الراي
خروج الاردنيين يوم الجمعة قبل الماضي عن بكرة ابيهم، قبل لقاء مليكهم مع الرئيس الأميركي، جاء ليعلن الاردنيون من خلاله التفافهم حول قائدهم عبدالله الثاني ابن الحسين ومساندتهم لجلالته في محادثاته الصعبه مع الرئيس الأميركي، كما شكل هذا الخروج رسالة للعالم كله وللرئيس ترامب مفادها ان عبدالله الثاني يمثل شعبه وكل احرار أمته، وانه يرتكز على شرعية شعبية وتاريخية.
ليأتي خروج الاردنيين الثاني من كل مدنهم وقراهم ومخيماتهم وبواديهم يوم الخميس الماضي لاستقبال قائدهم العائد مظفرا من معركة دبلوماسية شرسة، لتأكيد رسالة يوم الجمعة التي سبقت القمة الاردنية الاميركية، وقد وصلت الرسالة بدليل ان الرئيس ترامب خرج في رسالة متلفزة للاشادة بالاردنيين، وللاعتراف بعظمة قيادتهم، لذلك فان ما حدث بين يومي الجمعة والخميس يجب ان يتحول الى اساس نبني عليه المزيد من الإنجازات الوطنية الاردنية في المرحلة القادمة، ولا نسمح بان يتحول الى فزعة آنية، وهبة شعبية عابرة، فنرتكب بذلك خطأ آخر بحق وطننا وقيادتنا.
والبناء على ما انجز يحتاج الى مؤسسات واجهزة تعي دورها الوطني الرسالي، يقودها رجال رساليون، يؤمنون بهذا الوطن وبدوره ورسالته ويبنون على الإنجاز.
وحتى نبني على ما انجز، علينا ان نبقي الوعي الاردني مستيقظا على حقيقة اننا نواجه سلسلة من المخاطر والتحديات والتهديدات، التي نحتاج لمواجهتها الى ان نكون في حالة يقظة وتحفز وروح معنوية عالية، وان نتمسك بوحدتنا وهويتنا الوطنيتين، وكل ذلك ظهر واضحا جليا في خروجي الجمعة والخميس المشهودين.
وحتى نحقق هذه اليقضة وهذا التحفز علينا ان نستحضر دائما صور تاريخنا الاردني المشرق بعيده وقريبه، خاصة صور انتصارات وتضحيات جيشنا الباسل، ودوره كبوتقة انصهار وطني، وكذلك دوره في صناعة التحولات الاجتماعية والتنموية، كجزء من ابراز انجازاتنا الوطنية، وهو الابراز الذي من شأنه ترسيخ وحدتنا الوطنية، والثقة بمؤسسات دولتنا الاردنية.
لتحقيق هذا كله وغيره فإننا نحتاج الى خطاب اعلامي وثقافي وديني متوازن، بعيدا عن الانشاء، والجمل المعادة المكررة، خطاب يحمل رسالة تعبوية توعوية، بصورة غير مباشرة، خطاب يعرف بالإنجاز، خطاب يرتفع الى مستوى الانجاز الملكي.