عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Sep-2020

التلفزيون التربوي.. هل يعود بعد غياب 17 عاماً؟

 الراي- خالد الخواجا

باتت الحاجة ملحة لتخصيص برنامج يومي للتلفزيون التربوي يقدم برامج تعليمية مباشرة للطلبة في ظل العديد من المعيقات الوبائية والتعليمية والإدارية التي تواجه الطلبة اليوم.
 
التلفزيون التربوي كان حاضرا لأجيال الثمانينيات والتسعينيات ولغاية عام 2003 بالرغم من توفر معدات فنية متطورة بحسب أحد العاملين السابقين في التلفزيون الأردني وأسوة بباقي المحطات التلفزيونية في المنطقة والعالم العربي والغربي.
 
مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم الدكتور سامي المحاسيس أوضح أن هناك توجها لإعادة التلفزيون التربوي وفق إمكانيات تكنولوجية حديثة وجديدة حيث كان التلفزيون ايام الثمانينيات والتسعينيات حاضرا يوميا من خلال الاذاعة التي كانت تبث للطلبة ومن خلال شاشة التلفاز الاردني وكان الطلبة يستفيدون منها بشكل مباشر بينما حاليا يمكن بثها على الهاتف الخلوي مباشرة للطلبة أسوة بالبث المباشر الحديث للمحطات الفضائية التلفزيونية المتواجدة في المملكة.
 
وأضاف المحاسيس أن هذا التوجه سيوفر الجهد والمال والمعلم المهني لـ مليوني طالب وطالبة يمكنهم الاستفادة من هذا التلفزيون والحد من انتشار ظاهرة الاتجار بالتعليم وبيع بطاقات يصل ثمنها لـ 50 دينارا للبطاقة الواحدة من خلال شركات والدروس الخصوصية والمراكز الثقافية التي أصبحت واقعا لإجهاد جيوب الطلبة في هذا الاتجاه.
 
يوضح المحاسيس ان من فضائل التلفزيون التربوي أنه يقوم على تغطية المناطق النائية والبعيدة والتي تكون طاردة للمعلمين في التخصصات النادرة مثل الفيزياء والكيمياء والانجليزي والعربي والتي تدفع المعلمين لترك التعليم والتوجه للتدريس في المراكز والمدارس الخاصة والدروس الخصوصية وهذا بالتالي سيوفر العدالة في توفير التعليم لكافة الطلبة الذي يتعرضون للإرهاق المالي نتيجة المتاجرة بالتعليم الخاص إضافة لوقف الاستنزاف والمراهنة على معلمي التعليم الاضافي الذين كانوا يغطون النقص في التعليم بتلك المناطق.
 
وقال المحاسيس إنه بامكان الوزارة وفي ظل وجود الكفاءات التعليمية وقياداتها ان تخرج ليس بتلفزيون تربوي واحد بل محطات من خلال الكفاءات التكنولوجية بالتعاون مع اكاديمية الملكة رانيا والوزارة شريطة ان يكون المعلم على كفاءة وقدرة عالية لتقديم الحصص التعليمية على الهواء مباشرة وان يخضع للتقييم والتجارب، حيث لايكفي ان يكون صاحب كفاءة فقط ولديه خبرة تعليمية وتجارب في الغرفة الصفية فقد بل ان يتوافق تقديمه مع الظهور التلفزيوني.
 
وبين المحاسيس أن إدارة المناهج في الوزارة قادرة على انتاج هذه البرامج التلفزيونية التربوية من خلال تسجيلات يتم حفظها وبثها وقتما يحين موعدها وتشكيل لجنة تربوية فنية لإخراج مثل هذه البرامج التي أصبح أبناؤنا الطلبة بحاجة ماسة وعاجلة لإنشائها وبثها لهم في ظل هذه الظروف الطارئة، مبينا أنها لن تفي بتوفير التعليم 100% لدى أبنائنا الطلبة في ظل غياب التفاعل والمناقشة والحوار بين الطالب والمعلم الا أنها تقدم بديلا متوفرا وسهلا لابنائنا الطلبة.
 
موظف متقاعد من التلفزيون التربوي عادل نجم قال إن بثه توقف مباشرة بعد الخصخصة مع المطالبة بمبلغ خيالي وصل إلى نحو مليون دينار في عام 2003، لإعادة البث.
 
واعتبر ان المشكلة تكمن في استلام أجهزة واستوديو متكامل في عام 2003 كمنحة من دول أجنبية اضافة الى شراء جهاز جديد للانتاج كلف في ذلك الوقت نحو 50 الف دينار دون أن يتم استخدامه لغاية اليوم.
 
واشار الى انه يمكن عمل برامج تلفزيونية وانتاجها في هذا القسم وتوزيعها من خلال اشرطة فيديو واقراص ممغنطة لعرضها في المدارس من خلال اجهزة تتوافر في اكثر من 70% من مدارس المملكة،وهذا يتمثل بالاستفادة من هذه الاجهزة في حال لم يتم استخدامها عبر التلفزيون التربوي.
 
وقال إنه بعد وقف عمل التلفزيون التربوي،اخذت الادارة باحالة موظفي القسم الى التقاعد للذين انهوا خدمتهم ووزعت الباقين على اقسام مختلفة ليقتصر العدد الحالي على اربعة موظفين فقط بعد ان كان عددهم 25 موظفا.
 
واعتبر ان التلفزيون التربوي كان رائدا على المستوى العربي من خلال بثه برامج علمية ووطنية غنية بالمعلومات واجراء تجارب لم يكن من السهل توافرها في المختبرات المدرسية الاعتيادية، اضافة الى نشر محاضرات نموذجية يعدها خبراء في هذا المجال، مشيرا الى ان هذا التلفزيون ما زال يعمل به في مختلف دول الجوار،منها مصر وسوريا ودول الخليج وغيرها.