عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2019

الليكوديون سواء - بقلم: ران أدليست

 

معاريف
 
قبل نحو سنتين، في حديث بالصدفة في حفلة أجرتها “معاريف”، قلت لأحد ما ان ملفات بنيامين نتنياهو تؤدي الى نهايته. انه سيخرج مليونا شخص الى الشارع قبل أن يحصل هذا، قال الرجل ردا عليه. كان هذا قبل وقت طويل، في فترة الاعتداد التي قال فيها نتنياهو “لا يوجد شيء لانه لم يكن شيء”. قبل وقت طويل من نضوج الملفات الى لائحة اتهام، وبالطبع قبل أن يخطب نتنياهو خطاب الانتحار بشرف ضد جهاز القانون والقضاء.
وها هو، ليس فقط لم يخرج مليونا شخص الى الشارع بل حتى في داخل الليكود يثور تمرد هادئ من متفرغين سياسيين من الصف الاول. يدور الحديث اجمالا عن عملية تحلل سواء لنتنياهو ام لليكود، ليس لاني آمل لهذا ان يحصل – بل لأن هذا يحصل منذ الآن. وهذه المرة لم تعد هذه أزمة يخرجون منها معززين، بل صدع حقيقي في جبهة “فقط بيبي”.
إن اصدر الاشارة كان جدعون ساعر، وما يحصل هذه الايام يعلمنا كم هي سارية المفعول تهديدات نتنياهو الذي يسعى الى تحريض مؤيديه على كل من يبدي ذرة تمرد. والفزع الذي هاجم فيه نتنياهو مؤسسات القانون، التي تبحث بملفات بعض من متفرغي الليكود (دافيد بيتان، حاييم كاتس واعضاء مركز آخرين وفي محيطهم)، يفترض أن يذكر بعضا من اعضاء الحزب بانهم في الطريق الى ان يلتقوا ثنائيا واحدا واحدا رجال القانون اياهم، ومن الافضل الا يسارعوا الى الوقوف الى جانب الرجل الذي يهاجمهم. من هنا فصاعدا ستكون معاملة جهاز القانون والقضاء مع اولئك المتفرغين الذين وقعوا في انياب الآلة القضائية هي مثابة “انت ليكودي – فأنت بت مشبوها”.
وفي هذه الاثناء ما يزال تجمع اليمين يحفظ له الولاء ولا سيما الحفنة، رجال الصهيونية الدينية – القومية الذين يدافعون عن الفتى ممثلهم فمن مثله سيخدع العالم اياه بمناورات مثل دولتين واقوال مثل “توجد دول معتدلة في المنطقة تسند بقاءنا في المناطق”، و “ثقوا بي وبدونالد ترامب فمعا سنحمي ونعزز البيوت التي بنيتموها في المستوطنات”، وفي نفس الوقت يضيف بأن “الارهاب يمنع التسوية، الايرانيون على الجدران، اليسار يريد تدميرنا”، وباقي المعاذير.
لا ينبغي أن يكون لاحد هنا وهم بان ساعر او اسرائيل كاتس او أي مرشح آخر سيتصرف بخلاف نتنياهو. كلهم هناك يخضعون لرحمة تجمع اليمين. والامل هو ان وهم الوحدة بين أزرق أبيض والليكود أو التجمع سيقوض سياسة الحفنة الدينية – القومية. لقد أثبت ساعر منذ الآن – لفظيا على الاقل – بأنه متطرف بقدر لا يقل عن نتنياهو. وعند الحاجة حتى أكثر. فعندما كبح “عمليا، بالاقوال بنى بفم مزبد” البناء في المناطق، قال ساعر “سنواصل البناء في الاحياء اليهودية في شرقي القدس وفي المستوطنات، حتى في اثناء المفاوضات مع الفلسطينيين”. حملة “الجرف الصامد” كانت نباتية جدا في نظره (“وقف النار هو مهزلة”) – وبالاجمال الصراع بينهما هو على من سيكون الفتى المختار للحفنة.