عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Sep-2020

إسرائيل من هنا وهناك!*فارس الحباشنة

 الدستور

اسرائيل وقعت 3 اتفاقيات سلام مع العرب : كامب ديفيد واوسلو، وادي عربة. ولم يخرج السلام من مربع المرجعيات والدوائر الرسمية.
 
 وسياسيا وشعبيا افلس السلام الاسرائيلي - العربي من كامب ديفيد.
 
اليوم البوصلة العربية مشتتة ومفقودة. لربما ان الشعوب والجماهير قالت : كلمتها الفصل من اسرائيل.. اسرائيل العدو الاول للامة والاوطان العربية من الماء الى الماء. 
 
ومهما وصلت الشعوب العربية جراء الفقر والجوع والتهميش وانعدام العدالة الاجتماعية، فاسرائيل بكل ما تضخ من خطاب يصورها دولة السلام والعلم والديمقراطية و التنمية والرفاهية والرخاء والشريك الاستراتيجي الاوحد والاكبر لمشاريع كبرى في الطاقة والنقل والمياه، مرفوضة سياسيا وشعبيا. 
 
اسرائيل اليوم الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط عدوة لكل الشعوب، واسرائيل بلد محم ومحصن، دولة مطوقة بالداخل وعلى امتداد حدودها البرية باطول اسوار امنية ذكية من الشمال مع الحدود اللبنانية الساخنة عسكريا الى غور الاردن وجنوبا باتجاه قطاع غزة. 
 
الاسوار الحدودية الامنية الذكية وجدار العزل العنصري في الضفة الغربية مستمدة من اساطير توراتية. وتقوم على فكرة شعب الله المختار، والنقاء العرقي، والاصطفاء الالهي و الديني لشعب اسرائيل، واسرائيل الكبرى من النهر الى البحر. وسياسيا، تعني ان اسرائيل تستغني واقعيا عن اتفاقيات السلام والتنسيق الامني، وتحمي شعبها وارضها ذاتيا، دون حاجة الى اصدقاء وحلفاء السلام. 
 
اسرائيل دولة محتلة لارض فلسطينية عربية. والاحتلال قائم بفعل القوة والهيمنة والسيطرة ودعم الدول الكبرى في العالم. في المعادلة الدولية اسرائيل هي الاقوى، وتمسك خيوط اللعبة مع الدول الكبرى من واشنطن الى لندن وموسكو وباريس. والان اسرائيل تنحو باتجاه الصين القوة الاقتصادية العملاقة في العالم لتدشن معها علاقات وتحالفا اقتصاديا وسياسيا وتكنولوجيا. 
 
العرب ماذا يملكون؟ في غمرة الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني. الشعوب ستبقى تقاوم اسرائيل الكيان المحتل والغاصب بالوجدان. الوجدان العربي ازاء اسرائيل لم يتبدل او يتغير. اسرائيل عدو للامة والاوطان والشعوب العربية. 
 
نعم، ان دولا عربية بعد الاستقلال فشلت في بناء الدولة الوطنية. وساد الاستبداد والقمع، وتشوش المشروع الوحدوي والتحرري العربي وانتكس، وسقط من التاريخ، وسيطرت الاصوليات ومجد الماضي العقيم ليكون نموذجا لمشروع الامة وحاضرها ومستقبلها. والهزيمة لم تكن عسكرية، بل سياسية وحضارية، هزيمة استفحلت بسيطرة الفكر الاخواني والسلفي والاسلام السياسي، ودخل الوجدان العربي في حالة تصلب شراييني ما عاد يشعر ولا يحس . وجاء نزار قباني 94 ليعلن في قصيدته الشهيرة عن اعلان وفاة العرب. 
 
اسرائيل، وكما الاصولية ومبشرو نيوليبرالية هم اعداء الاوطان العربية وشعوبها. المتطرفون الاسلاميون، وكما القوميون واليساريون والليبراليون العرب اخذوا من الفكر التنويري الغربي الاوروبي حثالته، كالاستبداد والفاشستية والنازية، الايدولوجيا ضد التقدم، وتركوا الافكار والمعايير والقيم التي اسست للنهضة والثورة الاوروبية الحديثة.  
 
الوجدان العربي لا يموت. وبالوعي ويبعث ويحيا من جديد. لربما حقيقة ان العالم قد سئم من الدول العاطلة والمتخلفة والفاشلة. وما الاحداث المتلاحقة اللامتناهية الا ادلة حية ووقعية تفضح ما قد وصلت اليه دول رخوة كثيرة في المنطقة تقف على حافة الفشل والانهيار.