عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-May-2019

الحواجز في قلندیة وبیت لحم - بقلم: عمیره ھاس
ھآرتس
 
الصوت الفرح عبر الھاتف بشر بـ ”لقد تمت المصادقة لي مرة اخرى على الذھاب إلى إسرائیل.
وذھبت“. المتحدث كان جزءا من مجموعة من ابناء الـ 55 وما فوق من منطقة بیت لحم، الذین
التقیت معھم في شھر شباط الماضي. حسب الإجراءات التي اتبعھا الجیش قبل بضع سنوات فانھ
بدء من ھذه السن، الذكور الفلسطینیون معفیون من الحصول على تصریح شخصي من اجل
الدخول إلى إسرائیل، إذا اظھر الحاسوب في الحاجز أن الشباك لم یضع علیھم اشارة ”اكس“ ھم
یدخلون. والنساء فقط من سن الخمسین. وحسب ما یقول المتھكمون: الفلسطینیون ھم الوحیدون في كل العالم الذین یتمنون أن یصلوا الى سن الـ 50 والـ 55.
الرجال الذین التقیت معھم في شباط قالوا إنھ في تشرین الثاني 2018 كل واحد منھم وصل في
الصباح الى حاجز بیت لحم كالعادة ”وفي الحاسوب تبین فجأة أنھ ممنوع. الجندي قال یجب علیك
العودة“. جمیعھم قالوا ”طوال حیاتنا عملنا في إسرائیل منذ سن صغیرة“ وتساءلوا ”طوال حیاتنا لم
نفعل أي شيء (ولم نكن متورطین في أعمال ضد الاحتلال – الكاتبة) وفجأة في عمر الستین ھل
سنبدأ في فعل ذلك؟“. أو بصیغة اخرى ”اولادنا لم یفعلوا أي شيء وغیر متورطین في شيء فلماذا
یمنعون دخول الأب؟“. احدھم قال ”نحن من الجیل الذي لدیھ اصدقاء في إسرائیل (في الفترة التي
سبقت سیاسة الاغلاق والفصل التي تشكلت بموازاة عملیة اوسلو – الكاتبة) ویریدون زیارتھم“.
شخص آخر قال إنھ عندما طلب مرافقة مریض الى مستشفى في شرقي القدس لم یسمحوا لھ لنفس سبب المنع.
لقد حددنا أن نلتقي في مكان علني، في ساحة كنیسة المھد. جمیعھم رفضوا في البدایة الكشف عن اسمائھم وبعد ذلك وافقوا. ولكنھم طلبوا أن تبقى الاسماء سریة. احدھم قال إن ھناك ألف شخص على الأقل مثلھم. لقد اتعبوھم في مقابلات مع ممثلي ادارة التنسیق والارتباط في مكاتبھا في غوش عصیون. طلبوا منھم تقدیم طلب خاص لالغاء المنع (بالعربیة، استرحام)، اعطوھم ارقام ھواتف للاتصال والاستیضاح. لقد فقدوا الوقت والأمل ولم یتغیر أي شيء. ”كان ھناك من تم الغاء منع دخولھم. فلماذا لا یتم الالغاء عنھم“، تذمروا. في تلك الفترة نشاط ”محسوم ووتش“ سجل المزید من
الحالات المشابھة لاشخاص بالغین تحولوا الى ممنوعین من الدخول فجأة.
التفسیر الذي سمعتھ من الإدارة المدنیة حول الخطوة العقابیة التي تم اتخاذھا ضد ھؤلاء البالغین
ھي أنھ مسموح لھم العبور في الحواجز فقط بعد الثامنة صباحا، بعد أن یخف ضغط العمال. رغم
المنع المعروف للجمیع، إلا أنھم انطلقوا مبكرا وزادوا الضغط في ساعات حاسمة. الافتراض أنھم
كانوا في الطریق الى ”العمل الاسود“ الذي لا یبلغ فیھ المشغل عنھم. أو أنھم أملوا أن یجدوا مشغل
أو مقاول كھذا، لكن الاعفاء من تصریح الدخول الشخصي لیس بدیل عن تصریح الدخول القائم
على عمل ممأسس حسب القانون، قالوا في الادارة المدنیة.
لیس صدفة أن المشكلة ثارت في الاساس في حاجز بیت لحم المعروف ایضا باسم ”معبر 300”
ومعبر قبة رحیل. خلال سنوات من التقاریر والصور من ھذا الحاجز، وان كان لیس فقط منھ، اتضحت حالة وضع مخجلة لآلاف العمال الذین ینتظرون طوال ساعات قبل بزوغ الفجر في مسار ضیق طویل (نصف كم تقریبا) ومسور مثل قفص من اجل أن یستطیعوا المرور والوصول في الوقت الى العمل في إسرائیل. القضبان فقط ارتفعت بعد أن حاول عدد من المنتظرین تسلقھا من اجل الوصول إلى مقدمة الطابور. التقاریرى- المتراكمة والشھادات الموثقة لم تغب عن انظار المسؤولین عن الحواجز وعلى رأسھم وحدة منسق الاعمال في المناطق.
الفلسطینیون الذین لدیھم تصاریح دخول إلى إسرائیل ملزمین بالمرور في فحص وتسجیل عبر 13
حاجزا توجد من شمال الضفة الى جنوبھا. الحواجز – سواء كانت مكتظة أم لا – ھي احد التعبیرات المادیة على نظام الفصل ووجود نظامین قانونیین بین البحر والنھر: الإسرائیلیون غیر مطلوب منھم تصریح وفحص من اجل الدخول الى الضفة الغربیة. اساس الضغط في ساعات الصباح، حظر على الدخول المبكر للبالغین كان أحد الوسائل لتقلیل الضغط في تلك الساعات، لكنھ لیس الاساسي. منذ سنوات یتحدثون في وزارة الدفاع عن اقامة نقاط عبور جدیدة. أكثر ودیة لمن یستخدمونھا، لكن التخطیط والتنفیذ كان بطيء. في آذار قیل لي إنھ عندما سیتم افتتاح نقطة العبور
المتطورة في بیت لحم ( في نیسان ھذه السنة) سیتم الغاء حظر دخول البالغین وإن كان لیس
الزامھم بالعبور فیھا بعد الساعة الثامنة. وھذا ما حدث، كما أكد لي الصوت الفرح لمحدثي من
منطقة بیت لحم.