عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jul-2020

«دارة سهيل» في جبل اللويبدة فضاء حر للـفــن والإبـداع يتحدى الصعاب والجوائح

 

عمان - الدستور- خالد سامح - من دارته الجديدة وسط حي جبل اللويبدة العريق، ينطلق الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين بمشروعه الابداعي –الانساني «قاريء اللون» نحو أفق جديدة، وهو الذي لم تثنه جائحة «كورونا» وظروف الحجر الصحي طيلة الشهور الماضية عن المضي قدماً في مشروعه الفني، فأنجز عددا كبيرا من اللوحات بعضها ذا حجم جداري واستمر في تطوير مشروع «قاريء اللون» الذي يعلم من خلاله المكفوفين وضعاف البصر الرسم والتعرف إلى الألوان عبر حاسة الشم، مستقطباً عشرات الأطفال وحاصداً وساماً ملكياً رفيعا.
«دارة سهيل» ..انطلاقة جديدة
يقول الفنان سهيل بقاعين في حديث مع «الدستور» حول محترفه ومقره الابداعي الجديد: اللويبدة نقطة جذب سياحي وثقافي وهي من أنشط البقع في عمّان حاليا على كافة الصعد، ومن هنا قررت أن أطلق مشروع «دارة سهيل» كفضاء ابداعي أمارس فيه الرسم وأستمر في مبادرتي التي أطلقتها قبل سنوات تحت عنوان «قاريء اللون» من أجل ادماج المكفوفين وكذلك الذين يعانون مشاكل في البصر في المجتمع عبر تعليمهم الرسم.
وأشار بقاعين إلى أن دارته الجديد مفتوحة لكل الراغبين بتعلم الفنون التشكيلية من مكفوفين ومبصرين، مؤكدا أن ريع اللوحات سيذهب لدعم الفئات الأقل حظاً والذين يعانون من اعاقات بصرية، وقال «وأفكر بالتعاون بالتوسع في تعاوني مع مؤسسات المجتمع المدني ومع جهات مختلفة على رأسها المدارس.» الفن في مواجهة الظلمة.
سهيل بقاعين يوضح البصمة الجديدة في مشروعه الحالي، وهي كما يقول، بصمة للمكفوفين ليتسنى لهم قراءة اللوحات على طريقتهم. ويضيف حول ذلك : «ومهما حققنا في مسعانا فهي تبقى محاولة قد تصيب وقد تخفق». ويستشهد في هذا السياق بالفنان التركي الأعمى أشرف آرمنال الذي صمم سيارة الفولفو رغم فقدانه نعمة البصر، ويورد عبارة لآرمنال «أنا أرسم بمخيلتي، عندما أريد أن أرسم بحراً فإنني أرتدي طوق نجاة حتى أشعر بالبحر وأمواجه».
كما يرى بقاعين أن الفكرة التي يتبناها  قد تساعد المكفوفين، وتنمي خيالاتهم ومداركهم، وهي، بحسبه، طريقة لتنشيط الجانب الأيمن من أدمغتهم، مستشهداً مرة أخرى بمقولة لبيكاسو «اللوحة هي مهنة الرجل الأعمى الذي لا يرسم ما يراه ولكن ما يشعر به وما يتخيل أنه قد رآه، أو ما يقول لنفسه أنه رآه».
الفن في ظل الحجر الصحي
ونوه بقاعين لما أنجزه خلال فترة الحجر الصحي الربيع الفائت، وقال « أنجزت خلال تلك المرحلة في منزلي وحديقته أكثر من 60 لوحه بعضها استلهم أجواء الجائحة، فأنا اؤمن بدور الفن في تخطي الصعاب والظروف الاستثنائية التي يمر بها الانسان»،وأشار الى أنه يفكر في تنظيم معرض خاص لما أنجزه خلال تلك الفترة.
الفن والسياحة
عمل الفنان سهيل بقاعين لسنوات في السياحة؛ ما أثرى تجربته الفنية، فهو يرى أن السياحة صنو الفن والابداع، وأنها تتيح للانسان الاطلاع على التجارب الفنية والثقافية والحضارية، وقد أقام العشرات من المعارض في الأردن والخارج وعمل لسنوات في المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة حيث أشرف على محترف الجرافيك فيه، ويتطوع حاليا  بالإشراف على مشروع المتحف المتنقل الذي أطلقه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في محافظات المملكة، وللفنان مقتنيات فنية في الكثير من المؤسسات والوزارات والهيئات الثقافية في الأردن وأوروبا وأميركا، ونظم عشرات المعارض، وقد قام الفنان سهيل بقاعين بجول فنية العام الفائت في كل من الامارات العربية المتحدة وجنوب أفريقيا عارضا فيها مشروعه الفني الخاص بالمكفوفين وآفاقه المستقبلية.