وصفي رجل الدولة ... ما زال طيفك حاضرا*د. عدنان مساعدة
الدستور
تسع وأربعون سنة مضت على رحيل شهيد الوطن والأمة وصفي التل االحاضر في ذاكرة الوطن والأمة... فلله درك أيها النجم الذي مازال ساطعا على إمتداد تضاريس هذه الأرض من سفح شيحان الى تل اربد ومن معان الأبية الى مرتفعات جلعاد والسلط ومن بيادر وادي السير الى سهول جوارة ومن شيح المفرق وقيصومها الى وادي الريّان ....ما زال طيفك ووقارك الوطني الصادق حاضرا أمام أعيننا أيها النبيل الأسمر الذي رويت الأرض بعرقك لتنبت زرعا يانعا وعزا وكرامة وقمحا وزيتونا وسوسنة واقحوانا ومجدا
أي وصفي ، ....أيها المسافر الذي لم تغادر خطاك أرض هذا الثرى الذي أحتضنك بدفء وحنان وكانت بارة بجسدك الطاهر كما كنت بار بها فولدت حرّا أردنيا وعربيا أبيّا وعشت طودا شامخا في سماء هذا الثرى الذي أحببت وفضاءات قضايا الأمة التي أردت لها الخير والنهضة، كما كنت عاشقا لوطنك ومخلصا لرفيق الدرب راحلنا حسيننا العظيم فكنت السند والظهير له ورجل المواقف والمهمات الصعبة للدفاع عن كرامة الوطن وسيادته التي كانت عنوان مسير حيانك المليئة بالتضحية والفداء كما هي مليئة بالانجاز الحقيقي والعطاء، ولم يكن في فاموس نهجك التسويف والتأجيل بل الحزم والرأي السديد، ولم يتجرأ أحد في زمنك أن يتهاون في واجب أسند اليه، ولم يكن وجود لمتقاعس في مؤسسات الوطن، وساهمت في بناء منظومة حقّة تعرف وتدرك ماذا يعني الوطن؟ كما كنت بحق مشروع نهضة وطني وسعيت إلى بناء قوة متماسكة نظيفة قادرة على مواجهة كل المؤمرات التي تريد النيل من عزيمة الأردن الهاشمي الوجه والعربي الرسالة.
وأن رصاصات الغدر الجبانة التي أطلقتها أيادي أشباه الرجال المرتجفة ونفوسهم المنهزمة المهزوزة التي نالت من جسدك الطاهر، وهؤلاء المرجفون الذين ما زالت فرائصهم نرتجف أمام صدق نهجك وصفاء سريرتك تجاه وطن غال بذلت دمك رخيصا لأجله دفاعا عن مشروع النهضة الحفيفي الذي كنت تحمله في فكرك الكبير وضميرك اليقظ الحي تجاه أمتك، وتجاه وطنك الأردن الذي رسخّت فيه النهج المؤسسي المسؤول. نعم أبا مصطفى كنت رجل الدولة وحملت الأهداف العالية والغايات السامفة تجاه أردن الكرامة من يوم مولدك وحتى استشهادك حيث ما زالت وستبقى صورنك النقية المهابة محفورة في ذاكرة الأردنيين والشرفاء من أبناء الأمة، ومضيت الى رحاب الله الأوسع من رحابنا على درب الشهيد الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه.
لك الخلود يا وصفي وللغادرين الذين وجهوا رصاصات الغدر والخيانة إلى جسدك الطاهر الخزي والعار وإلى يوم يبعثون، وستظل قطرات دمك الطاهر نبراسا لكل المخلصين وقصة ترويها الأجيال أن الأرض الأردنية تفديها أرواحنا ودماؤنا لتبقى أرض هذا الثرى عصية على كل الحاقدين. فنم قرير العين فقد عشت أبيّا مرفوع الهامة لم تهادن باطلا ولم تخفض جناحا لمعتد أثيم وكنت الوفي لهذا التراب الذي عشقت، كما كنت سندا وعونا لأغلى الرجال حسيننا العظيم الذي عرف معادن الرجال الصادقين الأوفياء، وسلام عليك مع الخالدين في مقعد صدق في عليين، وسلام على كل من يسير على نهجك بصدق انتمائه لثرى الأردن الطهور، وحمى الله الأردن أرضا وإنسانا ومقدرات، ودام جلالة مليكنا عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى عنوان سيادتنا ورمز هويتنا سيدا وقائدا، وحفظ الله سمو ولي العهد الأمين.