عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Feb-2020

حكاية المدرسة الطيفية والتشكيلي السعودي سعد العبيد

 

الجوف - الدستور- جلال الطالب - ارتسمت ملامح الفن التشكيلي، بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، في بدايات الستينيات من القرن الماضي، خلال إقامة بعض المعارض الشخصية و الجماعية، ومنذ ذلك الحين اكتسب المشهد التشكيلي السعودي تنوعا يميل للتميز عن المحيط الخليجي، وذلك يعود للمخزون الثقافي والحضاري في السعودية ذات المساحة المترامية الاطراف، ولما تحمله من ارث فلكلوري متعدد ،وتضاريس طبيعية متنوعة لتلهم الفنانين على الإبداع.
والفنان التشكيلي السعودي سعد بن عبدالله العبيّد أحد افرازات هذه الارض الطيبة، وهو من جيل الأوائل للحراك التشكيلي السعودي، الذين أخذوا على عاتقهم خدمة وتأسيس الحركة التشكيلية السعودية بشقيها التنظيمي والابداعي.
تمكن التشكيلي سعد العبيد في مسيرته الفنية، التي امتدت لما يزيد على 50 عاما، من البحث والتنقل بين مدارس الفن التشكيلي عابرا كالرياح العابرة، بل كان أشبه بالإعصار الذهني المزمجر في بحور الالوان وتجسيداته، فبانت معالم أمواجه على شاطئ المدارس الفنية، وأنتج لنا مدرسة عربية جديدة تجلت من قلب صحراء جزيرة العرب، يفخر بها الحاضر قبل المستقبل وهي» المدرسة الطيفية «،التي لم تأت مصادفة أو ضربا من ضروب الحظ، بقدر ماكانت نتاج عمل دؤوب امتزج بين القدرة الفنية والبحث المعرفي والتأمل البصري، فكان العبيد كالبحّار مسافرا في محيطات الألوان، يتفحص بحور السريالية ويتزود من اعماق الواقعية ويرسو في مواني الانطباعية ويغفو على انغام الرمزية، وعندما يتوه بين ناطحات الأمواج يرمق السماء مرتجيا خالقها الخلاص تارة، وتارة أخرى يتفكر في معالمها؛ فالتفكر والتأمل هاجسا ذاته الأخرى في تفحصه الاشياء والبحث باللا مرئي، أكان بكينونة الشمس حين تجتاح السماء بعد المساء،أو.بتشكيلات الغيوم حين يرسمها الهواء.
جُل تلك المحطات والوصوف نجدها حاضرة في لوحات العبيد، التي جسدها بفرشاة أفكاره متحرراً من هيمنة عقله الباطن، الذي لطالما كان يؤدلج الكثير من الفنانين من حيث لا يعلمون ليراوحوا مكانهم على مر السنين، بيد ان العبيد يرتكز بلوحاته على مخزونه المعرفي، الذي استقاه من بين دفتي كتاب،ليرتشف المتلقي بعينيه معالم الأفكار متجانسة مع رشاقة طيف الالوان، حين ينساب الى صخور الأرض من سحاب المطر، كنوته موسيقية منقوش عليها «المدرسة الطيفية».