المجلس يعقد أولى جلساته العادية وينتخب لجنة "الرد"
الغد-جهاد المنسي
عقد مجلس الأعيان برئاسة رئيسه فيصل الفايز، وحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وهيئة الوزارة، أولى جلساته في الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين التي افتتحها جلالة الملك عبدالله الثاني أمس الاثنين بخطاب العرش السامي.
وانتخب المجلس لجنة لوضع صيغة الرد على خطاب العرش السامي تضم الأعيان: سمير الرفاعي، الدكتور رجائي المعشر، محمد داودية، عيسى مراد، وعبلة عماوي.
كما اختار الأعيان سمير الرفاعي نائبا أول لرئيس المجلس، وعبدالله النسور نائبا ثانيا، وسهير العلي والدكتور زهير أبو فارس مساعدين للرئيس.
وأكد الفايز أن خطاب العرش السامي سيكون هاديا لمجلس الأعيان وهو يقوم بواجبه الدستوري، من أجل تسريع الإنجاز، والمضي قدماً بمشروع الدولة الإصلاحي، مع الحرص على بناء علاقات إيجابية مع الحكومة ومجلس النواب، بهدف ترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية وفق الدستور وانطلاقا من السعي نحو تحقيق رؤى وطموحات جلالة الملك وتطلعات شعبنا، وأن نواجه التحديات معا بأقصى درجات التعاون وبروحية الفريق الواحد.
وأشار إلى أن مشهد افتتاح جلالة الملك للدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين بخطاب العرش السامي، يعزز مسيرتنا الديمقراطية، ويؤكد وجود إرادة سياسية من لدن جلالته على تعزيز المسيرة البرلمانية، وبناء الأردن القادر على مواجهة التحديات، داعيا الجميع للوقوف الى جانب الوطن ومصالحه، والتصدي لأي محاولات تستهدف أمننا واستقرارنا، ففي هذه الظروف، والاردن يخوض معركة الدفاع عن الثوابت الاردنية والفلسطينية، علينا أن نكون صفا واحدا خلف جلالة الملك، وان يكون ايماننا راسخا ومطلقا بأن امن الاردن واستقراره اولوية، فلا مصلحة تعلو فوق مصلحة الأردن.
وقال إن خطاب العرش يرسم ملامح مسيرة مستقبل مملكتنا، حيث أكد جلالته أن مسيرة التحديث الشاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والإدارية لا رجعة عنها، وتسير وفق منهجية واضحة، مرتكزة إلى برامج تنفيذ محددة، مشيرا إلى أن خطاب العرش يرسم ملامح المستقبل بثقة وأمل، وفيه وجه جلالته الجميع إلى التعاون بما يمكن مملكتنا من مواصلة مسيرة البناء ومراكمة الانجازات التي تحققت في مختلف المجالات.
وأعرب الفايز عن تقديره العميق لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي تمكن الاردن بحكمته وحنكته السياسية من المحافظة على أمنه واستقراره وتجاوز حالة الفوضى التي تمر بها منطقتنا ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي فرضتها الصراعات من حولنا، وبفضل رؤية جلالته بنينا نموذجنا الديمقراطي النابع من إرثنا الحضاري والثقافي والاجتماعي الملتزم بمبادئ الحرية والعدالة ووحدتنا الوطنية.
وأشار إلى جهود جلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية، فمواقف الأردن بقيادة جلالته ثابتة وواضحة وراسخة، ولا تقبل التشكيك أو المزاودة عليها من أي جهة كانت، ومواقفنا تؤكد ضرورة تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته المستقلة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، لافتا إلى أن جلالة الملك كان وما يزال في طليعة من تصدى لهذا العدوان البربري وطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
وتابع، أن الأردن بقيادة جلالته كان اول من كسر الحصار المفروض على قطاع غزه، فمنذ بدء العدوان لم تتوقف قوافل الخير الهاشمية والمساعدات الانسانية والطبية، وتتواصل عبر مختلف الوسائل المتاحة، كما ان الاردن هو الدولة الوحيدة التي لها مستشفيات ميدانية في قطاع غزه والعديد من المدن الفلسطينية باعتبارها واجبا وليس منة.
وأضاف: “تمر منطقتنا في حالة فوضى ودمار ونتيجتها يواجه الأردن تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، وبسبب موقعه الجيوسياسي قدره منذ التأسيس مواجهة تحديات مختلفة وكان يتغلب عليها بعزم قيادته الهاشمية ووعي شعبه، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، مشيرا الى سياسات عدوانية اسرائيلية متواصلة تجاه بلدنا ومحاولات تهجير قسري بمختلف الوسائل لفلسطينيي الضفة الغربية المحتلة باتجاه الأردن”.
وأكد أن المطلوب اليوم من مختلف مكوناتنا الاجتماعية والسياسية دعم الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن ثوابتنا الوطنية وتصديه للسياسات الإسرائيلية العدوانية واعتبار جلالته التهجير القسري للشعب الفلسطيني بمثابة إعلان حرب يستوجب التصدي له بكل قوة وعزم.
وأشار إلى أن مجلس الأعيان يدرك بأن هناك ملفات مطروحة على الساحة الوطنية تدور حولها نقاشات تحمل وجهات نظر مختلفة لكن الحوار حولها لا يكون في الشارع او بإصدار البيانات وإنما بالاحتكام للمنطق والحكمة والعقلانية في حواراتنا، وان نأخذ بالاعتبار عند نقاشها مصالح الاردن وواقعه الاقتصادي والجيوسياسي بعيدا عن أي حسابات جانبية أو مصلحية.
وأدى الأعيان، الدكتور بشر الخصاونة، والدكتور رجائي المعشر، وحسين هزاع المجالي، وخولة العرموطي، ومازن دروزة، وعبلة عماوي، والدكتورة سهاد الجنيدي، اليمين الدستورية امام المجلس، لغيابهم بعذر عن اجتماع أداء اليمين الذي عقده المجلس نهاية الشهر الماضي.
وتلا أمين عام مجلس الأعيان علي الزيود في بداية الجلسة، نص الإرادات الملكية السامية المتضمنة، فض الدورة العادية لمجلس الأمة اعتباراً من 11 نيسان الماضي، وإرجاء اجتماع مجلس الأمة ودعوته للانعقاد أمس الاثنين.
واستهل المجلس جلسته بتلاوة آيات من القرآن الكريم سندا للمادة 3 من النظام الداخلي لمجلس الأعيان.