طروب العارف

يُقابل المرء في حياته الكثير من الأشخاص، بعضهم في مقتبل العمر من أصدقاء الدراسة، ثم أصدقاء العمل، ثم رفقاء التقاعد... لكن ليس كل من يتعرف عليه الإنسان هو صديق. فهناك من يكون الأقرب ومحل الثقة والمعتمد عليه في جميع المواقف.

 المشكلة التي حظيت بالنقاش مؤخرا هي التمييز المفترض في   الحدود والفواصل بين العلاقات  الحميمة: ما يتصل منها  بالصداقة وما يتصل بالرومنسية. ثم التمييز بين  علاقات الصداقة الوثيقة بين النساء  وكيف تختلف عنعا بين الرجال. وكذلك الامر في توصيف  العلاقات بين الأخوات  ومتى تكون حميمة.. وكيف .

 ففي العادة  عندما يُطرح وصف العلاقة الحميمة فغالبًا ما يتجه التفكير الى  أنها علاقة رومانسية أو جنسية، وهو أمر  دحضه موقع سيكولوجي توداي، في مقال  للدكتورة لا كيتا كارتر وهي عالمة نفس مُرَخصة في ولاية ماريلاند متخصصة في الصدمات والعلاقات الجنسية والإدمان وقضايا المرأة.

 تقول  كارتر أن هناك علاقات وطيدة، بل يمكن وصفها حميمة نشعر بها مع شقيق وقريب وصديق، حيث أن العلاقة الحميمة أوسع من العلاقات الرومانسية كون الأمريتعلق بمدى التقارب الذي يشعر به المرء مع شخص آخر.
وترى  كارتر أن العلاقة بين الشقيقات النساء تعتبر  أوسع وأغنى  من العلاقة بين الاشقاء الذكور. فمصطلح "أخت"  يتراوح من "الأخت البيولوجية الى  صديقة الدراسة أو الاخت في نادي". و النساء  عموما  يعتمدن على بعضهن للحصول على الدعم خلال الخسائر الكبيرة في الحياة والتحديات واللحظات السعيدة.
لماذا تحتاج النساء إلى شقيقات حميمات؟
تختلف أهمية الأخوات في الثقافات، ولكن بشكل عام، تحتاج النساء إلى نساء أخريات وخاصة في بعض الظروف مثل الحمل والولادة وبعض الفحوصات الطبية الخاصة بالنساء. ويحتجن هنا التعاطف والمساندة وكلمات التطمين حيث في هذه الظروف تحتاج المرأة الى دفء عناق صادق أو ضغطة يد مهتمة أو نقاش من القلب لما تحتاج الخوض فيه.
وأشارت كارتر أنه عندما يكون لدينا صديقاتنا الأفضل فمن المؤكد أن تنشأ علاقة حميمة بيننا فنحن نضحك ونحزن ونحتفل ونحب ونبكي معًا وهذه التجارب تغذي أرواحنا وهنا يُطرح السؤال وهو هل العلاقة الحميمة مع الصديقة الأفضل ضرورية حقًا؟

كلما زاد التعرف والتوافق، يصبح من السهل التعرف أكثر على أخلاق بعضكم البعض والصفات التي تتمتعن بها وتقوم الأخوة الحقيقة على الثقة والولاء مع التسامح والرحمة والاعتماد كما توفر السلام في خضم أي عاصفة تلوح في الأفق ومن الضروري الشعور بأن هناك من يقف إلى جوارك بتقديم النصيحة والتعاطف والمساندة.

هل تختلف عن الصداقات الذكورية؟

هناك العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع، قد يكون بعضها مفاجئًا، حيث تشير بعض الدراسات الى  أن الصداقات الذكورية غالبًا ما تنطوي على الانخراط في النشاطات والمهام مثل لعبة البلياردو أو الاجتماعات الذكورية والذهاب على صالة ألعاب الرياضية بينما تبني النساء العلاقات من خلال المحادثة. وعادة ما تشارك النساء معلومات أكثر تفصيلاً وحميمية عن أنفسهن وتجاربهن وشعورهن وهذا لا يعني أن الرجال ليس يهم علاقات عميقة مع أصدائهم لكنها مختلفة عما هي بالنسبة للنساء.

وحاليا، ظهر نوع جديد من الصداقات وهو الصداقة الافتراضية ويحدث عبر الانترنت ولا ترتبط بالتفاعل في الحياة الواقعية ورغم أنها صداقة تتناقض مع الصدقات التقليدية إلا أنها قد تعطي الدعم والتعاطف.

وأخيرًا، نصحت الدكتورة كارتر أن كان لديك صديقات حميمات فتواصلي معهن واشكريهن على كونهن صديقات  فهذا بلا شك سيسعدهن ويُسعدك