عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Mar-2020

وسائل إعلام مرئيّة ترتكب مخالفة قانونيّة وأخلاقيّة بحرمان الصُّم من معرفة ما يجري حول "كورونا"
أكيد - ارتكبت وسائل إعلام مرئيّة محليّة، مخالفة قانونيّة وأخلاقيّة بحرمان فئة الصُّم من معرفة ما يجري حول فيروس "كورونا" المستجدّ، والذي بدأ الانتشار منذ الـ 27 من شهر كانون الأول العام الماضي 2019، وعدم تعيينها مُترجمًا للغة الإشارة على برامجها الحواريّة ونشرات الأخبار الرئيسة، بينما كانت وسيلة محليّة واحدة تترجم نشرة السَّادسة مساء إلى لغة الإشارة.

ورصد "أكيد" على مدار 15 يومًا، خمسة برامج حواريّة مباشرة تُعرض في أوقات ذروة المشاهدة التلفزيونيّة على خمس قنوات محليّة مرئيّة، وخمس نشرات أخبار رئيسة على هذه القنوات، لم تقم أيّة قناة منها بتقديم محتواها الإعلامي لفئة الصُّم من ذوي الإعاقة وبخاصّة مع دخول فيروس "كورونا" مرحلة الجائحة والوباء حسب منظمة الصِّحة العالميّة.

وقالت غدير الحارس النَّاطق الإعلامي باسم المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لـ"أكيد"، إنَّ هناك تقصيرًا من قِبل المؤسّسات الإعلاميّة بحق ذوي الإعاقة، وهذا ما أثبته تقرير صادر عن المجلس في العام 2019، والذي رصد أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن.

وقال الدكتور صخر الخصاونة أستاذ التشريعات الإعلاميّة والأخلاقيّات الصحفيّة لـ "أكيد، إنَّ الدستور الأردني ينصّ في مادته السَّادسة على أنَّ الأردنيّين متساوون بالحقوق والواجبات، ويُحدّد ميثاق الشَّرف الصَّحفي هذا الحق في وسائل الإعلام، كما انَّ قانون ذوي الإعاقة في المادة 40 منه يُحتم على هذه الوسائل الالتزام القانوني، ولذلك فإنَّ المسؤوليّة هنا قانونيّة وأخلاقيّة على هذه الوسائل بتوفير مُترجم لغة إشارة خاصة في برامجها الرئيسة لإيصال حقَّ المعرفة لهذه الفئة.

وأضاف إنَّ وباء فيروس "كورونا" قضيّة تهديد لحياة الجميع، والتوعية ووصول المعلومة ضروريّة لكل فئات المجتمع وهو حق، ومن هذا الباب يجب على وسائل الإعلام الانتباه لفئة الصُّم وإيصال الرسالة لهم شأنهم شأن بقيّة الأردنيّين.

وأضاف إنَّ هذا تمييز على أساس الإعاقة في تعامل وسائل الإعلام، وإنَّ المسؤوليّة تقتضي أن تقوم الوسائل بدور مهنيّ وقانونيّ تجاه هذه الفئة وأن تساوي بينهم وبين بقية المتلقّين، فهم جزء من المجتمع ولا يجوز التمييز تحت أيّ ظرف.

وعاد "أكيد" إلى ميثاق الشَّرف الصَّحفي الأردني، حيث يشير أحد مبادئه وأهدافه إلى مراعاة حقوق الفئات الأقل حظًّاً وحماية الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، كما تشير المادة 14 من الميثاق إلى التزام الصَّحافيين برعاية حقوق الفئات الأقل حظًّاً، وذوي الاحتياجات الخاصة.

وتبيّن لـ "أكيد" أنَّ المادة 40 من قانون الأشخاص ذوي الإعاقة تشير إلى أنَّه على هيئة الإعلام، ونقابة الصَّحافيّين، ومؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، والمؤسسات الإعلاميّة والصَّحفيّة، الرَّسميّة وغير الرَّسميّة، كلّ حسب اختصاصه، وبالتنسيق مع المجلس، القيام بتضمين استراتيجيّات الإعلام محاور تبيّن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتبنّي سياسات التحرير للغة والمصطلحات التي تحقق عدم التمييز والاحترام الكامل لهم ولكرامتهم المتأصّلة.

وحسب مراجع علميّة فإنَّ الأصمّ هو الشخص الذي لديه فقدان سمعي يزيد على 70 "ديسيبل" أو أكثر بشكل يعيقه عن فهم الكلام المرسَل من آخرين، وبحسب الإحصاءات الأخيرة للاتحاد العالميّ للصم، فإنَّ هناك 72 مليون أصم في العالم، 80 بالمئة منهم يعيشون في البلدان النامية.

ويُذكّر "أكيد" بضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة والقانونيّة عند القيام بمثل هذه التَّغطيات، والتي من بينها: التوازن، والمهنيّة، والموضوعيّة، ومراعاة الفئات الخاصّة في المجتمع، ومن بينهم الصُّم.

ملاحظة: "ديسيبل" هي وحدة القياس العلميّة لقيم الأصوات التي نسمعها في حياتنا اليوميّة أو شبه اليوميّة، كما تمّ تعريفها في سلسلة المُصطلحات الصوتيّة.