أن
معظم الیھود ما یزالون یصوتون للدیمقراطیین ھي أمر مشجع. وحقیقة أن الحزب الدیمقراطي یمر
بتغییرات مثل انتخاب طلیب وعمر للكونغرس تبعث على الأمل، لكن ولاء معظم یھود امریكا ما یزال یعطى للجانب المظلم من القمر، الساحة الخلفیة للدیمقراطیة الوحیدة. ھذا أمر مصیري:
یستطیع یھود امیركا التحول الى جسم ”یمكنھ تغییر اللعبة“. جالیة یھودیة تسمع صوتھا الواضح
والقوي ضد الاحتلال ھي التي ستحدث التغییر. لا أحد یمكنھ تجاھل صوتھا، لا في اسرائیل ولا في
امیركا. ھكذا ستكون لنا جالیة یھودیة مخلصة حقا لبلادھا وشعبھا وللقیم العالمیة المناقضة تماما
لقیم ترامب ونتنیاھو.