عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Sep-2019

ذكرى عاشوراء في العراق… قتلى وجرحى إثر حوادث تدافع واختناق

 

بغداد ـ «القدس العربي»: أحيا ملايين الشيعة في العراق، أمس الثلاثاء، مراسم زيارة عاشوراء في محافظة كربلاء، وعموم المحافظات العراقية، ضمنها العاصمة بغداد، وسط سقوط ضحايا إثر حوادث تدافع واختناق.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، أمس مقتل 16 شخصا وإصابة 75 آخرين، إثر حوادث تدافع واختناق في كربلاء جنوبي البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر في بيان إن «16 شخصا استشهدوا وأصيب 75 آخرون في الحادث».
وأشار إلى أن هذه الحصيلة ليست نهائية، ومُرجح ارتفاعها.
مصدر أمني مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أشار إن 31 شخصا لقوا مصرعهم، وأصيب عشرات في انهيار ممشى أثناء مراسم عاشوراء في كربلاء.
وانطلقت مراسم الزيارة، كما في كل عام، بخروج ما يعرف محليّاً بـ«مواكب التطبير»، التي تعدّ واحدة من الشعائر المختلف عليها لدى علماء الشيعة.
وجراء «الطبير»، سجّلت دائرة صحة الرصافة (شرقي العاصمة بغداد)، نحو 400 حالة إصابة، توزعت على المستشفيات، إذ استقبلت مستشفى الشهيد الصدر في مدينة الصدر 135 حالة، والإمام علي في مدينة الصدر 115 حالة، والشيخ زايد 56 حالة».
ووفقاً لبيان حكومي، فإن «مستشفى الزعفرانية استقبلت 53 حالة، والكندي 20 حالة، ومستشفى ضاري الفياض ست حالات، ومستشفى المدائن حالة واحدة».
 
90 ألف زائر
 
في السياق، أعلن قسم الإعلام والاتصال الحكومي في محافظة كربلاء، أن 90 ألف عربي وأجنبي نزلوا في فنادق كربلاء خلال زيارة عاشوراء.
وحسب البيان فإن «عدد الزوار العرب والأجانب النزلاء في فنادق المحافظة بلغ أكثر من 90 ألف زائر عربي وأجنبي»، مبيناً إن «عدد الفنادق التي شغلها الزوار بلغ 799 فندقاً»، لافتاً إلى أن «عدد وسائل النقل المشاركة بخطة نقل الزائرين وصل إلى أكثر من 13 ألف وسيلة نقل، فضلا عن 10 قطارات».
وتزامناً مع الزيارة، تسابقت القوى والشخصيات السياسية على إصدار بيانات صحافية ربطت بها المناسبة بإجراءات الإصلاح ومحاربة الفساد ومواجهة الظلم، وذلك قبل حادثة سقوط قتلى بالتدافع في كربلاء.
رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، قال في بيان له، «نستذكر الواقعة من أجل التمسك بسيرة أهل البيت الكرام وبمعاني الفداء والتضحية والثبات على المبدأ ومواجهة الظلم والفساد وكل ما نادى به ودافع عنه واستشهد من أجله الإمام الحسين عليه السلام على طريق الهداية والإصلاح والقيم الإنسانية السامية».
وأضاف أن «أرض العراق التي تتشرف باحتضان الأجساد الطاهرة لشهداء الثورة الحسينية تستقبل ملايين الزائرين الذين يحيون هذه الذكرى من داخل البلاد والدول العربية والإسلامية ومختلف دول العالم وتحتضنهم مدينة كربلاء المقدسة في مشهد ليس له نظير من البذل والكرم وحسن الضيافة التي يتميز بها شعبنا الكريم».
وتابع : «لا بد أن نشيد بجهود أجهزتنا الأمنية وبتعاون جميع تشكيلات قواتنا المسلحة لحفظ الأمن والاستقرار، وندعوهم إلى المزيد من اليقظة وتوفير كل ما يساعد الزائرين على أدائهم لشعائرهم بأمان وإطمئنان، كما نشيد بالمتابعة الميدانية للوزراء والمسؤولين في الحكومة المحلية والأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية، إلى جانب جهود وزارات الدولة ومؤسساتها الخدمية والمتطوعين للخدمة واصحاب المواكب وبتعاون المواطنين في الالتزام بالتعليمات التي تهدف لتحقيق انسيابية الحركة وتأمين مراسم الزيارة».
 
تسجيل 400 إصابة في بغداد جراء «التطبير»… وسياسيون يربطون المناسبة بالإصلاح
 
في الأثناء، عدّ رئيس الجمهورية برهم صالح إن انتصار العراقيين على تنظيم «الدولة الإسلامية»، «جسّد» لمحةً من قيمِ ثورةِ الإمام الحسين»، مشيراً إلى أن «العراقيينَ قاتلوا الإرهابَ وانتصروا عليه، ليأكدوا أن وِحدَتَهُم للدفاعِ عن وجودِهم ومستقبلِ أبنائِهم هي امتدادٌ طبيعيٌ لحضورِهم الممتدِ في عمقِ التاريخ».
وأضاف، خلال مشاركته مراسيم عاشوراء في جامع برزنجة في كردستان العراق، «استحضار قيم شخصية متفردة عبر التاريخ مثل إمامِ الأحرار، يستدعي الحديثَ عن أخلاقياتِه الإسلاميةِ ومثُلِه الإنسانيةِ في تخطي التحدياتِ الجسيمةِ وكيف قدّم نفسَهُ الزكيةَ فداءً لرسالتِه الإنسانيةِ، واستبسالاً من أجلِ قضيتِه، حيث تحولتْ كربلاء بعد استشهادِه الى منارة للمعاني الانسانيةِ الخالدةِ التي جسَّدَها مجموعةٌ من المؤمنين في لحظةٍ فاصلة في التاريخ، وكتب لها البقاءُ في النفوسِ الى الأبد».
وأضاف: «حريٌّ بنا استلهامُ معاني ودروسِ هذه الثورةِ الفكريةِ والإنسانيةِ العظيمةِ من أجلِ إرساءِ قيمِ العدالةِ والمساواةِ والنزاهةِ في واقعِنا الحالي، فبلادُنا بأمسِّ الحاجةِ الى تكاتفِ أبناءِ شعبِنا وتوحِدهُم من أجلِ الإعمارِ والاصلاح»، لافتا «لقد كان تصدي العراقيينَ لإرهابِ داعش والانتصارُ عليه، لمحةً من قيمِ ثورةِ الحسين، فالاعتدالُ ورفضُ الغلوِّ والتشددِ ومواجهةُ القهرِ والاستبداد، كلها معانٍ دافعَ الحسينُ وصحبُه (عليهِم السلامُ جميعاً) عنها وهُم يغرسونَ اجسادَهم في ارضِ كربلاءَ شواهدَ ودروساً للأجيال».
وتابع: «لقد قاتلَ العراقيونَ عرباً وكرداً وتركماناً مسلمين ومسيحيين وإيزديين وصابئة الإرهابَ بكلِ بسالةٍ نيابةً عن العالمِ وانتصروا، وتكاتفتْ جحافِلُهُم بمختلفِ الصنوفِ العسكريّةِ من الجيش والحشد والبيشمركه، والدعمِ الذي شَهِدوه أيضاً من المواطنين المدنيين، ليؤكدوا أنَّ وِحدَتَهُم للدفاعِ عن وجودِهم ومستقبلِ ابنائِهم هي امتدادٌ طبيعيٌ لحضورِهم الممتدِ في عمقِ التاريخ».
وأشار إلى أن «الحسينُ يدعونا دائماً وابداً الى الحريةِ والخيرِ والارتفاعِ بالوعيِ الى مستوى التحدي السياسي والاجتماعيِّ الراهن، ونبذِ العنفِ وحبِ الوطنِ واستكمالِ مشروعِ الإصلاحِ الذي بدأهُ الحسينُ في الأمةِ بقولِه (إنما خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ)»، مبينا أن «العراقُ أرضُ الأنبياءِ والأولياءِ والصالحينِ وسلامتُه أمانةٌ بأعناقِنا جميعاً، وحفظُ أمنِه واستقرارِه وازدهارِه وكرامتِه واستقلالِ قرارِه الوطني هي أولوياتٌ ومسؤولياتٌ بعاتقِ كلِ مواطنٍ باختلافِ درجةِ المسؤولية».
كذلك، قدَّم رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، تعازيه ومواساته إلى الشعب العراقي والأمة الإسلامية بذكرى استشهاد الإمام الحسين.
 
مبادئ العدل والحرية
 
وقال في بيان: «بهذه المناسبة الأليمة نستلهم الدروس والعبر والمعاني الإنسانية السامية التي سطرها الإمام الحسين بثورته دفاعًا عن مبادئ الحرية والعدل بوجه الظلم والاستبداد، فهي ثورة الإصلاح وتغيير الواقع».
وأكمل: «نستذكر في هذه الذكرى الأليمة شهداء العراق الأبرار الذين ضحوا بحياتهم؛ من أجل استعادة أرض الوطن وتحريرها من عصابات داعش الإرهابية»، مثمّناً «جهود القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها وصنوفها وكل الجهات التي أسهمت في تأمين الزيارة وتقديم الخدمات وتوفير الأجواء المناسبة للزوار الكرام».
أما زعيم ائتلاف «دولة القانون»، والأمين العام لحزب «الدعوة الإسلامية»، نوري المالكي، فرأى أن «الواقع يضم جبهتين؛ الأولى جبهة الحسين، والثانية جبهة يزيد»، داعياً إلى «رصّ الصفوف وترك جزئيات الاختلاف».
وقال في بيان له: «ثورة الإمام الحسين كانت ومازالت ثورة للإصلاح في كل زمان ومكان، ونحن اليوم جميعا مدعوون للسير على هذا المنهج الإصلاحي الذي أراده الامام الحسين عليه السلام، وأن يكون منهجا لكل المصلحين أينما وجد خلل أو انحراف عن المبادئ والحقوق التي كفلها الله سبحانه وتعالى للانسان لضمان حقه في العيش الحر الكريم والفوز بخير الدنيا والآخرة».
وتابع: «نحن اليوم نعيش ذكرى فاجعة كربلاء ندعو الجميع إلى استلهام المواقف والعبر من هذه الثورة العظيمة وأن تكون منطلقا في التصدي لمقاومة قوى الاستبداد والانحراف، والعمل على حشد جميع الطاقات لمواجهة التحديات التي يتعرض لها العراق».
وأشار إلى أن «يوم عاشوراء وما فيه من مواقف بطولية جهادية تضحوية يدعو جميع المؤمنين والأحرار الى رص صفوفهم وتوحيد كلمتهم ومواقفهم ويتركوا جزئيات الاختلاف، لأن الواقع فيه جبهة الحسين وجبهة يزيد، وليعلم أنصار الحسين أن معركة الطف مستمرة ولَم تتوقف حتى ينتصر الدم على السيف في كل ميدان يتصارع فيه خط الشهادة وخط الغدر والجريمة».
وخلافاً للمواقف السائدة، وصف رئيس تحالف تمدن النائب، فائق الشيخ علي، العراق بانه «بلد إجهاض دعوات الإصلاح».
وقال في «تغريدة» له على «تويتر»، إن «دعوات الإصلاح في العراق مستمرة، ولكنها لم تتحقق.. لماذا؟».
وأضاف: «منذ خروج الإمام الحسين للإصلاح في أمة جده، لم تخرج لقتاله جيوش بني أمية في مكة والمدينة، أو في الطريق، إنما تركوه ليصل إلى العراق، لأنهم يعلمون أن العراق بلد إجهاض دعوات الإصلاح بامتياز».