د. رند أبو غنيمة: للقيادات النسائية قوة ناعمة على مستوى المنطقة 1/1
الراي-ملك يوسف التل
سيدات الأعمال العربيات يواجهن مصاعب جمّة
ضمن مقاييس الجرأة والقدرة على اتخاذ القرارات المتصلة بالشأن العام، احتلت سيدة الأعمال رند أبو غنيمة مكانها في قائمة أقوى نساء الشرق الأوسط، وهو تقدير تشعر رند أنه في معانيه يتجاوز التكريم الشخصي ويخاطب المستجدات الثقافية التي أصبحت تجد في النساء مصادر تميز واعتبار، تمنحهن ما هو جدير بهن من كفاءة قيادية.
سيرة التميّز التي حظيت بها د. رند فيها جزء من موروث العائلة والبيئة المنزلية التي وفّرتها لها أمها وشقيقها. لكن ذلك لم يكن ليأخذ إضاءته الكاملة دون الجهد الشخصي الشاق الذي جعل خريجة جامعة العلوم والتكنولوجيا تصل إلى هذه المستويات القيادية في مؤسسات دولية، وفي مجال تخصص نادر بالقطاع الزراعي. فالمرأة العربية عند ميدان الأعمال فإنها وكما تقول رند، تصطدم بصعوبات ومعيقات لا يعرفها إلاّ من اختبرها.
ليس مألوفاً للمنخرطين في المهن الزراعية والدوائية والتسويق أن يكون الرسم بين هواياتهم. لكنه عند رند هواية ترقى إلى مرتبة التخصص، ولعلّه واحدة من الاعتبارات التي جعلت شخصيتها مؤهلة للقيادة الحديثة بمرتبة القوة الناعمة للمرأة، على مستوى المنطقة.
ماذا تعني بالنسبة لك وللناس أن تكون د. رند أبو غنيمة واحدة من «أقوى» نساء الشرق الأوسط، حسب تصنيف سبق وقدمته إحدى المجلات المتخصصة.
ماذا تعني «قوة المرأة» في هذا السياق؟ وما هي الإضافات الإيجابية أو السلبية التي وقعت عليك جراء مثل هذا التصنيف؟
لقد عنى لي الكثير تصنيفي عام 2015 ضمن أفضل أو أقوى قيادات الشرق الأوسط وذلك لما يتميز به الوطن العربي من كفاءات متميزة وعلى مستوى عالمي. وشيء رائع جدا بان يُقدر المجهود المبذول في مسيرتي المهنية خصوصا ضمن الصعوبات التي تواجهها المرأة العربية في ميدان الأعمال.
بالنسبة لمعنى القوة كما بدا في سؤالك، ففي سياق الأعمال أعتقد انه مختلف عن معناه التقليدي المتداول بين الناس. فهو في السياق يعبر عن الجرأة والقدرة على اتخاذ قرارات ذات اثر ملموس على المجتمع والاقتصاد ضمن المنطقة التي تتم فيها أعمال الشركة.
هذا التصنيف أضاف لي الكثير, فقد فتح أمامي فرص عمل متعددة بالإضافة لتكريمي من الجامعتين التي تخرجت منهما. وفي نفس العام الذي حصلت فيه على هذا التصنيف تم تعييني في مجلس جامعة العلوم والتكنولوجيا لأمثّل خريجي الجامعة، وهذا ما أعطاني قوة، وهو بالتأكيد فرصة رائعة لرد الجميل لجامعتي.
- يُعرف عن رند أنها خريجة جامعة العلوم والتكنولوجيا، وأنها سيدة أعمال أردنية. لو نستذكر البيئة الاجتماعية والثقافية والعلمية التي نشأت بها، وكيف أفضت بك إلى مثل هذا التميّز في ضخامة المسؤوليات المهنية والعلمية وأنت في هذه السن الصغيرة؟.
لقد نشأتُ في بيئة وبين عائلة تشجع العلم وتسعى باستمرار للتميز، وهو ما كان له أثر كبير على مسيرتي العلمية والمهنية. بالإضافة لإيمان أسرتي بقدرة المرأة على التميز بجميع المجلات وهذا شكل لي حافزاً قوياً لتحدي صعوبات كثيرة في هذا الميدان.
ومن الجدير بالذكر أن تضحيات والدتي ودعم شقيقي وإيمانهما بقدراتي كان له الأثر الأكبر والدافع الأقوى لتحقيق أهدافي.
تنوّعت اختصاصاتك وتحدياتك وأنتِ تتنقلين بين شركات عالمية وإقليمية مثل جلاسكو ويونيليفر وهاينز إلى شركة مونسلتو المتخصصة بتكنولوجيا الحيوية والكيماويات الزراعية.
أين هي جاذبية العمل للمرأة في مثل هذا النوع من التخصص غير الشائع لدينا؟
لا شك أن لكل من هذه الشركات ميزاتها وتحدياتها التي أضافت الكثير لخبرتي وقدرتي على اتخاذ القرار. إدراة الأعمال بالمطلق تتطلب نفس المهارات حتى لو اختلف المنتج, فالقطاع الزراعي لا يختلف كثيراً عن قطاع الدواء أو غيره من القطاعات لإدارته, وبالتأكيد هنالك دائماً فريق عمل كامل ومتخصص لتحقيق الأهداف المرجوة ولا تعتمد على شخص واحد.
اما بالنسبة لجاذبية العمل في هذا الميدان فهي تكمن بالتواصل مع المجتمع كمستهلكين للمنتج النهائي (الخضار) ومعرفة احتياجات واختلافات كل سوق لانتاج الأفضل.
بماذا تختلف بيئات العمل النسائي في الشرق الأوسط عنها في الولايات المتحدة مثلاً؟ مبرر هذا السؤال هو ما سمعناه من اعترافات نسائية صارخة عن حجم التحرش بالمرأة العاملة عندهم؟.
لم أعمل خارج الشرق الأوسط حتى أحدد الفرق, ولكن طالما شعرت من زميلاتي في أوروبا وأميركا تشابه كبير بالتحديات كنساء في ميدان العمل وفي مناصب إدارية, كالتشكيك بقدرة المرأة على اتخاذ القرارات الصائبة لاتهامها انها عاطفية اكثر من الرجل. ولكن بالمجمل كنت أشعر أن الصعوبات متشابهة ولا نختلف كثيراً. أما بالنسبة لموضوع التحرش فلا اعتقد أنه لدينا نفس المشكلة بالشرق الأوسط لوجود ضوابط دينية واجتماعية وقيم نسعى دوما للمحافظة عليها. وبحمدالله أن جملة هذه الفضائل التي نتميز بها كعرب ومسلمين، مؤثرة بلا شك وتحد من أي سلوك سلبي بقدر كبير وبفارق.
معروف أن من بين خصوصيات عائلتك قُربهم، رجالاً ونساء، من العمل السياسي. أين انت من ذلك؟
لا أمت للعمل السياسي باية صلة.
مشاركة فنية خجولة:
تمارس رند أبو غنيمة الرسم كهواية، منذ صغرها، ضمن نشاطات المدرسة. تقول: مع تعدد المسؤوليات والضغوطات في العمل شعرت أنني احتاج لتنمية جانب فني مارسته في طفولتي وأحسست فيما بعد حاجتي إليه للتخفيف من هذه الضغوطات واستغلال وقت فراغي. فكانت البداية في عام 2012 من خلال عدة دورات لأتعلم الرسم على أيدي فنانين متخصصين لصقل موهبتي. وأستطيع القول إن مشاركاتي خجولة كهاوية في معارض مشتركة مع فنانين هواة مثلي, أحدهم في جاليري رأس العين في عام 2015 والآخر في معرض الاورفلي عام 2016.
افضل الرسم بالألوان الزيتية ولوحاتي موجودة في المنزل لأنني ما زلت كما قلت هاوية، واتمنى واسعى بجهد لأن اصل للمستوى الذي يؤهلني لعرض لوحاتي في معارض فنية متخصصة ان شاء الله.
وللمزيد عن رند فهي، تعمل مديرة تسويق تجاري في شركة باير العالمية حيث تولت قيادة عمليات شركة مونسانتو الضخمة بمنطقة الشرق الأوسط، لتقود بذلك واحدة من أقوى الشركات الأميركية في مجالات التكنولوجيا الحيوية الزراعية والكيماويات الزراعية، والتي يقع مركزها الرئيسي في ولاية ميزوري، والتي تم تأسيسها في 1901، لتقديم المنتجات الزراعية المساندة للمزارعين على مستوى العالم.
كما عملت مديرة تطوير الأعمال في شركة هاينز أفريقيا والشرق الأوسط، وفي مناصب مختلفة لدى عدد من الشركات العالمية المرموقة مثل شركة جلاكسو سميث كلاين، وشركة يونيليفر.
حازت رند على شهادة الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجا عام 1997, ودرجة الماجستير في ادارة الأعمال من جامعة نوتنجهام البريطانية عام 2003، وفي العام 2014 حازت على تصنيف ضمن قائمة «قيادات تنفيذية تحت الضوء» لتكون المراة الوحيدة ضمن القائمة على مستوى الشرق الأوسط.
كما وفي عام 2015 كانت بين «9» أردنيات في قائمة أقوى «100» سيدة عربية، وفق ما نشرته مجلة فوربس، وفي نفس العام صُنفت ضمن أقوى القيادات التنفيذية.