عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Dec-2019

الاشتباك السياسي في الكيان المحتل - كمال زكارنة

 

الدستور- يتظاهر الكيان الغاصب لفلسطين في لعبة الانتخابات التي فشلت مرتين على التوالي في تشكيل حكومة ،وهو الان يعمل على التحضير لاجراء انتخابات ثالثة وقد يكون مصيرها الفشل في الوصول الى حكومة جديدة ،بأنه واحة من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،علما بأنه اكثر انواع البشرية عنصرية وتمييزا وارهابا واجراما .
كل ما يجري لا يعدو كونه لعبة شد الحبل بين اشخاص بإسم احزاب ،وتغليب لمصالح شخصية فردية وضيقة جدا ،والانتخابات الثالثة سببها عنصرية الاحتلال نفسه ،وهو نفس السبب للذهاب الى انتخابات ثانية ،اي ان هذا الكيان القائم ىوالمبني على العنصرية واستبعاد غير اليهود ومنعهم من المشاركة في الحكومة ،يعتبر المسبب الرئيس لما يجري الان داخل الكيان.
استثناء العرب والقائمة العربية المشتركة من المشاورات لتشكيل حكومة الاحتلال بعد الانتخابات ،بغض النظر عن قبول او رفض القائمة المشاركة من عدمها ،فان هذا النهج الصهيوني العنصري الغيض ،يؤشر على الانعزالية والانطوائية التقوقع المغلف بالرعب والخوف من الآخر ،وعدم الثقة به ورفض الاستعداد للتعايش معه ،رغم ما يلحق بالكيان من ارباكات وفشل وانقسامات وصدامات داخلية ،فهو يتحمل نتائج كل ذلك ولا يتحمل مشاركة عربية في حكومة الاحتلال .
تمكنت القائمة العربية المشتركة من احتلال المرتبة الثالثة وشكلت ثالث اكبر تكتل في الكنيست الصهيوني ،والتحالف معها كفيل بتشكيل حكومة جديدة لو اراد ذلك غانتس او نتنياهو ،لكن عنصريتهما وعداءهما للفلسطينيين والعرب عموما منعهما من ذلك،ولا بد من التنويه هنا ان القائمة العربية المشتركة لا تلهث وراء المشاركة في حكومة الاحتلال ،وانما اسوق مثالا حيا وشاهدا واقعيا على عنصرية الاحتلال وسلوكه التمييزي بين فئات وشرائح المجتمع الذي يعيش في كنفه النتن ،والذي يتناقض تماما مع ابسط قواعد الديمقراطية التي تعرفها جميع شعوب العالم .
لم يكن في عقلية الاحتلال الغاصب يوما «مطرح» لاي شكل من اشكال التعايش او التعاون او الاندماج مع المجتمعات العربية والفلسطينية ،فالاحتلال بنى كيانه على الجماجم وجبل طين حصونه بدماء الشعب الفلسطيني والعربي ،ويؤمن ايمانا كاملا بعزل نفسه عن غيره ولو كان قريبا منه جغرافيا وديمغرافيا ،والعمل على قلع القوميات والديانات والمجتمعات غير اليهودية تمثل الغاية الرئيسية والهدف الاستراتيجي في عقلية ومنهجية الاحتلال .
اجراء الانتخابات الثالثة في شهر اذار المقبل تعطي نتنياهو فرصة جديدة ليتنفس ويعيد ترتيب اوراقه وصفوف حزبه وحلفائه من جديد ،وربما يؤجل المحاكمات القضائية التي تلاحقه بسبب قضايا الفساد المتهم بها ،رغم ان خصومه السياسيين يطاردونه بقوة .
اثارة الغبار السياسي داخل الكيان المحتل ،يعطل مراوح التهدئة ويوقف عملها بين الكيان وحركة حماس لعدم وجود قيادة سياسية اسرائيلية تستطيع ان توقع اتفاقا مع حماس في هذه الفترة ،بعد الاختبار العملي للحركة اثناء العدوان الصهيوني على غزة واستهداف حركة الجهاد الاسلامي التي اظهرت فيه التزاما قويا بالهدوء.