عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jan-2020

اللغة العربية.. حجر الزاوية في البناء التكاملي للأمة العربية - محمد عبدالجبار الزبن

 الراي - لغتنا العربية.. منها تنبع المودة، وبها يحلو الوصال، وعلى دربها مشاعل النور بالعلم والمعرفة، ينظر إلينا الناس نظرة إعجاب ونحن ننطق بلغتنا العربية الجميلة، فيحق لنا أن نزهو بها وأن تزهو بين اللغات، كيف لا.. وهي التي نزل القرآن بها يخاطب العقول والأفئدة وكان حجة االله في أرضه.

وباللغة العربية نستذكر بناء الأمة العريقة التي نطقت بالضاد وَسَلْسَلَتْ بالحروف أجمل معاني الإخاء، بين الشعوب التي حققت الانتماء لهذا الوطن الكبير بهذه اللغة الماجدة، وبأشكال الانتماءات المتعددة، في دراستها وتدريسها للأجيال مهما تعاقب الزمان واختلف المكان.

وإذا أردنا أن ننطلق من جوهر خالص الحضارة العربية، فنجدها متمركزة حول ثقافة الذات للإنسان العربي بثقافة تنشطر إلى جزأين: جزء الحضارة اللغة العربية الممتدة في جذور التاريخ، وجزء يشكل حجر الزاوية الذي لا يستغني البناء عنه، وعليه يكون المعول في بناء الحاضر والمستقبل، فاللغة العربية لها أعلى المستويات في الخطاب الأكاديميّ والتقنيّ، ناهيك عن خطاب الوعي والفهم الذي يؤدي إلى الممارسة الحقلية في المجتمع الواعي والراشد.
فاللسان العربي أداةٌ تجمعنا على طاولة الهموم والحوار والنقاش وتسوية النزاعات، ومنع الاعتداءات ولملمة الشعث، ولمّ الشمل وجمع الشتات، لأنّ الأدوات البلاغيّة في بناء الكلمة العربية تعالج ذلك كلّه وتتصدى للشروخات وتتعقب النزوات، وتسدد الرأي في الواقع وتصنع القبول في الرّأي الآخر.. ولا عجب!!. فهكذا ينبغي أن نكون حينما يكون اللسان واحدا واللغة واحدة، في بناء متكاملٍ نحو ارتفاع في كلّ شيء.. بمعنى الكلمة.
والسؤال: ماذا نقدم للغة العربية في يومها المكلّلِ؟. الجواب: ما نقدمه للغة العربية، نقدمه لأنفسنا، فنحن نصافحها فتصافح نفسها العرب. وماذا عسانا أن نقدم، أكثر من أن نتذكر أنّ جدَّنا واحد وأنّ تاريخنا واحد وأننا جئنا إلى هذه الدنيا وبنينا قلاعا وحصونا وحضارةً سامقةً ومن أقصانا إلى أقصانا نفهم ونعي ذلك التاريخ، الذي أصله ثابت وفرعه في السماء.
وإذا كان هذا الحال حالنا، فأين نحن من جسور الثقة والتواصل والمودة بيننا؟. ولماذا نبتعد كثيراً عن بعضنا البعض، والرسالة واحدة والهدف واحد والتراب يبني فينا والهواء نتنفّسه معاً، ولغتنا عربية عصرية حضارية تشكل حجر الزاوية في كلّ بناء نرغب فيه أو بناء يجب أن نبنيه.
لا أخالني أرغب في الحديث عن قطيعة بعض أبنائها وما صنعوه من تماثيل وهمية جعلت البعض يرى نفسه أعلى من أخيه، ولا أريد الحديث عن الشقاق بين بعض الأشقاء ممن يفصلهم وادٍ في عشيبات، أو جبل يتدحرج منه حجر إلى هنا فيصبح في مكان لا يحلّ له أن يكون في المقابل منه، والجبل واحد يتكلم اللغة العربية صامداً ينتظر العبور.
agaweed2007@yahoo.com