عمان -الدستور-  محمود كريشان - غادرنا قبل سنة مدججا بالنقاء والصدق والمكارم، ومضى يلاقي وجه ربه بروحه البريئة، ونواياه البيضاء الصافية، ونقاء سريرته..

عبدالمنعم ابوطوق «الاستاذ المُعلم» الذي طوع الحرف ليكون رهن قلمه الرشيق الأنيق، وهو يخط سطوره بمداد الصدق والمهنية والأناقة في رحلة طويلة عبر اشراقات الإعلام الرياضي.

أبا باسل.. ومن اين نبدأ؟.. من عند مؤسس رياضة بناء الاجسام في الأردن، أم من عند التربوي في مدارس عمان، ام الاعلامي الألمعي، ام «صانع النجوم» والأبطال في رياضة بناء الاجسام وقد حلق باللعبة في الأردن نحو مصاف العالمية.

نستعيد ذاكرة الكبار فهو الذي اثرى المسيرة الرياضية الوطنية الاردنية بكم هائل من الانجازات الخالدة، حيث كان ابوطوق في الخمسينيات يؤسس نادي الكمال الجسماني وكان مقره على درج المحكمة «قصر العدل القديم» في شارع السلط وسط البلد وهذا النادي الذي تخررج منه ابطال اللعبة في تلك الحقبة وكان ايذانا بإنطلاق لعبة بناء الاجسام في الملكة.

ثم تأسيس اتحاد بناء الاجسام في الاردن، وانطلاقة قوية نحو العالمية خاصة وان ابوطوق قد تبوأ منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لبناء الاجسام، وتمكن من صناعة ابرز ابطال اللعبة «مصطفى حسنين» وغيرهم من النجوم والابطال، دون ان نغفل عن كون ابوطوق استاذ التربية الرياضية في الستينيات والسبعينيات بمدرسة رغدان في جبل الحسين والتي افرزت نجوم الكرة الاردنية في حقبة السبعينيات والثمانينيات.

قبل سنة.. شيعنا بالدمع فقيدنا ابوطوق وكانت الدموع تترقرق سخية في عيون محبيه وتلاميذه والاصدقاء وعلى راسهم رفيقه التاريخي حسن ابوعلي مالك كشك الثقافة العربية الذي قال بصوت يحتكم الى الحزن: عرفته منذ الخمسينيات وبقينا اكثر من اخوة حتى هذا اليوم، وكان العنوان العريض للثقافة والعلم.. الصدق والطهر.. الكرم والجود.. والانتماء الصادق للأردن بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

اذا.. ذهب العم الفاضل والتربوي المبدع والرياضي المنجز عبدالمنعم ابوطوق ليلاقي وجه ربه راضيا مرضيا.. مدججا بمكارم الاخلاق والنقاء.. ومحبة الناس.. كل الناس.. رحمه الله.