عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Apr-2024

هل اجتياح رفح بات قريبا؟*لما جمال العبسه

 الدستور

من المفارقات المضحكة المبكية التساؤل عن اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني مدينة رفح جنوب قطاع غزة على اساس ان آلة التدمير الصهيوامريكية لم تصل بعد الى هذه المدينة المكتظة بالسكان الذين يزيد عددهم على المليون وربع، على اعتبار ان هذا الاجتياح سيكون بريا، وان الضربات التي تتلقاها المدينة يوميا من قبل مسيرات العدو الصهيوني ليست سوى مداعبة وان اعداد القتلى لم يصلوا بعد الى الرقم المطلوب لدى هذا العدو المتوحش.
رئيس وزراء الكيان المزعوم اشار بوضوح في كلمته المغمسة بالكذب خلال عيد الفصح اليهودي ان مفاوضات اطلاق سراح السجناء والمحتجزين باءت بالفشل وبالطبع حمل حركة حماس المسؤولية نظرا لانها تطالب بحقها وهذا لا يروق لهم ويرون هذه المطالب غير منطقية ولا مقبولة، كما ان ملامحه اظهرت الاصرار على هذا العدوان بعد تصدير معونات جديدة له من قبل الولايات المتحدة الامريكية ويرى انها تفي بغرض هذا الهجوم البري، ويعلن جيش الكيان عن ان خطة الاجتياح باتت جاهزة، على اعتبار ان هناك بندا فيها معني بإخراج المدنيين والعزل للتقليل من عدد القتلى بحسب زعمهم، وتمكينهم من القضاء على اخر معاقل المقاومة هناك.
المضحك في هذا الامر رغبة الادارة الامريكية بتصديق هذه الاكاذيب والتي على رأسها حماية ارواح المدنيين، على اساس ان من سيرحل خارج المدينة الى الشمال لن ينال نصيبه من القتل المتعمد من قبل الجيش الصهيوني، اما المضحك الاخر فهو تكرار نفس الجمل تفكيك المقاومة والقضاء عليها على اساس انها انهت معاقلها في وسط وشمال القطاع، واخيرا وليس اخرا، انتزاع رغبة الغزي في الدفاع عن وطنه من خلال عدم ترك مجال لوجود المقاومة في القطاع بعد انتهاء هذه الحرب الاجرامية عليه.
وليأتي بعد ذلك تعليق من الرئيس الامريكي بانه من غير المعقول ان تكون الدولة اليهودية الوحيدة في العالم مهددة او ان العالم لا تضم خارطته دولة يهودية، متناسيا ان مبدأ العولمة الرئيس، ومفاهيم الديمقراطية تبتعد كل البعد عن الانتماء الديني.
مسكينة رفح الصغيرة التي ينتظرها ما ينتظرها من قتل وتدمير وتهجير، مساكين القاطنون فيها من اطفال وهم مقاومو المستقبل، والنساء وهن من يجلب هؤلاء الى الدنيا، والشباب الذين بات عدد لا يستهان به منهم يعاني من اعاقات جسدية مؤلمة، عدا عن التدمير والهدم الذي من المتوقع ان لا يترك الا النزر القليل وراءه.
ما يعادل اكثر من قنبلتين نوويتين القيتا على القطاع خلال هذا العدوان النازي، ولم يشف غليل الصهاينة ومن يؤازرهم، وهم بالمناسبة يتذرعون بذراع باتت ضربا من النكت السمجة التي لا تروق للسماع وما عادت الا كالخنجر الذي يوجه نحو حاسة السمع، فكل ما يحدث لم يثبت بعد طاغية الصهاينة بنيامين نتنياهو ورغباته الشاذة للبقاء في الحكم اكبر قدر ممكن ليفلت من السجن، والاطالة في السباحة في بركة دماء الغزيين لا تزال تشكل له طوق النجاة من مصيره المحسوم.
السؤال المعاد والمكرر باستمرار..الى متى هذا السكوت العالمي على هذه المجازر غير المسبوقة؟ ألم يلاحظ هؤلاء الدمويون ان كل طلقة نار ومع اي حجر يسقط نتيجة العدوان تزداد صلابة المقاومة بمفهومها الواسع وهو الشعب الفلسطيني بأكمله في كل المناطق؟، الا يرون بأن هذه المقاومة تتجدد الروح فيها مع كل شهيد يسقط ودمعة ام مكلومة على ابنائها، وان الايتام خلف هذا الطغيان ينتظرون اللحظة التي سيكبرون فيها لعودة حقها المسلوب و الثأر لكرامتهم التي يحاولون هدرها.
كان الله بعونهم وصبّرهم على هذا البلاء واشفى قلوبهم وقلوبنا بنصر قريب مؤزر من الله.