عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jan-2020

في فترة الخطوبة.. هل “الوعود الكاذبة” تدمر العلاقات؟

 

ديمة محبوبة
 
عمان–الغد-  “الصدق نجاة”.. مقولة رائجة بين الناس، لأهميته في حياتنا، لا سيما حماية أي علاقة بين الأشخاص، وهذا ما يؤكد عليه الخبراء، فهو طريق الصواب للنجاة من الفخ الذي يقع به العديد من المقبلين على الزواج، إذ يجنبهم خيبة الأمل عند إنهاء العلاقة قبل الارتباط. ولأن كثيرا من المرتبطين يتعمدون أحيانا إعطاء وعود كاذبة لتجميل العلاقة برأيهم، إلا أن ذلك سيتم اكتشافه سريعا، وسيساهم في زعزعة الثقة بين الطرفين، لذلك يتوجب على كل واحد منهما أن يكون صادقا عندما يتحدث عن ظروفه، وبذل ما يستطيع لإنجاح هذه العلاقة.
سمر علي تبين أن ارتباطها كتب له الفشل، رغم أنه دام لأكثر من عام ونصف العام، إذ تعرفت على الشاب من خلال إحدى قريباتها، مبينة أنه كان دائم الوعود، الأمر الذي دفعها للشك، هل يستطيع تنفيذها جميعا؟ أو جزءا منها؟
وبالرغم من أنها فتاة لا تنسب نفسها لفئة الفتيات “المتطلبات”، لكنه، كان يصر أن لا يترك لها مجالا لطلب أي شيء تحلم به أي فتاة في خطبتها أو زفافها، وكان يرسم لها حياة وردية قادمة، لكن على أرض الواقع، جميعها أوهام لم يستطع تحقيق أبسطها.
وما زاد الطين بله، على حد تعبيرها، أنه عندما يسألها ذووها عن بعض التفاصيل تكون إجابتها ما قاله هو، لكن الواقع مغاير تماما، فيضعها بموقف محرج أمام أهلها، ما جعلها تفكر كثيرا بأن تنفصل عنه، ليس لأن ما يحدث أقل ما يقال، لكنها اكتشفت عدم صدقه معها، حتى في تاريخ الزواج الذي حدده بنفسه، ما جعلها تشعر بأنها إن استمرت بهذه العلاقة ستخسر كثيرا.
ويتحدث الخبراء عن الإنطباع الأول في العلاقات وأهميته، بأن مشروع الزواج يعني مشروع العمر ليس مرحلة وتذهب من حياة الشخص، واستمراريتها بحاجة للصدق.
يقول خبير الاجتماع الأسري مفيد سرحان، “التصرف على الطبيعة، ووضع ما يملكه الشخص من مقومات اجتماعية ونفسية ومادية بين يدي خطيبته أو العكس، هو أساس هذه العلاقة، بعيدا عن الكذب والزيف، فأحيانا يلجأ الخطيب أو الخطيبة لإظهار أجمل ما عندهم أو حتى أمورا ليست لديهم حقيقة، ما يجعل الحياة معقدة فيما بعد”.
ويؤكد أن على الشباب التعامل مع الخطبة بجدية كبيرة، والحفاظ عليها وتجاوز الخلافات بين الطرفين، وأن لا تظهر لعائلة الطرفين، ومحاولة حلها بين الشريكين.
مرام الخطيب، والتي انفصلت عن خطيبها بعد شهرين، لم تترد لحظة في الموافقة عليه، فهو شخص طيب وكريم ومحب، وتحدثت معه أكثر من مرة بأنها ما تزال متمسكة به، غير أن وعوده الكبيرة أمام عائلتها وضعها بموقف محرج أمامهم، إذ كان يصارحها بينه وبينها أنه لا يستطيع أن يلتزم أبدا بما كان يقوله أمام عائلتها، لكن يريد أن يظهر أمامهما بشكل يليق بها.
وتضيف أن لا شيء كان يجبره على الكذب وإعطاء وعود لا يستطيع تنفيذها، وبعد ذلك يضعها بموقف محرج مع والديها، خصوصا عندما تبدأ بالدفاع عنه أمامهما، وتبرير مواقفه.
اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع يبين أن فترة الخطوبة تزرع المحبة بين الشريكين، وأهم ما يميزها الصدق والكلمة الواضحة والصراحة والاخلاص واحترام مشاعر الآخر، لافتا إلى أن العلاقات الاجتماعية وتعارف العائلات على بعضها يعتبر أمرا مهما، لكن ما يحدث بين المخطوبين يجب أن يبقى بينهما، إلا إذا كانت مشكلة يتوجب على الأهل أن يعرفها، ويعملون على حلها مبكرا.
ويؤكد أن التسامح والمحبة والتغاضي عن الزلات الصغيرة وتقارب وجهات النظر والأهم اتباع الصدق، يعتبر المنجي الأول والأخير في العلاقات، وترك الاختيار للطرف الآخر، لكن الصدق هو الأساس.
ويوضح، على سبيل المثال أن الشخص الذي لا يستطيع أن يفي بوعوده ويتعمد الكذب، فإنه يضر بالعلاقة ويكتب نهايتها، لذلك عليه أن يكون صريحا من البداية.
في حين يبين اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة أن الكثير من المخطوبين يحاولون كسب الآخر لصفهم، وكأنها معركة ويجب الخوض بها، مؤكدا أن الحياة قائمة عن الحب والتراضي والصدق، ما يجعل العلاقة متينة، ولا يمكن التخلي والتنازل عنها سريعا.
ويؤكد مطارنة أن الكذب هو أساس أي خراب في العلاقات بين الأهل الأصدقاء المتزوجين والخطاب، وسيكتشف عاجلا أم آجلا، وممكن أن ينهي أكبر علاقة، لذلك يقال أن الصدق منجاة بين البشر ويديم العلاقات، مع مراعاة الحديث والحوار وشرح الأفكار بالطريقة الصحيحة.