عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Mar-2021

«جناية» منصور عباس..أو لماذا فكّك القائمة «المُشترَكة»؟*محمد خروب

 الراي 

أيا كان عدد المقاعد التي حازتها القائمة المشتركة في انتخابات الكنيست «24» التي انتهت للتّو، خصوصا بعدما اجتازت القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس, الذي قاد عملية تمزيق القائمة المُشتركة بتواطؤ مكشوف مع الفاشي العنصري نتانياهو, فإن ذلك لن يُسهم إلاّ في تسويد صفحة الحركة الإسلاموية/الجناح الجنوبي. هذا الجناح الذي افتعل مُشكلة مع شركائه الثلاثة في المُشتركة، بعد نجاحات «المُشتركة» التي وصلت ذروتها في انتخابات الكنيست/23 عندما حازت 15 مقعداً, وكانت احتمالات حصولها على 16-17 مقعداً أمراً متاحاً وربما مؤكداً, لو بقيت على تماسكها ولم يأخذ منصور عباس على عاتقه مهمة تفكيكها وإضعافها، ليس لأن قائمته تشكّل بديلا عن المُشتركة (بل هي اقل شأنا بكثير)، بل أسهَم بدفع نسبة من فلسطينيّي الداخل لعدم الذهاب لمراكز الاقتراع, رغم ما بذله أركان المُشتركة من جهود لتشجيعهم على ذلك. كون «المؤامرة» الي نسجها عباس مع نتانياهو استهدفت ليس فقط منح نتانياهو وحزبه الفاشي/الليكود فرصة الحصول على مقعد او اكثر, وانما خصوصا بثّ الملل لدى فلسطينيي الداخل ودفعهم للإنكفاء, وهو ما حصل عندما لم تتجاوز نسبة التصويت 50% بعد ان كانت 65% في انتخابات الكنيست/23 مفيد الإضاءة على المبررات التي افتعلها منصور عباس كي يُقوّض, المشتركة بعدما باتت رقما يصعب تجاوزه في المشهد الصهيوني, خاصة بعد انتخابات الكنيست 23 وحصولها على 15 مقعداً، ما اوقع الاحزاب الصهيونية بكافة تشكيلاتها في معضلة، إذ بدونها لا يمكن قيام إئتلاف حكومي/حزبي ما لم «يحظ» بدعمها, سواء من داخل الحكومة أم من خارجها. وكان حزب كاحول/لافان (ازرق/ابيض) أول مَن واجَه هذه المعضلة, عندما حاز على 33 مقعداً وكان شعاره «إلاّ بيبي» اي استبعاد نتانياهو عن رئاسة حكومة جديدة. ما عنى حاجته الى دعم «المشتركة», عندها رفض غانتس «فرصة» كهذه ولم يتردّد لفرط سذاجته, في الذهاب لعناق نتانياهو, ما أسهم في تفكيك تحالف كاحول/لافان والباقي تفاصيل معروفة, حولت غانتس في الانتخابات الأخيرة الى كتلة متواضعة لا تحوز سوى 8 مقاعد.
 
منصور عباس.. الذي رفض توقيع اتفاق فائض الأصوات مع المُشتركة. «عاب» عليها انها تضع القضية الفلسطينية على رأس اولوياتها, فيما هو يُطالِب بالتركيز على مطالب جمهور فلسطينيي الداخل الخدمية والمطلبية, وهو هنا يلتقي مع «كل» الاحزاب الصهيونية التي تسعى بلا كلل منذ النكبة, لتمزيق عُرى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية وفي الشتات، كي يصبحوا مجرد اقلية بلا طموح ولا اهداف او هوية وطنية/قومية تروم تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.
 
في السطر الأخير.. يبدو أن منصور عباس بعد حصوله على خمسة مقاعد مُصِرٌّ على المضي قُدما في مشروع التماهي مع الخطاب الصهيوني العنصري الإستيطاني، بدلالة تصريح ادلى به بعد تجاوز كتلته نسبة الحسم, وإعلان: أنّ «القائمة مُستعدّة للتعاون والتفاوض مع كل طرف من الطرفين، بما في ذلك «الليكود» بقيادة نتانياهو.
 
فهل ثمة شك ان الرجل لم يقم بتفكيك «المُشترَكة»...عبثاً؟