عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

حملات مشبوهة على المذاهب الفقهية - د.حسان ابوعرقوب

 

الدستور - عانت المذاهب الفقهية في عصرنا لهجمات شرسة، والجامع المشترك بين هذه الهجمات المتعددة هو تشكيك المسلمين بهذه المرجعية الفقهية الراقية، ودعوتهم للتخلي عنها، ومن ثم يصبح الدين هوى متبعا، ليتخذ الناس رؤوسا جهالا يفتونهم بغير علم، فيضلونهم عن سبيل الله تعالى.
ومن هذه الهجمات الدعوة إلى ترك المذاهب بالكلية، وحرمة الانتساب لمذهب بعينه، بحجة أن المذاهب اجتهاد بشري غير معصوم، وأن على المسلم أن يتخذ من الكتاب والسنة مرجعية له؛ لأنها معصومة. ووصل الأمر ببعض من تأثروا بمثل هذه الدعوات أن يقول لمن خلفه من المصلين: هل أصلي بكم صلاة الشافعي أم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ من باب الطعن على الشافعي الذي يحمل لقب (ناصر السنة)، وهل كان الشافعي (ناصر السنة) يأتي بصلاة من عنده وهو الذي توفي (204هـ) أي أنه من سلف هذه الأمة وخير القرون، كما أنه تلميذ الإمام مالك إمام أهل المدينة؟ فهي عملية يتم من خلالها اغتيال شخصية أئمة هذه الأمة وعلمائها. وقد انحسرت هذه الموجة بكوارثها التي نتجت عنها ولله الحمد.
ثم جاءت من بعد ذلك موجة لا تقل سوءا، ولكنها أكثر نعومة، فهي تشير إلى فضل المذاهب الإسلامية، ولكنها تحصر ذلك في زمانهم، أي أنها ما عادت تصلح لهذا الزمان، وخرجت دعوات مشبوهة لفقه جديد من خلال تجديد الفقه الإسلامي، والغريب أن هذه الدعوات كانت من أناس لا علاقة لهم بالعلم الشرعي أصلا. وكان من أبرز نتائجها: الدعوة إلى مساواة الذكر والأنثى بالميراث، وتخلص الزوجة من ولاية زوجها، وإلغاء الحدود بدعوى تعارضها مع الإنسانية، وإعطاء مفهوم جديد لعورة الرجل والمرأة يكشف أكثر مما يستر، ويعطي مفهوما جديدا للصلاة والصيام والزكاة،...الخ. فالنتيجة النهائية لهذه الدعوة الناعمة هي هدم الدين من أساسه.
فالدعوة الأولى كانت تحمل في جنباتها الطعن على الأئمة، مما يهدم النموذج والقدوة في حياة الناس، أما الدعوة الثانية  فهدفها هدم الدين من أساسه بإظهار دين غربي جديد معاصر بلا حدود.