عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jun-2019

برقيات من العيد - رمزي الغزوي

 

الدستور - الازدحام كان سيد الموقف، والقاسم المشترك في كل شوارعنا وساحاتنا، رغم قسوة الحرارة التي كان من المفترض أن تفرض علينا حالة من منع التجول في ايام العيد، إلا أن الناس التي خرجت من شهر متخم بالطعام تهافت بشراهة على ابواب المطاعم، وكأنهم جاءوا من شهر جوع وحرمان. يبدو أن فكرة الصوم ومعانيه السامية لم تتحقق بعد. 
صديق لي يفلسف ظاهرة ازدحام الناس على أبواب المطاعم والوجبات السريعة أن ربات البيوت أعلنّ اضرابا عن دخول المطبخ تكفيرا عن شهر من الانصهار في أتون الطبيخ والنفيخ. أو أن الناس لم تجد شيئاً آخر (تتفشش) به وتقتل وقتها إلا في الطعام والتهافت إليه. وهذا يبدو أكثر منطقية.  
 مشكلة هلال العيد ورؤيته يجب أن تكون الشرارة التي تعيد فضيلة الاجتهاد إلى الأمة الإسلامية، علها توحد المنظور والمقياس. فلا يعقل أن تبقى هذه الحال المثيرة للسخرية مسيطرة علينا في زمن العلم والتلسكوبات الفلكية الدقيقة. دعونا نتجاوز المسألة ونوحد التقويم. 
 لم تنطفئ حرائق الغابات والأعشاب منذ أزيد من شهر. فهي جاءت امتدادا لحصيلة مؤلمة في شهر ايار تمثلت في أكثر من ستة آلاف حريق أعشاب وأشجار.
 لم يكتف لصوص ومجرمو التحطيب باشعال حرائقهم المفتعلة في الغابات. بل تم ضبط العديد من حالات الاعتداء على الاشجار. ففي حادثة واحدة تم كشفها أن 90 شجرة بلوط معمرة جزت في ظرف زمن قصير قبل وصول دورية الشرطة البيئية. 
تراجع منسوب المصلين في صلاة العشاء في آخر يوم صوم، فالأمر كان مثيراً للحزن في كثير من المساجد التي كانت تغص بهم حتى ترقوتها، وإذ بها تخلو إلا من صف أو صفين: نستهجن علاقة البعض بالعبادة وملازمتها لرمضان فقط.
  تدافع كبير في زيارة المقابر بعد صلاة العيد، وإغلاق للشوارع المؤدية إليها. أليس الأولى زيارة الأحياء؟!، فكم من متخاصمين تحتك أكتافهم على بوابات المقابر، فيشيحون بوجوههم بعيداً، ولا يقرأون السلام إلا للموتى وقبورهم الدامسة. متى نقدّر معنى العيد ونبادر، فالعمر أقصر مما نتصور!.
 أحزنني ذلك الانكسار في عيون الأطفال، الذين تتلف مسدساتهم وبنادقهم وألعابهم حال فض غلافها، أو بعد مداعبتين أو أدنى، وهو أمر يجعلني أتساءل. من المسؤول عن إدخال هذه البضاعة (الزبالة) إلى أطفالنا؟!، ألا توجد رقابة على جشع التجار؟!.
 مسدسات الخرز ما زالت تجتاح البلد، وكأن قراراً صارماً لم يصدر بمنع استيرادها أو بيعها، لضررها الكبير على الأطفال. لكنها بعد القرار الصارم صارت تباع جهارا لأطفالنا؛ لأنها تدخل البلد بمسمى: اكسسوارات زينة. وظلت المستشفيات مثل كل عيد تتعامل مع عشرات الإصابات في عيون الأطفال.