عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Apr-2021

عصفور الشرق العربى.. المفكر الكبير د. علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب (3-1)

 الراي-حوار: حاتم عبدالهادى السيد

 
 
د.علاء عبد الهادي شاعر من جيل السبعينيات، وناقد أكاديمي، ومفكّر مصري بارز، دكتوراة الفلسفة في النقد الأدبي من أكاديمية العلوم المجرية، عن رسالته في الأدب المقارن: «تجليات الأداء والعرض في التراث العربي القديم ونظرية النوع». له أربعة عشر عملا شعريّا، وعشرة كتب نقدية وفكرية، وعشرة كتب نقدية قام بتحريرها، هذا فضلا عن العديد من الترجمات عن الإنجليزية والمجرية؛ إلى جانب مئات الدراسات والمقالات النقدية، والثقافية، والفكرية، وهو يشغل منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، ورئيس الجمعية المصرية للأدب بالمقارن، ورئيس الجمعية المصرية للشعريات المقارنة، وعضو المجلس الأعلى للثقافة،وعضو مجلس إدارة نادي القلم الدولي، وعضو لجنة الخمسين لصياغة الدستور، وعضو المجلس الأعلى للصحافة، وعضو لجان تحكيم جوائز الدولة للنيل والتفوق والتشجيعية»، ورئيس مجلس أمناء جائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري، وجائزة فؤاد حداد العربية للشعر العامي.. وغيرها. حاز د. علاء عدة جوائز مصرية وعربية منها: الجائزة الدولية للشاعر المجري (فوشت ميلان) من أكاديمية العلوم المجرية، عام 1999م، قلادة مهرجان العنقاء الدولي في دورته الثانية عام 2008م، وجائزة أبو القاسم الشابي الشعرية في عام 2009م. كما أختير أمينا عاما للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عام 2019م. ولقد أصدر العديد من الدواوين الشعرية منها: ديوان » لك صفة الينابيع يكشفك العطش» 1987، «حليب الرماد» 1994،"من حديث الدائرة،"دراما شعرية نثرية"1994،"أسفار من نبوءة الموت المخبّأ 1996، «سيرة الماء» 1998، «الرغام» 200، ديوان"معجم الغين» 2007،"النشيدة 2003، «شجن» 2003، «مهمل تستدلون عليه بظلّ» 2007، ديوان: «إيكاروس: أو في تدبير العتمة.. حكايات شعرية» 2016. وله العديد من الأعمال النقدية والفكرية بالعربية وبالإنجليزية منها:كتاب"بلاغة اللاوعي الإبداعي"الشعر نموذجا؛"الشعرية المسرحية المعاصرة:حول اتجاهات ما بعد الحداثة في العرض المسرحي»، «تجليات الأداء في التراث المسرحي العربي قبل عام1847م"بالإنجليزية»،"النوع النووي: نحو مدخل توحيدي إلى حقل الشعريات المقارنة"ترجم إلى الفرنسية»،قصيدة النثر والتفات النوع»،"الشعر والأنتروبيا،"دراسة في الفوضى وعمل المصادفة»،"التطهير المسرحي بين النظرية والأثر: قراءة في شعرية بريخت المسرحية »، «قراءات في السرد النسوي»، «العولمة والهوية: صناعات الهوية ونقض فكرة الأصل»،"ثلاث دراسات ميتا- نقدية.. وغيرها. وترجمت أعماله الشعرية وعدد من أعماله النقدية إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والإيطالية والتشيكية والمجرية والألمانية والروسية والرومانية والسويحلية وغيرها.
 
د. علاء عبد الهادي، أبدأ بسؤال عن الوضع العالمي القائم كيف ترى تأثيرات جائحة كورونا على الثقافة والإعلام؟
 
من البدهي –في أثناء أية جائحة إنسانية وما بعدها- أن تظهر أنماط سلوكية جديدة فردية وجماعية لها تقاطعاتها المشتركة والمتشابهة على الرغم من تعدد ثقافات أصحابها وقومياتهم، وذلك على المستويات الصحية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمعرفية، والثقافية، ولهذا أثره الكبير على الرسالة الإعلامية دون شك. وأظن أنني لا أعدو الحق لو قلت إن جائحة كورونا كانت اختبارًا مريرًا لسياسات العولمة أوضحتْ هشاشة بنياتها، بل إن القرارات التي اتخذتها الدول الكبرى بالإغلاق، والانكفاء على الذات، بعد المضاعفات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تسببت بها الجائحة على مستوى بلدانهم، أصبحت هذه القرارات مؤشرًا له دلالات مهمة لم تزل في حاجة إلى الكثير من الرصد والبحث والدراسة بعد أن ظهر واضحًا للعالم بأسره نقص مناعة النظام العالمي الجديد على المستويات العلمية والاقتصادية والخلقية. وكان من أهم آثارها هو دعم قوة التكنولوجيا الرقمية وحضورها على المستوى العالمي، وكان من مظاهر ذلك ذيوع التسوق والدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والخدمات الحكومية الإلكترونية، والعمل من البيت، والبث الشبكي، والتعليم عن بعد، والرعاية الصحية عن بعد...إلخ. كلّ هذه السلوكيات الجمعية على المستوى الدولي كانت داعمة لسرعة التحول الرقمي في حياتنا اليومية المعيشية، بل إنها جعلت الكثيرين يعيدون التفكير في خياراتهم السابقة المرتبطة بسلوكهم اليومي والمعيشي.
 
وما آثار ذلك؟
 
نعم، دعونا نعترف بملاحظة مهمة تسهم الآن في تفكيك سلطة الشكل الإعلامي المعتاد المعتمد على النشر الورقي أو البث المرئي والإذاعي، تتلخص هذه الملاحظة في الاتساع الهائل لشعبية الممارسة الإعلامية والأدبية اللصيقة بالنشر الإلكتروني لأفراد محترفين وغير محترفين -في عصر الشبكات- بسبب الزوال التدريجي لاحتكار الإنتاج الإعلامي والثقافي من خاصة ثقافية وأعلامية، هذا الزوال الذي يرجع إلى تطور الوسائط البصرية –الهاتف المحمول والحاسوب بخاصة- التي غيرت شروط التبادل الثقافي للسلعة الإعلامية، على نحو خلق شروط مشروعية جديدة، وعمّمها لصالح تواصل إنساني لا يخضع لشروط الإنتاج الإعلامي بمركزياته القديمة، ولا ينتمي إلى الرسالة الإعلامية المعتادة، وإلى تقاليدها النوعية. وهو تحدّ جديد يواجه الشكل المدرسي للإعلام، وحدوده التقليدية المرتبطة بالشاشة المرئية وبالمذياع وبمركزيات البث والسيطرة على ما يسمى المجال الإعلامي المخصوص الذي كان تحت سيطرة الدول المركزية من قبل. وقد تسبب هذا التغيير، في ربكة البنيات الإعلامية الرسمية الراهنة، فعلى الرغم من نقص كفاءة هذه السلع الإعلامية والثقافية وضعف مصداقيتها على مستويات الرسالة وصوغها ومصداقيتها من جهة، فإنها نجحت بهذه العيوب كلها في أزاحة عدد كبير من العراقيل التي كانت تمنع منح هذه الكتابات شرعيتها، وتحجبها –بناء على ذلك- عن التداول لصالح محترفين إعلاميين كانوا يتحكمون في السوق الإعلامي، عبر خلق احتياجات خاضعة لشروط سلطة تاريخية وإنتاجية ونوعية وأيديولوجية ما، ولأثر اجتماعي أو طبقي، يملك الرأسمال النوعيّ والأيديولوجي، الرمزيّ، الذي يريد تعميمه، أو تسليعه، من جهة أخرى. وأحد أهم أسباب هذا هو التطور الهائل للوسيط الجديد –الهاتف المحمول بخاصة- الذي تنقل من خلاله الرسالة، وربما لا أعدو الحق لو قلت إن الوسيط الآن بات جزءا من الرسالة إن لم يكن الرسالة نفسها!
 
وهل كان للجائحة إيجابياتها أيضًا؟
 
نعم، لم تكن لهذه الجائحة سلبيات فحسب، بل كانت لها إيجابياتها أيضًا ومنها وحدة الشعور الإنساني بالخطر، مع إدراك الأوساط العلمية بأهمية التعاون العلمي الدولي المشترك. بالإضافة إلى إعادة الاهتمام بقوة بموضوع البيئة والمحافظة على مناخ الكرة الأرضية. والانتباه إلى موضوع المسؤولية العلمية الذي قد يدفع العالم كلّه تكلفة باهظة في حال تهاون دولة واحدة مع متطلبات البحث العلمي وإجراءاته وأخلاقياته. بالإضافة إلى الشعور الجمعي على مستوى عالمي -متعد للقوميات- بالحاجة إلى عقد اجتماعي بشري جديد في مستهل مرحلة جديدة نتوقعها ونطلق عليها العالمية أو ما بعد العولمة وليس العولمة. من المؤكد أن هناك تغيرا مهما في طريقه للتأثير بعد أزمة كورونا على مستويات ثلاثة: الأول ما سيطرأ على طبيعة النص الإعلامي من تغيير، والثاني ما يرتبط بالوسيلة الإعلامية وتخلصها التدريجي من المحيط التقني الخاص بطرائق البث المرئي والإذاعي القديمة. والثالث يرتبط بالمتلقي وطرائق تقبلّه للخطاب الإعلامي الجديد بوصفه متلقيًّا قادرًا على إنشاء بثه الخاص أيضًا. وذلك بعد تفكيك الاحتكار والذيوع النسبيين للبنى الإعلامية القديمة ومركزياتها وذلك من خلال الذيوع الهائل لاستخدام المحمول بوصفه وسيلة إعلامية مهمة تجاوز الشاشة المرئية والمذياع والجريدة دون منازع!
 
لفترة تزيد على ثلاثة عقود كنت على رأس المثقفين الذين أداروا أهم جمعيات ونقابات فكرية في مصر، كاتحاد كتاب مصر، والجمعية المصرية للنقد الأدبي، ورئاسة الجمعية المصرية للأدب المقارن، والجمعية المصرية لدراسات النوع، ونادي القلم وغيرها، ما معنى القيادة؟
 
-أهم ما في القيادة هو أن تستطيع أن تشارك حلمك مع الآخرين! وأن تسعى معهم إلى تحقيقه مبتدئًا بترتيب الأولويات بعد تحديدها. من المهم أن ندرك نقاط ضعفنا ونجاوزها لتتحول إلى نقاط قوة متصدين في ذلك لكل الملفات الشائكة والمفتوحة. قد يشكو الإنسان من تحد هنا أو إحباط هناك لكن أهم ما في القيادة هو ترتيب الأولويات، والاهتمام المخلص بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من خلال الشورى والجهد المشترك، ربما يستصغر الإنسان القليل اليومي مما يقوم به لكن القليل المتراكم كثير، الشعور بالنقص هو مبدأ الكامل، والنفور من الضعف والتراخي، هو السبيل إلى القوة، والركون إلى العقل والتخطيط هو بشير النجاح..