عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-May-2019

كل أقرع فيها بفرع !! - محمد داودية

 

الدستور - «سوق الحكي مكتظةٌ بالبضاعة التالفة». ماجد شاهين.
«عندما تصبح الوطنيةُ مصدرَ دخل، تكثر أعدادُ الوطنيين». معتز ملكاوي.
 نعم. ثمة رغاء وثغاء من شباب اغرار، «ابطال وزعماء فيسبوكيين»، تَلبَّسَهم وهمُ، ان بيدهم صولجان القرار والتصعيد والتهبيط.
 بالطبع و بالقطع، انا لا اتحدث عن الحراك السياسي الوطني الراشد المسؤول، الذي هو حركة احتجاج طبيعية على الانتهاكات المتراكمة، ممن استغلوا امانة المسؤولية ومارسوا التربح والرشوة والفساد.
 الحراكُ الوطني المسؤول، جزءٌ من ادوات شعبنا الرقابية، التي كشفت الفساد وبهدلته ورزّلته، وألحقت بشخوصه عارا لا يُمحى، وأعدمت بعضَ اباطرته اخلاقيا ووطنيا وسياسيا. 
 أتحدث عن بعض انماط المعارضة الجديدة. 
لقد ولت تلك الايام. فقد كانت المعارضة زمان، دفع اثمان، حبس وفصل من العمل ومنع من السفر وحظر تولي مسؤوليات متقدمة. فجعلها معارضون مناضلون جدد، منصةً لقبض الأثمان وفرصةً لاحتلال الميكروفونات وتربعا في البراويز وتربحا، واعتلاء ساحات الرغاء على «اللايف» واراحة الضمير بتوقيع بيانات التنديد.
 يجب استمرار المطالبة بالحقوق واستمرار ربط الفساد بالرذيلة والانحطاط الأخلاقي، واعتباره طعنة غدر في ظهر كل مواطن.
 وبالمقابل يجب تطوير أدوات الرقابة الوطنية، بحيث تصبح تحوطا ومراقبة سابقة على مقارفة الفساد، لا لاحقة على ارتكابه. كي لا يصح فينا قول: اوسعتهم شتما وفازوا بالإبل.
ويجب تطوير ادوات الرقابة الشعبية، بحيث ينضوي الجهد الفردي- الممكن ان يقع ضحية الخداع والتضليل- في عمل مؤسسي يمتلك قدرة التأثير والحصول على البينات الصحيحة الدقيقة وتزويد مرافق المكافحة بها. 
 الزعيق والنعيق، والتهديد والوعيد، والتعدي على أمن الشارع وحركة المواطنين والسباب والشتم واعطاء انطباع ظالم عن بلادنا، يضر إضرارا بالغا بالمَصدرين المهمين للدخل الوطني وهما:
 1. الاستثمار الذي هو منجم الوظائف وماكينة توليدها.
2. السياحة التي هي ابرز مناجم العملات الصعبة والدخل. فقد ارتفعت مساهمة السياحة في الدخل الوطني بنسبة 1ر6 % في الثلث الأول من هذا العام، ليصل إلى 7ر1 مليار دولار، مقارنة مع 6ر1 مليار دولار للفترة نفسها من العام الماضي.
 نعم. في بلادنا أخطاء وخطايا تحتاج إلى الإصلاح. وفي بلادنا انجازات مذهلة، يجدر أن نعتز ونفتخر بها، وان لا نصغي للهدامين المفترين الذين ينكرونها وينتقصون منها.