عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Aug-2019

حريق الأقصى لم ينطفئ بعد - كمال زكارنة

 

الدستور - الاقصى المبارك يحترق منذ اليوم الاول لاحتلاله من قبل العدو الصهيوني في حزيران عام 67 ،وما تزال النيران تشتعل في جميع محتوياته ومكوناته على امتداد مساحته البالغة مائة واربعا واربعون دونما ،والسنة اللهب التي تتسلل اليه من اماكن ومصادر كثيرة ،تمتد الى كل مكان فيه دون توقف،مصدر النيران الرئيس يأتي من الاحتلال الذي جعل منه هدفا لتحقيق اساطيره الخرافية والوهمية ،اما النيران الصديقة فانها تأتي من السكوت والصمت المطبق ازاء ما يتعرض له الاقصى المبارك من انتهاكات واعتداءات المحتلين المتواصلة يوميا.
يئن الاقصى تحت نيران وحراب المحتلين ،ولا يجد منقذا ولا منافحا عنه غير الاردن وفلسطين ،ان ذكرى احراق الاقصى عندما دنست اول قدم محتل نجسة ارض القدس واقصاها المبارك ،لان الحريق ما يزال مشتعلا ،وسيبقى ما بقي الاحتلال جاثما على ارض فلسطين وعاصمتها القدس العربية الاسلامية ،والابتعاد عن لهيب الاحتلال ،لا يمثل ضمانة لنجاة احد او تحلله من مسؤولياته الوطنية والقومية والدينية تجاه اقدس المقدسات واطهر اماكن العبادات .
صرخات المقدسيين «الله اكبر» ،التي تدوّي في اروقة المسجد الاقصى وباحاته وساحاته ،وهم يتصدون بصدورهم العارية لقطعان المستوطنين الذين يصرّون على اقتحامه صباح مساء ،اقوى بكثير من هدير الطائرات التي تجوب فضاءات اخرى ،ومن اصوات الصواريخ الى توجه الى غير اهدافها الحقيقية ،انه الاقصى الرابض وسط الارض المباركة التي باركها الله تعالى ،بكل ثبات وشموخ ،يتحدى الزلازل والبراكين الاحتلالية المصطنعة ،ويصمد بعزيمة وارادة شعب الجبارين أولي البأس الشديد،ومن يساندهم من المرابطين في الاكناف المباركة.
الحريق هو الاحتلال ،والاحتلال هو الحريق الذي لا يخمد الا بزوال الاحتلال الى غير رجعة ،وتطهير الاقصى بعد تحريره من براثنه ورجسه .
القدس بحاجة الى دعم العروبة والاسلام ،والمليارات الموعودة التي ملأ ضجيجها البيانات والتصريحات الصحفية ونشرات الاخبار ،لم تطرق ابواب المدينة المقدسة بعد ،ولم تغادر جيوب وبنوك من اطلقوا الوعود وتعهدوا بالدعم ،تعزيزا لصمود اهلها وتمكينهم من مواجهة قمع وبطش الاحتلال وتحدياته.
شرر الاقصى المتطاير سوف يكوي الاحتلال ويقضّ مضاجعه ،ويدمي جسده باستمرار الصمود والمقاومة الشعبية الفلسطينية ،التي تذود عن حمى اولى القبلتين ومسرى النبي الكريم ،ولا خيار غير التصدي للمحتلين واطفاء نيرانهم وحرائقهم بزوالهم.
الاقصى دائما في الذاكرة والوجدان ،ودخانه المتصاعد يذكّر وينبّه كل عربي ومسلم حر وشريف ،بأن قيود الاسر تلتف حول جدرانه ومآذنه ،فمن يكسرها ويحطمها.. لتشرق على جنباته شمس الحرية؟!.