عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2020

ضعف الطلاب باللغة الإنجليزية.. من المسؤول؟

 الراي- د. أماني الشوبكي

 
تطرق أبصارنا وعقولنا إعلانات على شاكلة «تعلم اللغة في ثلاثة شهور»، أو «سنة»، أو «سنتين"؛ أي إن تعلم اللغة خلال هذه الفترة ممكن ومتاح، مما يجعلنا نطرح استفهاما كبيرا: لماذا لا تكون 12 سنة دراسية كافية للطلبة حتى يتقنوا اللغة الإنجليزية.
 
ويلقى موضوع تدني المستوى التحصيلي عند الطلاب اهتماما كبيرا ونقاشاً دائماً عند الأهل والطلبة وبين المسؤولين عن العملية التعليمية.
 
كما تبيّن أن ضعف اللغة الإنجليزية هو تراكمي، إذ ينتقل الطالب من مرحلة إلى أخرى وهو يعاني من ضعف في القراءة والكتابة، الأمر الذي بات يؤرق الجميع ويُشكّل صعوبة في معالجة المشكلة بالطرق التقليدية في المراحل المتقدمة من التعليم.
 
الطلبة يشكون
 
سند الحويان طالب في الصف العاشر في أحد البرامج الدولية، يتحدث عن اختياره للتحويل إلى البرنامج الدولي بعد الصف السادس لشعوره بضعف اللغة الإنجليزية لديه من دراسته.
 
ويرجع الحويان ذلك لـ«عدم إعطاء المعلمين الأهمية الكافية للغة الإنجليزية، في الوقت الذي عندما يتخرج الشباب من الجامعات ويتقدمون للوظائف لا يحصلون على فرصة عمل جيدة إن لم يتقنوا اللغة الإنجليزية».
 
ويعزو سبب الضعف لدى طلبة البرامج الوطنية هو أن المنهاج الحكومي لا يضم إلا مادة اللغة الإنجليزية وتعطى كحصة واحدة فيما البرامج الدولية تعطي العديد من المواد باللغة الإنجليزية فيتحدث الطلبة في هذه الحصص باللغة الانجليزية.
 
الطالبة لما النمري تقول «اللغة الإنجليزية صعبة، لا يعلموننا المحادثة، ويركزون على تعليم القواعد، فأنا لا يمكنني تكوين جمل».
 
وتكمل أن مشكلتها تكمن في ضمائر اللغة الانجليزية واستخدامها في الجملة بشكل صحيح وأنها كلما تعلمت شيئا جديدا سرعان ما تنساه، مرجعة ذلك للأسلوب الذي يستخدمه المعلمون في الشرح وتعليم اللغة».
 
النمري عانت منذ طفولتها من ضعفها لعدم وجود أحد من أفراد اسرتها قادر على تعليمها وتدريسها لأنهم لا يتقنون اللغة، «ولا يوجد في بيتي من يستطيع أن يدرسني هذه المادة». يشتمل الاقتباس السابق على غالبية آراء الطلبة الذين يعانون ضعفا في اللغة الإنجليزية؛ وهم كثر.
 
سند اللوزي، طالب في البرنامج الوطني، يعاني من «رهاب» اللغة الإنجليزية، ويؤكد أن هذه اللغة تسبب له توترا لأنه لا يتقنها، في الوقت الذي يشعر أنه يحتاجها بشكل كبير.
 
اللوزي يتمنى لو أنه منذ طفولته حصل على تعليم جيد وأتقن اللغة حيث يشير الى ان معلمين الصفوف الابتدائية كانوا يتحدثون معهم باللغة العربية ولا يحاوروهم بالإنجليزية لذلك لم يعتادوا على سماعها بشكل مستمر.
 
إيناس العرموطي، تقول:"عندما تخرجت وبدأت أبحث عن وظيفة انصدمت بأن أغلب الشركات تبحث عمّن يتقن الإنجليزية بغض النظر عن التخصص».
 
وتوضح أن ضعفها باللغة الانجليزية وهي خريجة «نظام وطني» أضاع عليها الكثير من الفرص بالرغم من تقديرها الجيد بالجامعة.
 
أسباب تدني التحصيل
 
ويمكن حصر أسباب تدني مستوى الطلاب التحصيلي بعدد من الاحتمالات؛ منها ما يتعلق بالطالب أو بالمعلّم أو البيئة المحيطة به أو المنهاج الدراسي.
 
وتعرض ناديا عبدالله مديرة التدريس والتعلم ومديرة المدرسة الإعدادية في مدارس مونتيسوري الحديثة للصفوف من السادس الى العاشر وأيضاً تعمل رئيسة قسم اللغة الإنجليزية للصفوف من الأول الابتدائي الى الثاني عشر، لأسباب ضعف اللغة الإنجليزية عند الطلبة، وترجع ذلك إلى نمط الحياة.
 
كما تبين أن هناك عنصراً آخر مهماً جداً؛ هو أن بعض المعلمين يتحدثون بالعربية أثناء تدريس اللغة الإنجليزية؛ «فيكون الحوار باللغة العربية.. مما يضعف قدرة الطالب على التحدث والحوار».
 
وتبدي العبدالله حزنها لما نشهده في مجتمعنا من ضعف لهذه اللغة التي تم تقديمها إلى سن الرابعة في الأردن، وتقول:"إنه لأمر محزن أن تدخل أحد البنوك أو الشركات ولا تجد سوى شخص أو شخصين يمكنهم التواصل باللغة الإنجليزية».
 
وترجع تغريد الحجايا، المعلمة في مدرسة حكومية، هذه الإشكالية إلى «ضعف تأسيس الطلبة في المرحلة الابتدائية، التي تعد مرحلة مهمة في التعلم بشكل عام.
 
كما إن تعليم أي لغة يحتاج إلى «استخدام أساليب التعلم النشط لاكتسابها»، وهذا الأسلوب «مهمل تقريبا» في مدارسنا.
 
وتعتبر الحجايا أن هناك ثغرة تتمثل في «عدم تدرج المنهاج"؛ فهو «من الصف الأول إلى الرابع أغلبه سماعي، فيما الصفوف التالية تعتمد على النصوص واستخراج المعاني».
 
رنا المحتسب، معلمة في البرنامج الوطني في إحدى المدارس الخاصة ترجع أسباب ضعف الطلبة في اللغة الإنجليزية لعدم اعطائهم سوى حصة واحدة يومياً باللغة الإنجليزية.. وهذا لا يكفي برأيها.
 
كما أن «ضغط برنامج الحصص الدراسية، وبخاصة في المرحلة الابتدائية، من أسباب هذا الضعف».
 
استخدام اللغة
 
وتبين أنه من أجل تعلم لغة يجب «أن تكون جزءاً من حياة الشخص ويجب أن يكون لدى الطلاب كتاب بجانبهم يقرأونه كل مساء، بالإضافة إلى دفتر لكتابة المدخلات اليومية.
 
وتؤكد عبدالله أنه وبدون ممارسة للغة، لن يتم التمكن منها أبدا. وهذا ينطبق على جميع اللغات، وليس الإنجليزية فقط.
 
وترى الحجايا كذلك أن اللغة تحتاج للممارسة، ولذلك فإنها تلجأ أحيانا إلى قراءة المادة عبر الغناء، وترى أن هذا الأسلوب يساعد في ترسيخ المعلومة لدى الطلبة.
 
حلول مقترحة
 
ومن هنا يأتي الدور الأكبر الذي يقع على عاتق الأهل والمعلم في إيجاد البدائل والحلول التي تتناسب مع حلّ المشكلة، بالاضافة إلى المسؤولية التي تقع على الطالب نفسه، وفق العبدالله.
 
وتعرض العبدالله لأبرز الحلول لمثل هذه المعاناة ومن أجل إثارة الطلاب حول تعلم اللغة؛ إذ من المهم تزويد المعلمين بالأدوات اللازمة للقيام بذلك..
 
حيث يحتاج المعلمون إلى «استخدام مواقع الويب والموارد بناءً على الأبحاث الحالية التي ستمكّن الطلاب من حب اللغة».
 
وتنبه إلى ضرورة أن تتذكر المدارس أيضا أنه «ليس كل طالب يتعلم بنفس الوتيرة، كما يحتاج المعلمون إلى التفريق في فصولهم الدراسية لتلبية احتياجات جميع المتعلمين».
 
ومن أجل القيام بذلك «يجب أن تكون أحجام الفصول الدراسية أصغر، ويجب أن يتم تدريب المدرسين وأن يجري تطبيق مناهج أكثر تمايزا للّغة».
 
بالإضافة إلى ذلك، تحتاج المدارس إلى التأكد من أن جميع معلميها مجهزون لتدريس اللغة الإنجليزية، وهي مشكلة رئيسية في قطاع المدارس..
 
إذ غالبا ما توظف المدارس تخصصات اللغة الإنجليزية الذين ليس لديهم شهادة في التعليم. وهذا يخلق فجوة في التدريس والتعلم. وتلفت إلى أن أحد العناصر الرئيسة التي تختلف بين المدارس الخاصة (والدولية بخاصة) والمدارس الحكومية هو «طريقة تسليم المحتوى.. فلغة التدريس مهارة ولا يجب حفظ عناصرها».
 
وكذلك تبين أن الطلبة يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على ربط ما تعلموه داخل الفصل الدراسي بحياتهم العملية، وحفظ المحتوى فقط يحد من ذلك.
 
وتشرح بالقول: «عندما يكون الطلاب على دراية بما يتعلمونه، يمكنهم التواصل والتواصل بطلاقة. لكن ما يحدث الآن هو العكس تماما في المدارس الوطنية أو العامة..
 
إذ يجري تعليم الطلاب الحفظ والتحدث بالوقت الذي يكون الكثير منهم غير قادرين على التواصل باللغة الإنجليزية لأنهم «لم يتعلموا مهارة التحدث بل مهارة الحفظ».
 
وتقترح المحتسب اختصار نصاب المعلم من الحصص إلى النصف، على أن يلتزم بتكثيف الأنشطة التفاعلية الخاصة باللغة الإنجليزية.