عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2020

شعلان تكسر ثقافة العيب وتنقر بأناملها طبول المناسبات النسائية

 

أمل غوانمة
 
عمان- الغد- تميزت العشرينية حنان الشعلان ابنة العاصمة عمان في النقر على الطبل، فحفرت بأناملها مكانا خاصا في قلوب مؤيديها وداعميها، وأصحاب الحفلات، فهي تكاد تكون من الفتيات الأوائل اللواتي ابتكرن مهنة العزف بالمناسبات المجتمعية، لتقول “إن المرأة طاقة منتجة تستثمر.. والعمل ليس عيبا.. بل العيب أن نستجدي من أجل العيش”.
أوجدت الشعلان من موهبتها التي اكتسبتها بعد التعلم من الفرق الموسيقية التي كانت ترافقها كمبتدئة في عالم الفن وسيلة لكسب الرزق، بعد أن تخطت المرحلة المدرسية التي اضطرت للخروج منها قبل الثانوية العامة لظروف خاصة، فلم تجد الفرص مهيأة أمامها، ولم تتعدد المجالات التي ينبغي أن تعمل بها، وتكون فتاة ناجحة، ومنتجة بعد أن بات الحلم الأول بعيدا عن قدرتها في أن تكون اسما بارزا في مجال الهندسة، حسب قولها لـ”الغد”.
فتبدلت الأحلام، وعملت ستة أعوام في المناسبات بعد أن طورت من موهبتها بالنقر على الطبل بدون داعم حقيقي لها، باستثناء أسرتها، فلم تنتسب الى مراكز تدريب، ولم تأخذ دورس عزف خصوصية، بل صاحبت زملاءها العازفين في الفرق الموسيقية المتعددة في رسم النغمات الموسيقية الطربية، واعتمدت على موهبتها وعشقها لهذا الفن الذي اقتصر على الذكور، فكانت لنفسها القوة والأمل لتمضي بمجال وجدت فيه لنفسها التميز ولذويها الفخر والاعتزاز بمهنتها.
وكأي فتاة تحاول أن تكسر ثقافة العيب في مجتمعنا الأردني، تعرضت الشعلان لانتقادات عدة كغيرها من رواد النجاح والتميز في المجالات المتنوعة، غير أنها استمرت في هذا الطريق، قائلة “لا يوجد نجاح بلا عقبات ولا تميز بلا جهد ولا عمل بلا متاعب”، وتحاول بصمت أن تتخطى تحديات مجتمعية قد تواجهها.
لم يقتصر عملها على المناسبات النسائية في عمان بل تجولت في محافظات المملكة بعد أن تعدد الطلب على “فتاة الطبلة” المميزة، فتقول إنها تُطلب في الأعراس التي تكون بها العروس محجبة والاحتفالات النسائية الخاصة كأعياد الميلاد وحفلات التخرج.
شعلان “لوحة فنية متكاملة”، وربما تكون الفن ذاته، بإلهامها ودقات طبلها وثقتها النابعة من شغفها، بحسب المقربين منها.
تعلمت الشعلان الكثير من فنون العزف التراثي الشعبي، وتسعى جاهدة لتحقيق حلم التميز في العزف الموسيقي الشعبي بعد أن تحطم حلمها بدراسة الهندسة المعمارية، لكن بطاقاتها الإيجابية وموهبتها ترسم لوحات موسيقية بنقرها على الطبول.