عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jul-2019

وداعاً لليسار الإسرائيلي - عميحاي أتالي
 
اليسار الإسرائيلي يوجد في حالة انهيار: لا يوجد مصوتون، لا مقاعد، ولا مستقبل لشخصيات عامة نوعية.
قد يكون نتنياهو هو الذي يلقي بظلاله على كل الآخرين، وقد يكون هذا هو الجمهور الإسرائيلي الذي خرج جريحا من «أوسلو»، من الانتفاضة الثانية ومن ذلك الارتباط ولم يعد مستعداً لأن يشتري بضاعة إسرائيلية، وقد يكون هذا ببساطة اليسار نفسه الذي لا يجري إعادة انطلاق فكرية. السطر الأخير هو أنه حاليا على الأقل، ليس لليسار في إسرائيل مستقبل. فهو يحاول بقوة أن يقشط مقاعد من داخل الكتلة، وفي اليوم الجميل سينجح حزب العمل في أن يسرق مقعدا واحدا آخر أو اثنين من «ميرتس».
واذا لم يكن لليسار أيديولوجيا تنجح في أن تسحب وراءها الجمهور الإسرائيلي، فليس له مقاعد أيضا، ما يخلق أملا قليلا جدا حتى لمبعوثيه الجماهيريين. في الأغلبية الساحقة من السنوات منذ التحول في 1977 تولت هنا حكومات اليمين. وشخص شاب يدخل الى السياسة ملزم بان يرى لنفسه مستقبلا؛ حتى لو كنت اليوم أنا نائباً في الصفوف الخلفية للجنة سلامة الطفل، فلعلني اكون بعد أربع سنوات رئيس اللجنة. وبعد ولايتين يمكن لي أن احلم بان اكون نائب وزير السياحة.
انتبهوا لما يحصل للسياسيين في اليمين: موشيه كحون وجدعون ساعر يخرجان لبضع سنوات، ولكن لا نكف عن الحديث عنهما. وما أن يعودا، فإن الأول يحصل على حقيبة المالية والثاني على المكان الرابع في الانتخابات التمهيدية. كل هذا الموضوع يتعلق بالمعسكر السياسي الذي تنتمي إليه، ومن الواضح لنا أن ليس لليسار في إسرائيل أمل حقا.
خذوا شخصا مثل أرال مرغليت، المستثمر الذي جمع مئات الملايين من الاستثمارات في مجالات تنمي الاقتصاد، متبرع، مستثمر في دفيئات التكنولوجيا العالية في بلدات المحيط، ما الذي يحتاج المرء اكثر من ذلك؟ ولكنه يأتي الى حزب المدى الاقصى له هو ان يحصل على منصب رئيس لجنة رقابة الدولة. وبالتالي فان مرغليت سيبقى لولايتين تسحقان قواه، وسرعان ما يفلت إلى خارج الحياة العاصفة والمشوقة التي تنتظره في الخارج. كل هذا ذو صلة أيضا بزعماء اليسار في السنوات الأخيرة: بوجي هرتسوغ وتسيبي ليفني وحتى النائب الصغير نسبيا مثل ميكي روزنتال، كل هؤلاء فهموا بان لا مستقبل ووجدوا لانفسهم اهتماما أهم في الخارج. وحتى ايهود باراك، الذي يعود الآن بعد تجميد طويل، خرج لأنه لا يوجد طريق آخر. كم يمكن للمرء أن يكون دولابا خامسا في حكومات نتنياهو؟
ان اعتزال يحيموفيتش هو مسمار آخر في نعش اليسار الإسرائيلي. لقد قضت يحيموفيتش في المعارضة كل سنواتها الـ 13 في السياسة تقريبا رغم انها امرأة غنية القدرات، حادة، تقدم نموذجا شخصيا نادرا وصاحبة أجندة مرتبة أكثر من معظم السياسيين الآخرين الذين مروا هنا في العقود الأخيرة. قد تكون مشكلتها ومشكلة اليسار كله هي انه يوجد زبائن اقل يشترون هذه الأجندة.
 «يديعوت احرونوت»