عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2025

الأسعد لـ"الغد": الدراما قوة ثقافية واجتماعية تعكس روح المجتمع وذاكرته

 الغد-أحمد الشوابكة

 حذر الفنان والنقيب السابق ورئيس اتحاد المنتجين الأردنيين، ساري الأسعد، خلال حديثه لـ"الغد"، من أن استمرار التراجع في صناعة الدراما الأردنية سيؤدي إلى فقدان الهوية الوطنية على الشاشة، مؤكدًا أن الدراما ليست مجرد ترف، بل قوة ثقافية واقتصادية واجتماعية حقيقية تعكس المجتمع وترسخ ذاكرته.
ولفت الأسعد إلى أن الدراما الأردنية كانت يوما ما نموذجا عربيا يحتذى به. أعمال مثل الكف والمخرز، الطوفان، العقاب، والعفراء لم تكن مجرد مسلسلات، بل كانت وثائق ثقافية حية توثق حياة الناس اليومية بكل تفاصيلها: الفلاح، المرأة البدوية، المثقف، الطفل، وكل طبقات المجتمع. هذه الأعمال صنعت وعينا الجمعي وأرّخت لمرحلة ذهبية في تاريخ الفن الأردني، ووضعت الأسس لدراما أصيلة تستند إلى الواقع والحياة اليومية، معبرة عن هموم الناس وآمالهم وأحلامهم.
ووفق الأسعد؛ هناك أعمال جديدة تحاول مواصلة هذه المسيرة، مثل عرس الصقر، الرصيف البارد، تراب المر، وأحلام ملونة، وهي تمثل جيلا جديدا من الدراما الأردنية، في المزج بين الأصالة والحداثة، لكنه الحاجة إلى دعم حقيقي، تمويل، ورؤية استراتيجية واضحة لإعادة المشهد إلى مكانته الطبيعية. هذه الأعمال تحمل روح الحياة اليومية، لكنها تحتاج إلى البنية الإنتاجية الصحيحة لتصبح مرجعية ثقافية كما كانت الأعمال التاريخية.
وأشار الأسعد الى أن المواهب موجودة، لكن البيئة الإنتاجية ضعيفة، الميزانيات محدودة، والتخطيط شبه معدوم، مما يؤثر على الشباب المبدع ويهدد استمرارية صناعة الدراما.
 التعاون بين القطاعين العام والخاص، بحسب الأسعد، ضروري، فلا يمكن للدراما أن تنهض بدون تكاتف حقيقي ودعم مالي مستمر، إنشاء صندوق وطني لدعم الدراما، إعادة تفعيل مؤسسة الإنتاج التلفزيوني لتكون حاضنة للأعمال الوطنية، وايضا تطوير برامج تدريبية للشباب المبدع. كل هذا ضروري لتأسيس بيئة إنتاجية مستدامة، تسهم في رفع مستوى الإنتاج الفني وتحافظ على أصالة الدراما الأردنية.
وتابع الأسعد ان الأعمال التي تنبض بالوجدان المحلي، مثل عرس الصقر الذي يعكس صراع العادات والتحولات الاجتماعية، والرصيف البارد الذي يكشف برودة العلاقات وسط زحمة المدينة، وتراب المر الذي يعبّر عن مرارة الواقع، وأحلام ملونة التي تمزج الأمل بالخيبة، هي استمرارية طبيعية للأعمال التاريخية مثل الكف والمخرز، وتمثل جسرا بين الماضي والحاضر، وقادرة على تجاوز حدود المحلية والوصول إلى الجمهور العربي والعالمي لأنها تنبض بالصدق والإنسانية.
كما أن هناك نوعا آخر من الأعمال يجب التركيز عليها، وفق قوله، مثل المسلسلات التي تحكي قصة وطننا وتاريخنا، وتوثق الملاحم البطولية لأبناء الأردن وفلسطين على ثرى أرضنا. هذه الأعمال ذاكرة حية للشجاعة والصمود والانتماء، تبرز تضحيات الأجيال التي صنعت تاريخنا. 
وحول دور اتحاد المنتجين الأردنيين، قال الأسعد إن الاتحاد يسعى لوضع خطة متكاملة لإعادة بناء صناعة الدراما الأردنية، تشمل برامج تدريب وتأهيل، دعم الإنتاج المحلي، شراكات مع المنصات العربية والعالمية، ومراقبة جودة الأعمال لضمان صدق المحتوى وقيمته الفنية. واضاف، "هدفنا أن تعود الدراما الأردنية إلى مكانتها الثقافية وأن نستعيد ثقة الجمهور المحلي والعربي بها". وايضا إنتاج أعمال تاريخية ووطنية جديدة تجسد البطولات الوطنية، وتبرز قيم الانتماء والفخر بالوطن.
"إنقاذ الدراما الأردنية ليس رفاهية بل مسؤولية وطنية"، يقول الأسعد، فحين ننقذ الدراما، ننقذ هويتنا الثقافية، ونمنح الفنان الأردني فرصة، ونثبت أن محليتنا هي جواز سفرنا إلى العالم، ونروي للعالم قصص بطولات أبناء وطننا، فـ"الفن والدراما وسيلتنا للحفاظ على تاريخنا وتراثنا وإلهام الأجيال القادمة".